القدس أرضنا وقبلتنا الأولى

 

عبدالفتاح علي البنوس

تضامنا مع ثورة الأرض الفلسطينية الجديدة ثورة عودة الفلسطينيين إلى وطنهم من مخيمات اللجوء ودول اللجوء والاغتراب والتي تقام فعالياتها كل جمعة من كل إسبوع للتذكير بحق الفلسطينيين المهجرين قسرا من العودة لوطنهم الأم فلسطين بعد سنوات من التهجير والبعد والحرمان عن معانقة الثرى الفلسطينية ، احتشد الآلاف من اليمنيين بعد عصر يوم أمس الجمعة في مسيرة حاشدة بمنطقة باب اليمن بالعاصمة صنعاء تحت شعار القدس أرض المسلمين وقبلتهم الأولى وذلك دعما وإسنادا للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني الذي يواصل إجرامه وقمعه للفلسطينيين ويمارس ضدهم أقذع صور الإذلال والامتهان والتعسف على مرأى ومسمع العالم .
خرج اليمنيون رغم ظروفهم الصعبة ومعاناتهم الشديدة ومظلوميتهم الكبرى جراء العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني الذي يشن عليهم منذ أكثر من ثلاث سنوات والحصار المفروض عليهم والتي كانت الأكثر استحقاقا لخروج الشعوب العربية قاطبة في مسيرات غضب عارمة للتنديد بالمذابح والمجازر التي ترتكب في حق اليمن أصل العروبة والشعب اليمني الأصيل شعب الإيمان والحكمة ، شعب النصرة والمدد لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن ورغم وقوف الرئاسة الفلسطينية إلى صف العدوان ومباركتها له ورغم الظروف البالغة التعقيد التي يمر بها وطننا الحبيب لا تزال وستظل القدس متصدرة لأولوياتنا كيمنيين ولا تزال قضيتنا الأولى والمصيرية انطلاقا من مبادئنا وثوابتنا وقيمنا وتربيتنا الإيمانية الإسلامية التي لا نزايد عليها ولا يمكن أن نخضعها لأي اعتبارات ومصالح نفعية سياسية كانت أو حزبية أو شخصية.
فالقدس قضيتنا والدفاع عنها من الواجبات التي أوجبها ديننا الإسلامي ومن حق إخواننا الفلسطينيين علينا نصرتهم والوقوف إلى صفهم ودعم نضالهم وحق المهجرين منهم العودة إلى وطنهم ودولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف قبلة المسلمين الأولى وقضيتهم المركزية والمصيرية والتي لا يمكن المساومة عليها والأخذ والرد فيها رغم أنف ترامب وكل الأنظمة التي تسعى لنقل سفاراتها لدى الكيان الصهيوني من تل أبيب إلى القدس وفي مقدمتها النظام السعودي العميل الذي يعمل جاهدا وبوتيرة عالية مع النظام الإماراتي الخائن للتطبيع مع هذا الكيان والاعتراف به والسير على خطى خليفتهم ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني أو ما يسمى مجازا بدولة إسرائيل .
مسيرات الغضب التي تشهدها المدن الفلسطينية والمناطق الواقعة على الحدود المصطنعة مع الكيان المحتل الغاصب والتي تقام كل جمعة ويسقط فيها عشرات الشهداء وآلاف الجرحى يجب أن تتواصل وأن تعزز بتضامن شعبي عربي وإسلامي واسع، لا تعويل على الأنظمة العربية الخانعة العميلة المرتهنة للهيمنة والغطرسة الأمريكية والخاضعة لإملاءات أنظمة البترو دولار وفي مقدمتها السعودية والإمارات ولا بد للشعوب أن تصحو من غفلتها وتستيقظ من سباتها نصرة للقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وخصوصاً وهناك مؤامرة عالمية كبرى تحاك ضد القضية الفلسطينية تشترك فيها العديد من الأنظمة العربية تحت اسم صفقة القرن ، هذه الصفقة التي يبدو أنها تهدف إلى وأد القضية الفلسطينية وحرمان أبناء الشعب الفلسطيني المهجرين في الخارج من العودة إلى بلادهم وأهلهم وتحول دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف واستشعارا لهذا الخطر الذي يتهدد فلسطين والقدس والقضية الفلسطينية خرج اليمنيون لمساندة وتأييد المواقف الثابتة والصادقة للسيد عبدالملك الحوثي والتي لم تتغير ولم تتبدل وما تزال فلسطين حاضرة في وجدانه وفي توجهاته وخطاباته وفكره ومشروعه القرآني الذي يعد امتداد لمشروع الشهيد المؤسس السيد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليهما.
بالمختصر المفيد، مهما بلغ حجم جراحنا ومهما وصلت إليه معاناتنا ومهما أوغل العدوان في قتلنا وتدمير وطننا وانتهاك سيادتنا وقصفنا ليلا ونهارا وحصارنا برا وبحرا وجوا فإننا لن ننسى فلسطين قضيتنا الأولى التي لن نساوم عليها وستظل حاضرة بقوة ضمن أولوياتنا وستظل معركة تحريرها هي الغاية والهدف المنشود لكل اليمنيين الشرفاء الأحرار باعتبار ذلك النهاية الحتمية للغطرسة والهيمنة والعنجهية الأمريكو صهيونية في المنطقة والعالم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا