تَمْنُع في شبوة.. كنوز قادمة من أعماق التاريخ العريق وبطون الحضارات القديمة

 

¶ اسلوب فريد لدفن الموتى في مملكة قتبان والعاصمة الشهيرة تَمْنُع

سياحة وتراث / خاص

في محافظة شبوة الزاخرة بالكثير من المواقع الأثرية يقع موقع حيد بن عقيل ومدينة تَمْنُع عاصمة مملكة قتبان وهجر كحلان الواقعة على بعد اقل من ميل شمال مدينة تمنع وجميعها نقبت فيها البعثة الأمريكية لدراسة الإنسان في عامي ( 1950 – 1951 م ) . وفي موقع بن عقيل شيدت مقبرة قديمة جدا على الجانب الغربي لجبل صخري قاحل وبالقرب منها يوجد قاع الجبل وفيه اكتشفت البعثة مبنى من اللبن شيد على أساسات حجرية لم من ارتفاعه سوى حوالي ( 6 أقدام ) ويعود تاريخه بحسب النقش الذي وجد فيه إلى القرن السادس قبل الميلاد . قبور فريدة البناء وتحتوي المنطقة على قبور مبنية بالأحجار تحت مستوى سطح الأرض وهي بأشكال وحدات مربعة تقريباً وتمتد من الجدران الجانبية لها حواجز متوازية تقسم القبر إلى غرف صغيرة عرضها حوالي ( 30 بوصة ) وطولها ( 6.5 قدم ) يتوسط الممر الغرف الواقعة على جانبه وتنقسم كل غرفة إلى جزئين علوي وسفلي وبواسطة لوح أفقي يقوم مقام المشكاة لدفن الموتى وقد تعرضت جميع المقابر للنهب في الماضي ولم يعثر على أية بقايا او لقى سليمة تماماٍ باستثناء عقد ذهبي تم اكتشافه يحتوي على سلسلة وقلادة هلالية كما عثر على أعداد كبيرة من التماثيل المصنوعة من المرمر كرؤوس للرجال والنساء يعـود تـاريخ هذه المقبرة إلى مطلع ( الألف الأول قبل الميلاد ) . وهناك موقع أثري أهم وأكبر في محافظة شبوة إنها تلك المقبرة الأثرية لتمنع عاصمة مملكة قتبان موقع المقابر الأثرية في حيد بن عقيل وهي تتبع المدينة الأثرية وجزء من معالمها ومكوناتها . أرفف وغرف ويقول الزميل انور الحاير في موضوع سابق نشره في صحيفة الثورة عقب زيارته لهذا الموقع الأثري الهام : عندما دخلنا إلى المقبرة شاهدنا نوعية تلك القبور التي هي عبارة عن حجرات معمارية تشبه غرف السكن إلا أنها مقسمة إلى عدة أجزاء ولها ممرات ومداخل ومقسمة تصاعديا إلى أرفف أشبه ما تكون اليوم مثل ثلاجة الموتى أي يوضع الميت الواحد فوق الآخر تفصل فيما بينها بلاطات حجرية ويصل عدد الجثث في الخانة الواحدة من 3- 5 تقريبا لا تزال بعض الأرفف كما تركها القتبانيون تكشف عن أساليب الدفن وكيف كان يتم بناء القبور الجماعية . عبث البعثات الأجنبية وفي ذات الموضوع تحدث ذلك الدكتور / عبد الحكيم شائف أستاذ التاريخ القديم في قسم الآثار بجامعة صنعاء حيث أشار إلى أن المقبرة هي تابعة لتمنع التي تقع بالجهة الشمالية الشرقية منها وقتبان كانت على مصب وادي بيحان وعاصمتها ( تمنع ) وهي العاصمة الأولى والعاصمة الثانية هي ( مدينة هجر بن حميد ) عندما دمرت العاصمة الأولى تمنع استخدم القتبانيون العاصمة الثانية واستحدثوها وهي هجر بن حميد. وأضاف أن البعثة الأمريكية والبريطانية التي عملت فيها منتصف القرن الماضي عندما كانت بريطانيا لازالت محتلة للمحافظات الجنوبية الأمر الذي جعل من السهل تسجيل أكثر المواقع الأثرية بأسماء ضباط بريطانيين مثل (قنا) وغيره في عام 1960م والبقية سجلتها البعثات الأمريكية إلتي شملت منطقة المقبرة والتي لازالت محاطة بـ (سياج حديد) وقد كشف عن معبد ( رصفم ) والذي وجد فيه نقوش وأيضا بقايا أساسات لأعمدة وأساس داخلي وعثروا على بئر جوار المعبد الذي يقع شمال مقبرة حيد بن عقيل وقد حفر البيت(القصر) الذي هو دائري ويعتبر المعبد الجنائزي ملحقا وتخطيط المقبرة بسيط غير منتظم الشكل . الجدير ذكره أن أعمال ونتائج المسوحات والتنقيبات التي أجرتها تلك البعثة نشرت في مجلة علمية أمريكية في حين أن السلطات المحلية آنذاك لم تحصل على تلك النتائج وربما إلى اليوم. طقوس دفن مختلفة ويؤكد الحائر وهو الدارس للتاريخ والتراث في جامعة صنعاء وتخرج منها أن هذه المقبرة ذات أسلوب معماري فريد تتكون من غرفة إلى غرفتين عكس عمارة المساكن في عمارة المباني الجنائزية ويتوسط هذه الغرف ممر طولة من 6 إلى 8 أمتار تقريبا ويكون عرض الممر من 1 ف-80- 90سم تقريبا وتوضع الجثة الأولى وبطول الجثة وفوقها ثلاث جثث يغطى القبر الأسفل بألواح حجرية ثم يوضع فوقها الميت الثاني ثم يغطى بألواح حجرية وهكذا حتى سقف الحجرة وطريقة وضع الميت كان يدخل بشكل ممتد وتحت ظهره خمس بلاط وفوقه خمس بلاط حجرية حيث استخدموا الخامة الموجودة والمتوفرة في المنطقة وكان القبر من الداخل مبلطا بالقضاض وارتفاعه (80 – 90سم) تقريبا. وبالنسبة لتشابه المقابر فهي مختلفة منها مبني بشكل مستطيل يقسم لغرف صغيرة وتقسم الغرفة الواحدة إلى بلاطات ويوجد ممر ببلاطات حجرية ويوجد مدخل لكل مبنى وكان الجزء الخلفي أو أي جهة غالبا ما يستخدم جزء لمقبرة أخرى وكانت طقوس الدفن للميت أن يوضع إلى جواره الأدوات الجنائزية فخارية وشواهد قبر للوجه على قطع حجرية باسمه لإيمانهم بالبعث وأنه المكان الأبدي ويوجد تماثيل عليها نقوش والمقابر مدمرة . لقُى أثرية ففي القرن الأول الميلادي هاجمت مملكة حضرموت مدينة تمنع وأحرقتها بمقابرها و ظلت المقابر مستودعا للقبائل التي شاهدنا آثار إعمال التخريب فيها واضحة المعالم كانت أعمال الحفر والتنقيب فيها موسمية متكررة من البعثة الأمريكية وفي الحفريات الأخيرة عثرت البعثة المنقبة على مواد القرابين وتماثيل لرؤوس المدفونين منحوتة بشكل فني بديع ويوجد عنصر نسائي من ضمنها وأهم النتائج التي عثرت عليها البعثة تمثال ( مريم ) يعكس فن النحت كذلك عثر على عقد منقوش بالمسند من الذهب . وما يؤسف له ويصيب المرء بالحزن أن المصادر والمختصين أوضحوا أن كل ما كان يعثر عليه يتم تقسيمه وأيضا تتقاسم البعثة المنقبة في الموقع كل المعثورات مع كنيسة فرجينيا لأنهم ساهموا بدعم هذه البعثات فقد منحت بعض هذه المعثورات لمن يدعم البعثة مع تسليم جزء للمتحف اليمني( اللقى غير المهمة ) أيضا عثرت البعثة في احد المواسم على لقى جنائزية متنوعة وكان يوجد نوع من الزخرفة على القصر من الداخل بالنسبة لطريقة الدفن فقد شاهدنا بعض الآثار والتي يتضح من خلال ذلك أنه كان ممتداٍ وأحيانا كان يوضع عينات بخور بجوار المتوفي وهذه المقابر جماعية والتخطيط للغرفة التي لها ممر يكون 16 موضعا في ثلاثة أماكن ويكون عدد القبور داخله يصل إلى 54 قبراٍ لأسرة واحدة ولم يتم التعرف على أسلوب الدفن من قبل البعثة الايطالية مع أنها وجدت جثة كاملة ممتدة إضافة إلى مواد قرابين وشواهد قبور والذي من خلالها اكتشف تخطيط المقابر بشكل شبه كامل والظروف المحيطة بها والكيفية التي يتم من خلالها وضع الجثث .

قد يعجبك ايضا