إيران وأمريكا وإسرائيل والسعودية

 

عبدالفتاح علي البنوس

يبدو أن الحماقة الأمريكية التي عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن تتوقف قبل أن تجد أمريكا نفسها في ورطة عالمية لا تتمكن من الخروج منها بسلام ، فهذا المعتوه الذي يحمل في قلبه عدائية مفرطة للإسلام والمسلمين انطلاقا من نزعته اليهودية التي منحته دعم اللوبي اليهودي في أمريكا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتي فاز فيها متفوقا على هيلاري كلينتون.
حماقات الأرعن ترامب لم تقتصر على نقل السفارة الأمريكية لدى الكيان الإسرائيلي من تل أبيب إلى القدس الشريف وتأزيم العلاقات الأمريكية مع دول العالم وفي مقدمتها روسيا وكوريا الشمالية وإيران والأخيرة يبدي هذا الأخرق تجاهها حالة مفرطة من الكراهية حيث أبدى انزعاجه منها وعدم قبوله بالاتفاق النووي الموقع معها وظل يتهددها بالانسحاب منه تحت ذرائع وحجج واهية وأكاذيب وافتراءات من نسج المخابرات الصهيونية وتنفيذا للمخطط الماسوني اليهودي الوهابي السعودي الذي يسعى لتوجيه حالة العداء نحو إيران وحرف الأنظار عن العدو الحقيقي وهو الكيان الإسرائيلي ، وعلى الرغم من النصائح الأوربية التي قدمت للأرعن ترامب بشأن الإتفاق النووي الإيراني إلا أن العته الأمريكي قاد المعتوه ترامب للإعلان عن انسحاب بلاده من الإتفاق النووي الإيراني والتوقيع على مرسوم قضى بإعادة فرض العقوبات على إيران التي اتهمها بأنها راعية الإرهاب وبأنها تشعل المشاكل في سوريا واليمن على حد زعمه، وهي الخطوة التي سارع الكيانان السعودي والإسرائيلي لمباركتها وتأييدها وسط إنتقادات روسية قوية ومعارضة أوربية واسعة وهو الأمر الذي يمثل تهديدا للأمن الدولي والسلام العالمي حسب الخارجية الروسية.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هل يعي ترامب خطورة ما أقدم عليه؟! وهل يدرك بأنه وقع في الفخ الإسرائيلي الذي قدم له معلومات مغلوطة حول قيام إيران بتخصيب اليورانيوم وصناعة أسلحة نووية؟! إيران دولة مستقلة ومن حقها امتلاك الطاقة النووية التي تستخدم للأغراض السلمية والدفاعية حالها حال الكيان الإسرائيلي الذي يمتلك أسلحة نووية دون أن يتعرض لأي مضايقات أو تتخذ في حقه أي عقوبات وكأنها محرمة فقط على العرب والمسلمين الرافضين لمشروع الهيمنة والغطرسة الأمريكو صهيوني.
يظن ترامب بأنه سيرعب إيران وبجبرها على الخنوع والاستسلام له متناسيا بأن إيران قد حددت مسارها وعملت كافة احتياطاتها لأي ممارسات رعناء أو قرارات هوجاء عوجاء تقدم عليها أمريكا وخصوصا عقب تولي الهمجي ترامب مهام الرئاسة الأمريكية ، ولن يفلح آل سعود وآل يهود في تحقيق حلمهم بالقضاء على إيران ومشروع المقاومة والممانعة مهما حصل وستجد أمريكا نفسها في نهاية المطاف مجبرة على التعاطي الإيجابي مع إيران ومع ملفها النووي ولكن بعد أن تقبض ثمن قرار الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران من البقرة الحلوب السعودية التي ترى في إيران عدوها الأول وتسعى في الوقت ذاته لتحسين صورة إسرائيل والدخول، معها في علاقات وتحالفات وتفاهمات على طريق الاعتراف بها وبالقدس عاصمة لها.
بالمختصر المفيد، ترامب يلعب بالنار وهو يدرك جيدا بأن بلاده هي حاضنة الإرهاب وبأن الوهابية السعودية صانعة الإرهاب وبأنهما وثالثتهما إسرائيل سبب كل مشاكل وأزمات وصراعات العالم وما هو حاصل في سوريا واليمن خير دليل وشاهد على ذلك فالسعودية وأمريكا وإسرائيل هم من تآمروا على سوريا ومن قاموا بتدميرها وهم من شنوا العدوان على بلادنا وهم من يحاصروننا ويقتلوننا يوميا بدم بارد ، ولا وجود للخطر الإيراني إلا في مخيلتهم، يريدوننا ضعفاء أذلاء صاغرين بلا إرادة ، يريدون أن نكون خداما مطيعين لهم ننفذ أوامرهم ونخضع لتوجيهاتهم ، ولا نملك حق الدفاع عن أنفسنا وأوطاننا ، يريدون بأن تكون القوة بأيديهم لتصبح الغلبة لهم ، يريدوننا أن نختار إما أن يحكمونا أو يقتلونا وهو منطق أرعن لا تقبل به حتى الحيوانات، ولن تمر هذه المؤامرة الثلاثية الأبعاد مرور الكرام وسيحصد ترامب ثمار هذه الخطيئة الكبرى وسيدرك الأمريكيون أنهم حكموا على أنفسهم بالهلاك وعلى دولتهم بالفناء بانتخاب هذا الأرعن المتهور الذي يتصرف كالأبله والعبيط غير مدرك لخطورة ما يقوم به من مغامرات قد تكلفه وبلاده وشعبه كثيرا.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا