عمال اليمن.. معاناة مستمرة وإصرار على الصمود والثبات في وجه العدوان

استطلاع / مصطفى المنتصر
كارثة إنسانية ومعاناة صعبة يعيشها العاملون في اليمن جراء استمرار العدوان والحصار الذي تسبب في استشهاد أكثر من 15 ألف عامل وعاملة في مختلف القطاعات على مدى أكثر من 3 أعوام من العدوان والحصار.
وفي الوقت الذي يحتفي العالم باليوم العالمي للعمال يقبع عمال اليمن تحت وطأة الجوع والفقر نتيجة لانقطاع رواتبهم وفقدان أعمالهم بعد ان تعمد العدوان استهدافها وبشكل مباشر.
“الثورة” استطلعت آراء النقابات العمالية في اليمن حول مأساة العمال وإمكانية إيجاد البدائل والحلول لهذه المشكلة..إلى التفاصيل:
البداية كانت مع نائب رئيس الاتحاد لنقابات عمال اليمن للخدمات الإدارية والاجتماعية نبيل الشامي الذي أكد ان الواقع المعيشي لعمال وعاملات وموظفي وموظفات القطاعات العامة والخاصة والمختلط في هذه المرحلة ينظر اليه الاتحاد من زاويتين الأولى تضحيات وصبر وصمود أسطوري للقيام بواجباتهم ومسؤولياتهم ومهامهم المهنية الوظيفية بشجاعة من أجل بقاء عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنتاجية فنجد المصانع رغم قصف الطيران السعودي الأمريكي لأعداد كبيرة منها إلا أن العمال مستمرون في عملية التنمية دون أي خوف او جبن كذلك المؤسسات الحكومية وغيرها يؤدي فيها الموظفون أعمالهم يوميا في ظل سماع دوي انفجارات الصواريخ فلم ينل العدوان ما يتمناه من تعطيل للأعمال وشل مؤسسات الدولة وحركة الاقتصاد.
أما من الزاوية الأخرى فإن ما يقوم به تحالف العدوان السعودي الأمريكي من استهداف مباشر وممنهج لحياة ومعيشة الموظفين وهم في مواقع أعمالهم وقصف متعمد لتدمير منشآتهم ومواقع إنتاجهم ما تسبب في حدوث كوارث اجتماعية واقتصادية وبيئية ترتبت عليها كثير من الآثار الانسانية والمعيشية الصعبة سواء كان بالتشريد والتسريح أو النزوح وضاعف من مشكلة البطالة ومعدلاتها ….الخ
هذا كله لا يمثل إلا جزءاً في ظل انقطاع الراتب لمدة عام ونصف بعد نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن والذي لم يسبق له مثيل في كل حروب العالم.
وأضاف :وفي اليوم الذي يحتفل عمال العالم بعيدهم العالمي تتعالى أصوات عمال وموظفينا لما أصابهم من أضرار جسيمة في ظل استمرار العدوان بالقصف عليهم وحصارهم بإغلاق جميع المنافذ دخول الدواء والغذاء وكل ما يسير ويهيئ أجزاء من عيشهم.
فكل ما يحدث لشريحة العمال والموظفين مما ذكر واستمراره من قبل تحالف العدوان يأتي في ظل غياب دور الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي بل إن ما يعزز قدراتهم قرارات الأمم بنقل البنك وعدم تنفيذ القرارات الصادرة منهم برفع الحصار.
صمود أسطوري
رفعت حسن رئيس اتحاد عام نقابة عمال اليمن فرع الأمانة قال: بمناسبة عيد العمال العالمي 2018م يحتفل عمال العالم بهذه المناسبة العظيمة إجلال وتقديرا لدورهم النضالي في البناء والتنمية والتشييد , فيما يحتفل عمال وموظفو اليمن بهذه المناسبة في ظل ظروف غاية في الصعوبة جراء العدوان السعودي أمريكي الغاشم على بلادنا الذي استهدف العمال والموظفين ومنشآت مدنية ومصانع وقتل وجرح وشرد الآلاف منهم وكان آخرها استهداف مكتب رئاسة الجمهورية وفي ذروة الدوام الرسمي وقصف العمال والموظفين المدنيين بشكل متعمد ومباشر بصورة يعكس مدى الحقد الدفين الذي يكنه تحالف الإجرام على اليمن ارضا وانسانا.
وأضاف : عمد العدو إلى جانب قتله وقصفه المتعمد للمنشآت المدنية والشركات والمؤسسات والمصانع وقتل وتشريد العاملين فيها الى فر ض حرب اقتصادية وفرض حصار بري وجوي وبحري مطبق على اليمن ومنع صرف مرتبات الموظفين ونقل البنك إلى مناطق الحروب والنزعات حتى يتمكن من إطباق التجويع بحق هذا الشعب وحرمانه من ابسط حقوقه في العيش وبرغم من كل ذلك إلا إن القطاع العمالي في اليمن قد صمد صموداً أسطورياً أمام كل هذه التحديات واستطاع ان يكون شريكاً فاعلاً في شرف الدفاع عن هذا الوطن وبنائه وسطر أعظم الملاحم البطولية في النضال والتضحية واستمروا في أداء واجباتهم وأعمالهم دون الخنوع لقوى العدوان والإجرام.
وطالب رفعت الأمم المتحدة وكافة نقابات العالم بالتضامن مع عمال اليمن أمام ما يتعرضون له من أبشع أصناف القتل والتدمير والإبادة الجماعية جراء استمرار العدوان السعودي أمريكي في عدوانه على اليمن كما دعا أحرار العالم الى الضغط على قوى العدوان برفع حصارها على اليمن والذي تسبب في حرمان العديد من اليمنيين أعمالهم بالإضافة إلى مضاعفة الأوضاع الإنسانية والصحية لدى اليمنيين.
معاناة مستمرة
عبدالله محمد الجبري رئيس الدائرة القانونية لاتحاد عمال اليمن أكد ان الأضرار التي تعرض لها القطاع العمالي كثيرة ولا يمكن حصرها باعتبار أن ما تعرض له العمال من أضرار بالغة جراء العدوان والحصار افقد الآلاف من العاملين وظائفهم وحرمهم من مصادر دخلهم ومرتباتهم التي كانوا يعتمدون عليها في إعالة أسرهم.
وقال الجبري : أصبحت حياة العمال في اليمن مسحوقة واقرب الى الجحيم مع استمرار العدوان في استهداف هذا القطاع بشكل مباشر ومتعمد دون مراعاة أوضاعهم ومعيشتهم الصعبة التي عمد إلى تدميرها بالكامل.
وأضاف : تهدف الوقفة الاحتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة إلى إيصال معاناة العمال التي يعيشون مرارتها جراء العدوان الى المجتمع الدولي ولنوضح للعالم حقيقة ما يقوم به التحالف الإجرامي في اليمن من استهداف وتدمير وقتل بحق عمال اليمن وغيرها من فئات وشرائح المجتمع بشكل وحشي وغير مبرر.
وأشار إلى انعدام مصدر دخل العمال في اليمن وحرمانهم من وظائفهم جعل النقابة في موقف العاجز أمام ما يتعرض له العمال وعدم قدرتها في تحقيق ابسط الحقوق للعاملين ومتطلباتهم, مؤكدا على ضرورة وقف العدوان ورفع الحصار كحل وحيد لإيقاف معاناة اليمنيين وعودة الحياة إلى طبيعتها.
ودعا الجبري المجتمع الدولي إلى سرعة التدخل وإيقاف العدوان الإجرامي على اليمن ورفع معاناة المدنيين التي يتجرعونها جراء استمرار في ارتكاب مجازره واستهداف الأحياء السكنية والمنشآت المدنية والمصانع والبنى التحتية.
استهداف متعمد
إلى ذلك يقول يحيى الطيب رئيس النقابة العامة للعاملين في البناء والإنشاءات: ان الطبقة العاملة في اليمن تمر بأسوأ مرحلة او فترة مرت بها عبر تاريخها. فمنذ اللحظة الأولى لانطلاق العدوان السعودي الأمريكي على اليمن والذي استهدف كل مقومات الحياة في الوطن وركز وبشكل أساسي ومتعمد على إخراج عشرات آلاف العمال من وظائفهم وتشريدهم من أعمالهم وضمهم إلى صفوف البطالة عبر الاستهداف المباشر والممنهج للعديد من المصانع والمنشآت والمعامل والمزارع والصيادين في البحر والمتاجر والأسواق وكل ما له صلة بأعمال الناس ومصادر أرزاقهم بهدف تعطيل الحياة وزاد عن ذلك حين تآمر العدوان التآمر الدنيء والخبيث على موظفي الجهاز الإداري للدولة مدنيين وعسكريين وعبر موافقة الأمم المتحدة بنقل البنك المركزي اليمني الى عدن وبالتالي حرمان نحو مليون ومائتي موظف من رواتبهم الشهرية التي كانت تمثل المصدر الوحيد للدخل الذي كان يؤمن المتطلبات المعيشية للموظفين ولو في حدها الأدنى.
وأضاف : لقد مارس العدوان سياسة التجويع بهدف إركاع الطبقة العاملة اليمنية خصوصا والشعب اليمني عموما في مخالفة واضحة وصريحة للقانون الإنساني الدولي والقرارات والمعاهدات والمواثيق الدولية التي تجرم المساس بحياة المدنيين وتعمد استهداف مصادر أرزاقهم ومعيشتهم
وبالتالي فإن التضحية والثبات والصمود الذي أظهرته الطبقة العاملة اليمنية هو صمود أسطوري وهو يمثل بحد ذاته جبهة مقاومة في وجه العدوان لأنه رفض الانصياع لما خطط له العدوان من استهداف مصدر دخلهم وقطع مرتباتهم من اجل زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى في أوساط المجتمع لكن الطبقة العاملة رأت انها لن تكون اقل شأنا ممن يضحي بدمه وروحه في الجبهات من اجل استعادة السيادة الوطنية في معركة العزة والشرف والبطولة من رجال الرجال أبطال الجيش واللجان الشعبية.
وأشار الى ان الطبقة العاملة تسطر علامة مضيئة سيخلدها التاريخ برغم البؤس والمعاناة والشقاء الذي تواجهه نتيجة انقطاع رواتبها وان شاء الله سيكون الفرج قادماً مهما طال ليل المعتدين البغاة لا بد لليل ان ينجلي.
وأكد على ضرورة ان تقوم الحكومة بإيجاد حلول وبدائل أخرى قابلة للتنفيذ وغير مجحفة بحق الطبقة العاملة كما حدث مع تجربة البطاقة السلعية التي مارست ابتزازاً منظماً على العاملين.لذلك فالحكومة معنية ولاسيما مع قدوم شهر رمضان المبارك بالبحث عن كيفية تأمين الراتب للعاملين والموظفين حتي تتمكن الطبقة العاملة من تسيير شؤونها خلال شهر رمضان.
وقال الطيب : العاملون صبروا وتحملوا كثيرا وقد نالهم من الضنك والأسى ما نالهم طيلة الأشهر الماضية وصبروا على انقطاع الرواتب ولكن الى متى هذا الصبر؟.
وحمل الطيب الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة إزاء ما يتعرض له اليمنيون جراء استمرار العدوان وانقطاع الرواتب كون ذلك تم بموافقة من الامم المتحدة وهي على اطلاع وإشراف لكل ما يحدث في اليمن منذ بدء العدوان وحتى اليوم حيث وافقت الأمم المتحدة وأقرت نقل البنك المركزي اليمني بعد ان تعهد أمامها الرئيس المنتهية شرعيته الفار هادي بأنه سيتكفل بصرف رواتب جميع موظفي الدولة في حال نقل البنك المركزي الى عدن ولكن لم يتم الوفاء بهذا الالتزام والتعهد بل تعمد هادي وحكومته منع صرف الرواتب ولديهم القدرة على صرفها بهدف إيجاد حالة من السخط والغضب الشعبي لدى موظفي الدولة نتيجة انقطاع.
تداعيات نقل البنك
عن ذلك قال فواز جراي رئيس النقابة العامة لعمال وموظفي السلطة المحلية ان الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن قام بجميع الأطر النقابية منذ الوهلة الأولى لقرار نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن وبموافقة أممية بالعمل في مسارين فكان المسار الأول إقامة الوقفات العمالية الاحتجاجية أمام مكتب الأمم المتحدة —بصنعاء لرفض قرار نقل البنك الذي كنا ندرك مخاطر ذلك القرار المخالف للدستور اليمني وتشريعاته القانونية والذي منذ نقله إلى عدن تم إيقاف صرف مرتبات العاملين بالجهاز الإداري والعسكري للدولة وتدهور الاقتصاد الوطني، فقام الاتحاد العام بتسليم كشوفات المرتبات نسخة الكترونية على غرار شهر ديسمبر 2014م للأمم المتحدة حسب طلبهم في عدن كما التقى السيد ستيفن أوبراين وسلمه ملفاً بجرائم طيران تحالف العدوان السعودي في تدمير المئات من المنشآت العمالية وسقوط آلاف العمال قتلى وجرحى في مواقع أعمالهم وتجمعاتهم السكانية وكذلك تم تسليمه نسخة الكترونية لكشف مرتبات موظفي الجهاز الإداري للدولة والمتقاعدين والذي وعد بالضغط في المحافل الدولية بسرعة صرف المرتبات بناء على تعهدهم والتزامهم الدولي بأن يعمل البنك المركزي في عدن بحيادية وان يصرف مرتبات جميع موظفي الدولة في الجمهورية اليمنية وكون البنك في عدن قد تسلم السيولة النقدية المطبوعة في روسيا.
وأضاف : ما زال الاتحاد العام مستمراً في الضغط على الأمم المتحدة بالقيام بمسؤولياتها القانونية والإنسانية بصرف مرتبات الموظفين المتأخرة وانتظام صرفها ونحن اليوم عمال اليمن نحيي عيد العمال العالمي 2018م أمام مكتب الأمم المتحدة —صنعاء لإيصال مظلومية عمال اليمن للمجتمع الدولي والمنظمات والاتحادات العربية والدولية وعمال العالم،
والمسار الثاني قام الاتحاد العام بالضغط على المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ بأن يقوموا بصرف الراتب بحسب الإمكانيات المتاحة لديهم لتخفيف من الكارثة الإنسانية الذي يعانيها الموظفون وذلك بصرف نصف راتب بين الحين والآخر.
وأشار إلى أن ملايين العمال وأسرهم يعيشون اليوم كارثة إنسانية ومجاعة جماعية لم يشهد مثيلها التاريخ فانقطاع مرتبات موظفي الجهاز الإداري للدولة لعام ونصف وتسريح مئات الآلاف من العمال وكذلك ارتفاع أسعار السلع وانعدام الدواء وفرض الحصار جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية يرتكبها تحالف دول العدوان السعودي الأمريكي بحق عمال اليمن.
اصوات المعاناة ترتفع
من جانبه يقول عبدالسلام مذكور رئيس دائرة الحقوق والحريات في الاتحاد العام لنقابات عمال محافظة صنعاء: بينما الاحتفالات بعيد العمال في مختلف دول العالم تتغنى في هذا اليوم بما تم انجازه من اكتساب عمالها مكاسب حقوقية حسنت من مستواها إلا أن عمال اليمن بعيدون عن ذلك ففي يوم عيدهم ترتقع اصوات معاناتهم وتتضاعف اوجاعهم الصعبة أمام صمت العالم المزري وفي ظل انقطاع مرتبات موظفي القطاع العام لأكثر من العام والنصف بعد نقل البنك المركزي الى عدن واستخدام عدوان التحالف السعودي الأمريكي ورقة الراتب كوسيلة ضغط بغية تركيع اليمنيين بعد فشلهم في جبهات القتال عسكريا.
واضاف: ظروف معيشية صعبة ومرة ومجاعة تصنف في القانون الدولي بأنها جرائم حرب ضد الإنسانية يعيشها موظفو القطاع الاداري في اليمن كذلك معاناة عمال القطاع الخاص فقد قطعت مصادر أرزاقهم اما بقصف طائرات العدوان السعودي الأمريكي لمرافقهم من الشركات والمؤسسات والمصانع وكذلك بتوقفها عن العمل بسبب الحصار الاقتصادي المفروض على بلادنا للعام الثالث مئات الآلاف من العمل سرحوا من أعمالهم وقطعت مصادر عيشهم وأسرهم التي يعولونها.
واشار مذكور الى ان نتائج العدوان أدت إلى تدهور مختلف جوانب الحياة، وبات أكثر من 82 % من عمال اليمن في جميع القطاعات العامة والخاصة والمختلط بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة حيث وأصبح يعاني 13 مليوناً من العاملين مع أسرهم مجاعة إنسانية يصعب وصفها من نقص في الأغذية والادوية والمياه جراء استمرار العدوان والحصار على بلادنا طيلة ثلاثة أعوام.
وقال :إن ظروف عمال اليمن اليوم يستحيل تصور حصولها في عصرنا الحديث، بل إنه واقع يتجاوز كل القرون الأخيرة، على مرأى ومسمع من العالم بكل منظماته الإنسانية والحقوقية والعمالية، وفي ظل صمت مخز خارجي وصمت مطبق من الامم المتحدة فأصبحت هذه المنظمة بكل وضوح شريكة في العدوان على عمال اليمن, وبحسب آخر إحصائية للبنك الدولي، فإن نسبة البطالة في اليمن ارتفعت إلى 56 % نهاية العام 2016م، فيما يقدر خبراء اقتصاديون ارتفاع الرقم إلى 68 % مع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية جراء العدوان والحصار المفروض. كذلك اشارت التقديرات في مارس 2017م إلى أن 17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي (نحو 60 % من مجموع السكان)، بالإضافة إلى 7 ملايين آخرين يعانون من الانعدام الشديد في الأمن الغذائي، بحسب إحصائية البنك الدولي.
معاناة لا سابق لها
إلى ذلك يقول محمد المنتصر أمين دائرة الإعلام والطباعة والنشر في الاتحاد العام ورئيس فرع ذمار : ان ما يتعرض له عمال اليمن هو مأساة إنسانية حقيقية لا سابق لها في التاريخ المعاصر فهناك حروب قائمة في أكثر من بلد عربي وبلدان أخرى ولكن لم تتوقف حقوق ومرتبات العمال والموظفين فيها مثلما هو الحال الذي يعيشه عمال اليمن فأجسادهم تتمزق بصواريخ وطائرات العدوان السعودي وحلفائه وبطونهم وبطون أبنائهم تتضور جوعا وتلتصق بأضلاعهم لخوائها من لقمة العيش الكريم التي كانت المرتبات توفرها لهم وأكبادهم تتمزق ألما وحسرة وحزنا وقهرا من الداخل والخارج, هذا ما يعانيه ويكابده عمال اليمن وأسرهم فأي عيد نتحدث عنه والعمال بلا مرتبات منذ ما يقارب العامين وخاصة وشهر رمضان الكريم على الأبواب.
وأضاف المنتصر: لقد عمد العدوان إلى تدمير كافة مناحي الحياة في اليمن وجعل شريحة العمال هدفاً رئيسياً لعملياته الإجرامية في اليمن وظل على مدى ثلاثة اعوام يدمر ويقتل ويشرد دون أي وازع إنساني او أخلاقي هذا الشعب وفئاته المجتمعية المسالمة وبإشراف دولي على هذه الممارسات والجرائم البشعة بحق الإنسانية.
وأشار في ختام حديثه الى ضرورة إيجاد حلول لمعاناة العمال والموظفين اليمنيين بتوفير وصرف المرتبات وإيقاف العدوان ورفع الحصار المفروض على اليمن, داعيا المجتمع الدولي الى التحرك والضغط على قوى العدوان بوقف جرائمها بحق المدنيين ورفع الحصار على اليمن.
جرائم العصر
عن ذلك يقول سامي شبيلي رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الاتصالات: ان العدوان والحصار جرائم العصر الحديث وعقاب جماعي دون وجه حق يتعرض له اليمنيون , فالعدوان استهدف مرافق العمل والإنتاج قصفا وتدميرا مما أدى لتشريد العاملين ووقف أعمالهم وبالتالي انعدام أجورهم ومكتسباتهم مما تسبب باتساع رقعة الفقر ونسبة البطالة وانتشار الأوبئة وتشريد الآلاف من الأسر.
وأضاف :وبنقل البنك المركزي إلى عدن تضاعفت وتفاقمت المشكلة الاقتصادية بتوقف صرف المرتبات والمصروفات التشغيلية اللازمة للمجتمع ومما زاد الطين بله صدور قرار حكومة عدن بتعويم العملة الوطنية وهذا ما أدى لانهيارها أمام النقد الأجنبي وانخفاض القيمة الشرائية للعملة والقدرة الشرائية للمواطن وانعكس كل ذلك بارتفاع معدلات الفقر.
مشيرا إلى أن الحصار قد ساهم بوقف وعرقلة مسيرة التنمية بعدم دخول التجهيزات والمعدات عوضا عن إغلاق المطارات وتأثيراتها الإنسانية والاقتصادية وزيادة المعاناة لدى العاملين وكافة أبناء الشعب اليمني جراء هذه الانتهاكات الصارخة التي تستهدف حياة الناس وقوت اسرهم.

قد يعجبك ايضا