العدوان فاقم من معاناة مرضى السرطان والموت يحاصرهم من كل مكان

مدير المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بالحديدة لـ ” الثورة ” :

 

الحديدة/
غمدان أبو علي

منذ أكثر من 3 سنوات من العدوان والحصار على بلادنا يعاني مرضى السرطان بمحافظة الحديدة حيث تسبب العدوان والحصار الذي تفرضه السعودية على بلادنا في تردي الخدمات الطبية وعدم توفر الأدوية الخاصة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي الأمر الذي أثر سلباً على حياتهم وأضحت حياتهم مهددة بالموت في أي لحظة ..
لقد زاد العدوان من معاناة مرضى السرطان بمحافظة الحديدة وضاعف من آلامهم، جراء تردي الأوضاع الصحية وعدم توفر الأدوية حتى باتت حياة نحو 5300 مريض مهددة بالخطر ..
اليوم مرضى السرطان في محافظة الحديدة يعيشون وضعاً صعباً للغاية ومأساة حقيقية وصراعاً مريراً مع الألم ، بسبب قلة الأدوية والازدحام الشديد على المركز فأصبح المرضى يتدافعون على «المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان» من مختلف المديريات والمحافظات المجاورة كمحافظة حجة – ريمة – المحويت بحثاً عن أمل في الحياة في ظل شحة الإمكانيات.
صحيفة ” الــــثورة ” التقت بمدير «المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بالحديدة » الدكتور/ ياسر عبدالله نور وخرجت بالحصيلة التالية .. إلى التفاصيل:

في البداية حدثنا عن المهام والدور الذي تقوم بها المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان فرع الحديدة في التخفيف من معاناة مرضى السرطان بالمحافظة ؟
– في البداية اسمح لي أن أشكر لكم زيارتكم للمؤسسة للاطلاع عن كثب عن معاناة مرضى السرطان بمحافظة الحديدة جراء الحصار والعدوان الغاشم على بلادنا ؛ حيث قامت المؤسسة بتأسيس مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في الحديدة في العام 2006 م ليحقق 4 برامج أساسية: أولها البرنامج الصحي: وذلك بتوفير خدمة صحية لمرضى السرطان من خلال الاستشارة الطبية اللازمة وإعطاء العلاج الاستشارة الطبية اللازمة وإعطاء العلاج الكيماوي ومتابعة وتقييم الحالات. ثانياً برنامج الدعم النفسي والاجتماعي: وذلك بتوفير خدمة نفسية واجتماعية للمصابين وعوائلهم من حيث رفع الروح المعنوية للمصابين وتأهيل عوائلهم لكيفية التعامل معهم ومساعدتهم ببعض المواد الغذائية وغيرها. ثالثاً برنامج الوقاية: والهدف من هذا البرنامج توعية المجتمع بمسببات السرطان وكيفية الوقاية منه. رابعاً برنامج التطوير الإداري: وذلك بتوفير الأنظمة الإدارية الآلية التي توفر الوقت والجهد وتحقق الدقة والشفافية.
وقد قطعنا في كل البرامج شوطاً كبيراً حيث أصبح المرضى لا يحتاجون إلى السفر إلى صنعاء إلا من أجل العلاج الإشعاعي فقط وبالتالي تم التخفيف عن المرضى جهداً ووقتاً ومالاً ؛ ونسعى لتوفير كافة احتياجات المرضى في المركز بشكل مجاني ونساهم بنسبة كبيرة في حال عدم وجود خدمة داخل المركز مثل الأشعة التشخيصية حرصاً على أن تتم كافة الخدمات للمرضى بأقل تكلفة مما يساعدهم على الاستمرار في أخذ العلاج دون انقطاع.
كم بلغ عدد المرتادين من المرضى في مركز وحدة الأمل ؟ وعدد الحالات المتوفية ؟ وكيف تتغلبون على الازدحام الشديد في المركز ؟
– بلغ عدد الحالات المسجلة لدى مركز وحدة الأمل أكثر من 5300 حالة حتى شهر مارس 2018 م ويتردد على المركز حوالي 50 – 80 حالة يومياً.
بالنسبة لحالات الوفاة لا يمكن حصرها بدقة لوجود بعض الحالات تتوفى خارج المركز ولا يصلنا الخبر، ونحن الآن نقوم بدور حصر الحالات وتصنيفها إلى حالات شفاء واستقرار ووفاة أو مضاعفات وعندما يتم رفع البيانات سنوافيكم بها ان شاء الله.
حقيقةً الازدحام الشديد يعتبر احدى المشكلات التي تواجهنا ونشعر معها بالمرارة لأن المريض قد يضطر للعودة مرة ومرتين خلال الأسبوع ، ومع ذلك وصل بنا الأمر إلى أن يكون هناك 2 مرضى على السرير الواحد وخاصة المرضى الذين يأتون من مناطق بعيدة ولا يستطيعون الانتظار.
هل لكم أن تضعونا أمام حجم المعاناة التي يعاني منها مرضى السرطان بمحافظة الحديدة ؟ وهل فاقم العدوان من معاناتهم ؟
– حجم المعاناة يزيد يومياً بعد يوم نستقبل حوالي 3 حالات جديدة مما يعني زيادة التكلفة المالية بشكل يومي.
إن الحصار والعدوان على بلادنا عموماً وعلى محافظة الحديدة خصوصاً ضاعف من المعاناة كثيراً حتى أضحت المعاناة تنحصر في النقاط التالية انقطاع بعض الأدوية عن المرضى. 2. تضاعف الأسعار بشكل جنوني. 3. مغادرة كثير من التجار للبلاد وبالتالي انقطاع مورد مالي كبير كان يورد من خلالهم للمركز. 4. تأخر وصول بعض المساعدات بسبب الإجراءات التي تم اعتمادها على السفن القادمة للحديدة والتي قد تحمل مساعدات للمرضى عموماً ومنهم مرضى السرطان. تضاعفت المعاناة لأن المركز يقوم بكافة خدماته على أساس التبرعات والهبات والصدقات وبسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة أصبحت هذه التبرعات نادرة جداً.
كم هو موجع حقاً أن ترى المعاناة ولا تستطيع ان تقدم لهم شيئاً وأكبر معاناة هي أن يستلف المريض قيمة المواصلات ثم يأتي للمركز ليتفاجأ بعدم وجود العلاج .
ماذا عن الامكانيات المتوفرة في المركز ؟ هل هي كافية ؟ وهل المركز مهدد بالتوقف في أي لحظة ؟
– الامكانات المتوفرة في المركز كلها إمكانات تتبع المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان وتأتي عن طريق التبرعات والمساعدات ومن المؤكد أنها ليست كافية، وكانت تأتينا بعض المساعدات من المركز الوطني لعلاج الأورام ولكن منذ سنتين تقريباً وهو يعاني من انقطاع الأدوية الا بعض الأدوية التي تأتي من منظمة الصحة أو غيرها ولكنها لا تفي بحاجة المرضى في صنعاء ناهيك عن غيرها وهذا الأمر يجعل المركز مهدداً بالتوقف في أي لحظة في حالة توقف المساعدات والتبرعات للمرضى ..
ماذا عن الأدوية الخاصة بمرضى السرطان هل هي متوفرة ؟ وكيف تصرف للمرضى ؟
– نستطيع ان نقول بأننا نساهم في توفير الأدوية عن طريق بعض أهل الخير مثل جمعية مجموعة هايل سعيد الخيرية والحاج عبدالجليل ثابت وبعض المواطنين الذين يحبون أن يساهموا ولو بقدر بسيط من أجل استمرار ومواصلة اداء المركز لخدماته الصحية للمرضى .
طبعاً نوفر أكثر من 90 % تقريباً من الأدوية عن طريق التبرعات ، وأقل من 10 % عن طريق مركز الأورام في صنعاء ، ولا يوجد دعم رسمي للأسف الشديد. وقد جاءت فترات أوشكنا على إغلاق المركز أمام المرضى لولا فضل الله ثم تعاون المحسنين..
وفي هذا العام ساهم الدكتور حسين مقبولي نائب رئيس الوزراء وزير المالية في التوجيه بصرف ميزانية للمركز وصدر التعزيز ولكنه توقف في البنك المركزي بحجة عدم وجود سيولة أو إيرادات مالية • ونحن بدورنا نشكر الحكومة التي أقرت موازنة تشغيلية للمركز ونشكر الدكتور حسين مقبولي للدور الإنساني الكبير الذي بذله ونتمنى أن يكون له دور في اخراج الإشعار من البنك المركزي.
هل تسبب الحصار والعدوان في حرمان مرضى السرطان من الأدوية المقررة لهم ؟ وكيف تم التغلب عليها ؟
-كما قلت سابقاً، نعم الحصار والعدوان زادا من معاناة المرضى وكان لهما دور كبير في حرمان بعض المرضى من أدويتهم حيث لم يستطع بعض المرضى الخروج من أماكنهم بسبب القصف والبعض لم يجدوا قيمة المواصلات بسبب التداعيات الاقتصادية التي خلفها العدوان، وكذلك ارتفاع اسعار الأدوية وغيرها.
الصعوبات والعراقيل التي يعاني منها مركز وحدة الأمل لعلاج الأمراض السرطانية ؟
– من الصعوبات التي نعاني منها بشكل يومي هو الازدحام الشديد حيث يحتاج المركز إلى التوسع الأفقي لكي يستوعب اعداداً كبيرة من المرضى إلى جانب قلة عدد الاستشاريين في المركز حيث يتواجد اثنان فقط وكذلك عدم وجود موازنة تشغيلية حيث يتعرض المركز للإغلاق بسبب عدم وجود إيرادات ومن الصعوبات أيضاً عدم توظيف الكادر العامل من أطباء وهيئة مساعدة وإدارية مما شكل عبئاً إضافيا على المؤسسة.
كيف تنظرون الى دور المنظمات الدولية المهتمة بالجانب الصحي تجاه معاناة مرضى السرطان بالحديدة ؟ هل هناك تفاعل مع المناشدات التي تطلقونها ؟
– للأسف دور المنظمات الدولية سلبي جداً حيث نجد ردهم في كل وقت أن مرض السرطان من ضمن الأمراض المستعصية أو المزمنة التي لا علاقة لمنظماتهم بها.
لكن كلمة شكر نوجهها للأخوة في منظمة الصحة العالمية الذين كان لهم إحساس أفضل وقاموا بالتعاون مع المركز من خلال تقديم بعض المساعدات في الأدوية المساعدة والمصاحبة وقريباً ستصل بعض الأدوية الكيماوية منهم كما وعدوا بها سابقاً .
كلمة اخيرة لمن تود قولها ؟
– الشكر لله تعالى أن جعلنا في طريق خدمة عباده وكذلك الشكر للجهات الرسمية في مجلس الوزراء والمجلس المحلي على مستوى المحافظة والمديريات لما يبذلونه من تعاون كبير من أجل استمرار المركز في أداء رسالته الإنسانية ..
كما ندعو جميع المنظمات الدولية والمحلية ورجال المال والأعمال إلى مراعاة الظروف الحالية التي يمر بها الوطن والمواطن ومساعدة مرضى السرطان بتوفير احتياجاتهم العاجلة التي تضمن لحياتهم الاستقرار والحياة كما أوجه كلمة شكر لجميع الإخوة الإعلاميين والصحفيين الذين يبذلون من كلماتهم حتى تصل رسالتنا إلى الجميع ..

قد يعجبك ايضا