لطابور “الله ينصر الحق”

أحمد المالكي

أنا لي رؤية وفلسفة خاصة لمعرفة وتحديد الحق وأهل الحق ولذلك لم تلتبس عليَّ المسألة كالكثير من الناس الذين لم يستطيعوا معرفة الحق من الباطل فيضطرون لترديد الجملة المشهورة “الله ينصر الحق”، وهذه نعمة وتسديد من الله ان وفقني ووجهني للانحياز مع الحق وأهل الحق منذ أول وهلة أحمد الله وأشكره عليها.
ومع أن الرؤية واضحة وبينة لا تحتاج إلى فلسفة وتوضيح حتى يعرف الناس الحق وأهل الحق ومع من الحق فهناك من يصر على أن الحق غير معروف حتى مع وجود الأدلة والأحداث والوقائع التي نراها ونشاهدها ونسمعها كل يوم منذ بدء العدوان على اليمن وحتى الآن المجازر التي ترتكب ضد شعبنا كل يوم من قبل الطيران السعودي الأمريكي الإماراتي الصهيوني وليس آخرها وضوحاً استهداف مكتب رئاسة الجمهورية الذي يقع في أهم وأبرز تجمع سكاني مدني بحت ملاصق لأحياء سكنية ومدارس وأسواق تجارية كبيرة جداً يعلمها القاصي والداني، والذي لا يجوز استهدافه بكل مقاييس وقوانين الحرب وشرائع الإنسانية على الأقل حتى وإن كان الهدف قيادة حوثية من الصف الأول.
وهناك عشرات بل مئات المجازر الوحشية التي يرتكبها طيران أهل الباطل في كل محافظات الجمهورية ربما تفوق في بشاعتها وضحاياها جريمة مكتب الرئاسة، فهل من يستهدف صالات ومجالس العزاء على حق؟ من يقتل الناس في الأسواق والطرقات والمزارع والأعراس والمستشفيات وفي أماكن العمل ووو… إلخ.
هل هذا على حق وهل هؤلاء هم أهل الحق .. وهل الخلاف السياسي أو الفكري أو الديني أو العداء للحوثي يبرر ارتكاب مثل هذه المجازر وقتل الناس الآمنين بهذه الطريقة الإجرامية الممنهجة دون رادع أو ضمير إنساني أو ديني أو قانوني؟! .. ومع ذلك يصر الكثير على التعامي والتغابي عن معرفة وتحديد الحق من الباطل وأهل الحق من أهل الباطل.
هذا بالفعل “قِمْر” وكبر وحقد يعمي ويحيط ويحبط بأصحاب جملة “الله ينصر الحق ” وسيحاسبون على هذا الموقف بين يدي الله يوم لقائه.
تلك بالتأكيد ليست بعدُ فلسفتي ورؤيتي كلها التي أشرت إليها مطلع المقال لمعرفة وتحديد الحق وأهل الحق التي منها حرف بوصلة العداء والصراع بين الأمة العربية والإسلامية مع الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين والقدس والأقصى ثالث الحرمين الشريفين وتنصيب عدو وهمي كإيران مثلاً بدلاً عن إسرائيل العدوة الحقيقية للأمة وليس موضوع عمالة الأنظمة العربية التي تعتدي على اليمن لأمريكا وإسرائيل والتي شكلت عاصفة الحزم لمقاتلة إيران العدو الوهمي ولم تتجرأ أن تندد أو تتخذ موقفاً ضد إسرائيل برغم كل الحروب والانتهاكات والقتل والاضطهاد التي تقوم بها ضد الشعب الفلسطيني الشقيق للدفاع عن حقه وعن شرعيته كما تعمل لإعادة ما يسمى بالشرعية في اليمن وليس موالاة السعودية والإمارات والبحرين الخ لسيدهم الأمريكي الذي يستخدمهم كقفازات في اليمن وسوريا وليبيا والعراق لنشر الفوضى والإرهاب وتدمير البلدان والشعوب العربية، وليس فقط الهرولة السعودية الإماراتية الخليجية العربية العلنية التي نشاهدها ونقرأها ونسمعها في تنفيذ أوامر السيد الأمريكي بالتطبيع مع إسرائيل.
تلك فقط بعض الشواهد والأدلة والبراهين الحية التي يمكن للعميان أصحاب مقولة “الله ينصر الحق” أن يستدلوا ويسترشدوا بها لمعرفة وتحديد الحق وأهله من غيرهم لكن هناك فلسفة ورؤية “أدمغ” وأوضح وأبين هي “الحق نفسه وكله” واليقين بعينه وهي الحجة والبينة بذاتها وبحقها وحقيقتها اشمل وأوجز وأدق من كل ما سردت سابقا وهي رؤية وفلسفة قرآنية صاحبها رب وإله اسمه الحق جل الله في علاه وهو الذي أنزل الحق في القرآن العظيم هدى وتبياناً للناس “ليدمغ” به الباطل وحتى يعرف الناس به الحق وأهل الحق من الباطل وأهل الباطل وإذا لم نعرف ونميز الحق هذا يعني أننا نجهل وننكر ونجحد ونتغابى ونتعامى عن الله الحق خالقنا وبارئنا الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد والقائل في محكم كتابه “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ” صدق الله العظيم.
وأعتقد أن نصرة الله وهو الغني هي بمعرفة الحق ونصرة أهل الحق ولمن يريد أن يستنير بالقرآن الكريم حتى يميز ويعرف ويهتدي للحق وأهله من أولئك الذين يصرون على عدم وضوح الرؤية لديهم بتحديد الحق وأهل الحق من هم وأين هم فعليه بالرجوع إلى كتاب الله القرآن الكريم الذي أورد الله فيه كلمة الحق في نحو 127 موضعاً وليتأمل لأهمية كلمة أو مصطلح الحق عند الله وفي كتاب الله وعند رسول الله الذي تلا آخر آية نزلت عليه من القرآن الكريم- حسب معرفتي والله أعلم- آية تنطق بالحق وتدمغه وتزهق الباطل في قوله تعالى “وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ” صدق الله العظيم.
وقد بين الله في القرآن بآيات واضحات تعرِّف وتحدِّد وتميّز أهل الحق من أهل الباطل في آيات البراءة من اليهود والنصارى في قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” ومن هنا يمكن للعميان أو المتعامين أن يعرفوا الحق من الباطل وأهل الحق من أهل الباطل، ومن خلال هذه الآية يمكن القياس والتفريق الآن وفقاً للأحداث الجارية في اليمن لأن هناك من اليمنيين من يقاتل إلى جانب الحق وهناك منهم من يقاتل إلى جانب الباطل وكلا الفريقين يدعي أنه على حق لكن هذه الآية تميز بشكل لا يمكن للأعمى أو للمجنون أن يناور ويقول الحق ما يزال غير واضح لأن الآية واضحة وبينة تحدد من يتولى اليهود والنصارى فإنه منهم، ومن اليمنيين من يتولى السعودية والإمارات وقطر إلخ، وهؤلاء يتولون ترامب ونتنياهو أمريكا وإسرائيل أولياء الشيطان بكلهم لكن الفريق الآخر الذي يواجه أولياء الشيطان اليهود والنصارى الذين حددتهم الآية انطلاقا من قوله تعالى “إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ” صدق الله العظيم وأقول لطابور “الله ينصر الحق”هذه رؤيتي وفلسفتي لمناصرة الحق وانحيازي للحق وأهله والله قد قال ” وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ” صدق الله العظيم.
فلا داعي للكبر والقمر والتعصب الطائفي والمذهبي والحزبي الأعمى فالحق بيّن جلي واضح وكذلك الباطل جلي وواضح، فالباطل يقتل اليمنيين في كل ساعة.. والله من وراء القصد “موقنون بالنصر المبين الذي نراه قريبا بلا شك يلوح في الأفق.

قد يعجبك ايضا