اخترناك رئيسا واختارك الله شهيدا

رئيس التحرير

هو رئيس الجمهورية اليمنية، القائد الفذ والإنسان المتواضع ، والمجاهد البطل ، وهو الرئيس الذي خاطب الجميع بلغة واحدة، ورأى كل اليمنيين بعين واحدة، هو الشهيد والرئيس الذي كان شعاره ومسيرة حكمه “يد تحمي ويد تبني” هو الرئيس الذي شاهدناه في الجبهات بين المقاتلين من أبناء القوات المسلحة متنقلا من ميدان إلى آخر ، من جبهات الحدود إلى البحر الأحمر إلى نهم وصرواح والجوف ، حاملا روحه السامية على كفيه، مفتديا شعبه وبلده وجنوده متمثلا شعاره الخالد “دماؤنا ليست أغلى وحياتنا ليست أهم ، متخذا من العطاء المعمد بالدم وبالشهادة منهاجا وهدفا وغاية ، ومسيرة اختصر بها كل معاني النضال والكفاح ، والرئاسة والقيادة والوفاء لشعبه ويمنه وأمته.
منذ تولى رئيسنا الشهيد صالح علي الصماد القيادة – وهو القائد قبل ذلك وهو رفيق السلاح – في الرابع والعشرين من أغسطس ٢٠١٦م وحتى لحظة استشهاده وهو يرى في منصبه كرئيس للجمهورية ، مسؤولية أهون لديه من مهمة مسح نعل جندي مقاتل في جبهة ما ، كيف لا وهو الذي لم يترك ميدانا ولا ساحة إلا وكان فارسا من فرسانها ، اختلط بالمقاتلين وامتزج بهم ، شارك ذوي الشهداء معازيهم ، زار الجرحى وواساهم ، تفقد المرضى والمقعدين من الشخصيات والمواطنين ، وقف صلبا وصخرا أمام المنعطفات والمؤامرات التي حيكت لإسقاط العاصمة صنعاء ، لم تُثنِه عن الانحياز للشعب اليمني بمختلف مكوناته حسابات الموقع والمنصب والجاه والمال.
استشهد الرئيس وهو يقود جبهة الحرب الوطنية الكبرى في مواجهة تحالف قوى الشر آل سعود وآل زايد وحلفائهم الأمريكيين والبريطانيين والصهاينة ، سجل بشهادته للتاريخ بجرأة المحارب البطل ، والرئيس الرمز – الذي دفع بحياته كبطل من أبطال التاريخ – ثمن الموقف والمسؤولية ، مرسخا ومجسدا سيرة القائد القدوة والرمز الخالد لكل جيل وشعب وأمة من بعده.
ارتقى الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن صالح علي الصماد وهو يسمو بنفسه عاليا ، ليكون قدوة للرؤساء والقادة ، والرئيس الملهم والباعث لشعبه وأمته معاني التضحية والفداء والمشعل في وعيهم بركان تحدٍ ومقاومة لن تهدأ حتى تطيح بقوة الله حلف الباطل وقرن الشيطان ومملكة الشرور.
يصيبنا الألم ويكوينا الفراق، لكننا ننتهجك أيها الرئيس الشهيد شرفا وفخرا، تضيء طريق المستبصرين ، تحمي البلاد وتصونها ، نبادلك الوفاء بالوفاء ، ونعدك أن عزيمة إضافية ستزيدنا ، وشموخا وإصرارا على متابعة مسيرك ومسيرتك لتحقيق النصر الذي أردته لنا كي نقدمه لك ولروحك الطاهرة.
لن يُسدل الستار اليوم سيدي الرئيس بل ستتوهج الشمس ، ويصير لهيبها نارا على الأعداء ، سنحول ليل العدو نهارا ، وتبقى روحك نورنا وضوءنا ، ورمز عطاء كل اليمنيين وتضحياتهم وانتصاراتهم ، فإن كنت منحتنا في حياتك كل القوة والصبر والعزيمة والشجاعة ، ففي رحيلك تركت لنا قاموسا في التضحية والبذل فما من حب وما من عطاء أعظم من أن يهب رئيس الجمهورية حياته فداء لشعبه ووطنه وبلده ، وأي شعب يستحق من قائده هذا العطاء إلا شعب اليمنيين ، وما تركته لنا ستقرأه الأجيال عزة وكرامة ويسلكونه طريقا ويجسدونه واقعا ومقاومة وبأسا سيصيب آل سعود ، وقد صرت في رحاب الله الواسع ثق بأن يمنيين أبطالا سيحمون ويحتمون ببلد ما أنجب سوى الأبطال وصناع التاريخ ، ويمضون في مسيرة البناء والتنمية.
إلى لقاء قريب فقد اخترناك رئيسا واختارك الله شهيدا بجواره.

قد يعجبك ايضا