طارقكو بين غرانديزر والنمر المقنع

عبدالفتاح علي البنوس

 

إنه زمن العهر والدياثة الدولية والأممية بامتياز، زمن فيه من العجائب والتناقضات ما تثير الاستغراب والتعجب والحيرة  ،زمن ضاعت فيه القيم والمبادئ والضمائر  ، ولم نعد نسمع فيه إلا كل شينة وقبيحة ومنكرة.

كيف لا وهذا الزمان هو الذي أطل علينا فيه الكثير من الحقراء الأجراء العملاء من الداخل والخارج  ، جمعتهم الخسة والنذالة والخيانة والعمالة وتحولوا من قادة دفع عليهم الوطن الكثير حتى أصبحوا قادة يشار إليهم بالبنان ويصبح لهم ثقلهم ومكانتهم وثروتهم الهائلة إلى مجرد حثالة يقاتلون في صف العدوان ضد وطنهم وشعبهم وسنقف اليوم أمام أحد هؤلاء القادة الخونة وهو المدعو طارق عفاش والذي ظل متفرجا على العدوان وهو يقتل أبناء شعبه ويدمر وطنه دون أن يتحرك أو يصدر منه موقفا عمليا في الميدان وهو أحد الذين أكلوا ونهبوا خيرات وثروات هذا الوطن المعطاء  ، وهو من كان ينتقد الشهيد العظيم حسن الملصي ورفاقه لإلتحاقهم بصفوف المقاتلين من جيشنا ولجاننا في جبهات الحدود دون أخذهم للموافقة منه ، وهو الذي ظل يخدعنا بالحديث عن معسكر الشهيد الملصي والذي قال بأنه يشرف عليه وأنه يرفد من خلاله الجبهات قبل أن يفتضح حاله وينكشف المستور مع أحداث فتنة ديسمبر والتي عرف الجميع حقيقة هذا المعسكر وقيادته وطبيعة المهام الموكلة إليهم والتي لا علاقة لها برفد الجبهات ولا بمواجهة العدوان وإنما كانت معدة للانقضاض على السلطة والاستيلاء عليها بالقوة بالتنسيق مع العدو الإماراتي الذي نجح في إغراء الدلوع طارقكو في قيادة هذه المؤامرة التي باءت بالفشل الذريع.

وبعد أن قاد هذا الأرعن عمه إلى حتفه ولاذ هو بالفرار بزي النساء بعد أن كان مختبئا في جحره غير آبه لما يحصل لشعبه ووطنه  ، ذهب ليصطف مع الغزاة والمحتلين والمرتزقة وهناك إرتدى بزة العمالة والخيانة ونظارات (الهنجمة الكذابة) مدعيا البطولة والشجاعة و(العسارة) ضد وطنه وشعبه بعد أن صدق نفسه بأنه القائد المنقذ المخلص  ، وبعد أن بلغ به الغرور مبلغه بمبالغة زبانيته في وصفه من خلال شبكات التواصل الاجتماعي  ، هذا يقول طارق عمل وطارق قادم وطارق وصل وطارق هجم وطارق زحف وطارق تقدم وطارق قال وطارق وطارق وطارق، حيث حولوه إلى نسخة مماثلة للنمر المقنع أو غرانديزر، رغم أن الدنيا سلامات وما به شي يستحق كل هذا التهويل والتطبيل ومن يتابع مجريات المعارك والمواجهات في جبهات الساحل الغربي يدرك ذلك جيدا ويقتنع بأن الرهان على هذا الأرعن رهان خاسر وأنه بحماقته هذه قاد نفسه إلى حتفه ومن معه وهو لا يشعر

فمن جبن عن مقاتلة العدو الباغي الغازي والمحتل لبلده ويحاول أن يستأسد في مقاتلة شعبه ووطنه إلى صف الغزاة والمرتزقة هو أحقر من أن يحقق أي انتصار يذكر مهما بلغت الإمكانيات المتاحة له ففي تاريخ الحروب نظريات ومفاهيم عملية صائبة لا يداخلها الخطأ ومنها تلك التي تقول بأن المهزومين لا يصنعون انتصارا  ، ومن هان عليه وطنه وشعبه ستهون عليه نفسه ومن معه من المخدوعين والمغرر بهم.

بالمختصر المفيد حقارة طارقكو وعمالته الواضحة للإمارات وارتهانه للمسخ محمد بن زايد تكفي لكي يفهم البعض حقيقة هذا الرجل والدور المشبوه الذي لعبه في إشعال فتنة ديسمبر الدموية والتي كانت تهدف إلى صوملة اليمن وتحويله إلى ساحة للصراعات والمشاريع الاستعمارية والاستيطانية والاستغلالية المتعددة الأشكال والأوجه، فهو من خطط لها وهو من أشعل فتيلها وهو من يتفوق على الدنبوع في الحقارة والوضاعة.

ولا عزاء للبلهاء والمأزومين وأصحاب العاهات السياسية والحزبية والإعلامية ، (وشلة طارقكو للأنس والطيرفة) فالطيور على أشكالها تقع.

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا