الكيان الصهيوني يرتكب مجزرة بحق الفلسطينيين ومسيرة الغضب الكبرى تشهد احتشاداً فلسطينياً غير مسبوق

أمريكا تفتتح سفارتها في القدس.. والتواطؤ العربي يظهر على العلن بإمضاء سعودي إماراتي

 

55 شهيداً وأكثر من 2440 جريحاً من المدنيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال فعاليات مليونية العودة شرق قطاع غزة

اليمنيون يخرجون عصر اليوم في مسيرة حاشدة رفضا لنقل السفارة الأمريكية.. ورئيس الثورية العليا يدعو لنصرة القدس وفلسطين

رئاسة البرلمان: التخاذل العربي في إطار ما يسمى بصفقة القرن ستكون ويلاته وخيمة

مجلس القضاء الأعلى : قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس مؤامرة يحيكها الأعداء لخدمة الكيان الصهيوني

حكومة الإنقاذ الوطني : قرار ترامب بنقل السفارة نكبة جديدة على الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية

رابطة علماء اليمن : على أحرار العالم النهوض في وجه أنظمة العمالة والخيانة التي باعت القدس الشريف والقضية الفلسطينية

المكتب السياسي لأنصار الله: ما يحدث اليوم في فلسطين سببه ملوك الأعراب وأمراء التنازلات الكبرى

الأحزاب السياسية : الإدارة الأمريكية تعتمد في قراراتها السافرة على ثقتها المطلقة بعمالة الأنظمة العربية

الثورة/ محمد الفائق / متابعات
استشهد 55 فلسطينياً وجرح أكثر من 2440 آخرين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال قمعها أمس الاثنين “مليونية العودة” شرقي قطاع غزة التي شارك فيها عشرات الآلاف إحياء للذكرى الـ70 للنكبة ، ورفضا لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ووفقا لوسائل إعلامية فقد شهدت التظاهرات عند حدود قطاع غزة،احتشاداً فلسطينياً غير مسبوق.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ، استشهاد 55 متظاهرا بينهم 5 أطفال ومنهم طفلة ونقيب في الدفاع المدني، وجرح أكثر من 2440 ، منهم 918 بالرصاص الحي، و15 شظايا، بينها 39 بحالة خطيرة و11 حرجة جدًا، إلى جانب عشرات الإصابات جراء استنشاق الغاز السام المسيل للدموع، كما جرح 11 صحفيا برصاص الاحتلال على طول السياج الشائك بين الأراضي المحتلة وقطاع غزة خلال تغطيتهم مسيرة مليونية العودة.
كما استهدف الاحتلال بشكل مباشر للطواقم الطبية أسفر عن استشهاد اثنين من المسعفين، وجرح آخر، وتضرر سيارة إسعاف، فيما نعت وزارة الداخلية والأمن الوطني بفلسطين خمسة من منتسبيها استشهدوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي أثناء تأدية واجبهم الوطني في مسيرات العودة بذكرى النكبة.
وطالبت الحكومة الفلسطينية بتدخل دولي عاجل لوقف إراقة الدماء التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وناشدت المجتمع الدولي لبذل أقصى الجهود من اجل وقف إراقة دماء أبناء الشعب الفلسطيني وتوفير حماية دولية لأبناء الشعب الفلسطيني الأعزل الذين تنفذ قوات الاحتلال بحقهم مذبحة رهيبة وتستخدم أدوات القتل المحرمة دوليا من الرصاص الحي والقصف المدفعي.
ويواصل الفلسطينيون اليوم بشكل واسع مسيرة الغضب الكبرى رفضاً لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بمشاركة كافة الأطراف الفلسطينية في قطاع غزة غضبا للقدس والمقدسات الإسلامية، وتنطلق في مدن الضفة الغربية مسيرات مماثلة إحياءً لذكرى النكبة، ورفضا لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وتوافد الآلاف من الفلسطينيين في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس الاثنين إلى مخيمات العودة المقامة على طول السياج الفاصل شرق قطاع غزة، استعداداً للعبور للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.
وأشعل الفلسطينيون أمس الإطارات المطاطية وقص السلك الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948، وإطلاق الطائرات الورقية الحارقة، وتمكنوا من إسقاط طائرة مسيرة كانت تلقي قنابل حارقة تجاه مخيم العودة شمال قطاع غزة، وسيطروا عليها.
و أفادت وسائل إعلامية أن المتظاهرين اقتحموا موقعا عسكريا صهيونيا في منطقة “جحر الديك” شرقي قطاع غزة وتمكن متظاهرون آخرون من اعتلاء برج عسكري تابع لقناصة الاحتلال شرق المقبرة الشرقية عند حدود غزة، كما اقتحم متظاهرون السياج الفاصل قرب بوابة النعايمة شرق بيت حانون، واندلعت الحرائق في مستوطنتي “مفلاسيم” وكفار عازاه” وبالقرب من الطريق 232 في غلاف غزة بفعل سقوط طائرات ورقية محملة بمواد حارقة من غزة.
وفي الضفة شرعت القوى الفلسطينية بالاستعداد لانطلاق مسيرة الغضب الكبرى من مدن الضفة، وأفادت الأنباء عن قوع مواجهات على بعض الحواجز مع قوى الاحتلال.
وذكرت وسائل الإعلام الفلسطينية أن شابا فلسطينيا أصيب برصاص الاحتلال في مواجهات قرية دير نظام شمالي غرب رام الله.
ونقلت قناة المنار عن مراسلها بقيام قوات الاحتلال بقمع عدد من المسيرات الشعبية في الضفة الغربية المحتلة، حيث اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي في محيط حاجز عطارة شمال رام الله، وعند حاجز مستوطنة بيت إيل شمال البيرة بالضفة الغربية المحتلة، وفي باب الزاوية وسط الخليل.
وعم قطاع غزة إضراب شامل دعت إليه اللجنة التنسيقية لمسيرات العودة وكسر الحصار، التي قالت في بيان، إن “الإضراب سيشمل المؤسسات الرسمية والشعبية والتجارية وسائر مناحي الحياة اليومية بما فيها المؤسسات التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”، وأضحت شوارع مدن غزة وأحياؤها خاوية بعد أن أغلقت المحال التجارية والمؤسسات الحكومية والخاصة أبوابها.
من جانبه أكد المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم أن الشعب الفلسطيني لن يرضى ولا في أي حال من الأحوال أن يعيش تحت وطأة الحصار المفروض على قطاع غزة، مشدداً على أنه قرر كسر الحصار مرة واحدة وإلى الأبد.
وقال قاسم في تصريحات صحفية، أمس الاثنين، إن نضال الشعب وكفاحه على الأرض هو من سيحدد مستقبل القدس، وسيكتب بنفسه وثيقة تقرير مصيره، وأضاف “إن مدينة القدس المقدسة هي جوهر تاج فلسطين وحريتها وهي هدف نضال شعبنا الذي سيتواصل حتى تحقيق هذا الهدف”.
ووجه قاسم تحية تقدير وطنية لجماهير الشعب الفلسطيني التي بدأت بالتوافد لمخيمات العودة منذ صباح أمس للمشاركة في مليونية العودة وكسر الحصار.
افتتاح السفارة الأمريكية
وتحديا للشعوب العربية والإسلامية وفي ظل وجود تواطؤ عربي، افتتحت الولايات المتحدة سفارتها بالقدس المحتلة بتأكيد عبر رسالة بالفيديو من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن القدس عاصمة حقيقية لـ “إسرائيل”، تزامن ذلك مع إطلاق الإمارات دعوتها الرسمية لوزير إسرائيلي لزيارتها.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في رسالته إلى المشاركين في المراسم إن “إسرائيل دولة مستقلة ويحق لها مثل أي دولة في العالم أن تكون لديها عاصمة والقدس عاصمة حقيقية لإسرائيل”، كما أكد ترامب أن واشنطن ملتزمة تماما باتفاق السلام.
ورحب السفير الأمريكي لدى “إسرائيل” ديفيد فريدمان في كلمة افتتاحية بالمدعوين لافتتاح سفارة واشنطن بالقدس، مشيدا باعتراف الرئيس دونالد ترامب بـ “القدس عاصمة لإسرائيل” ونقل سفارة بلاده إليها.
من جانبه، شكر رئيس الوزراء “الإسرائيلي”، بنيامين نتنياهو، الرئيس الأمريكي لقراره، قائلا “يجب أن نتذكر هذه اللحظة التاريخية للقدس ودولة إسرائيل وترامب كتب تاريخا جديدا”.
غضب يمني
واستشعارا بالمسؤولية الدينية والعربية يخرج اليمنيون اليوم بصنعاء في تظاهرة كبيرة رفضا لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس ومساندة ودعما للشعب الفلسطيني، ودعت اللجنة المنظمة أبناء الشعب اليمني إلى المشاركة الواسعة في مسيرة ” تموت أمريكا وإسرائيل وتحيا القدس” عصر اليوم الثلاثاء في باب اليمن بالعاصمة صنعاء.
وأكدت اللجنة أهمية المشاركة الحاشدة في المسيرة للتأكيد على وقوف الشعب اليمني إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى نيل كافة حقوقه المشروعة وأن القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية.
كما أكدت اللجنة أهمية المشاركة في المسيرة لرفض نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وكذا التنديد بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات من قبل الكيان الصهيوني.
على صعيد متصل أدانت الجمهورية اليمنية بأشد العبارات قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس .. معتبرة ذلك إعلان حرب على الأمة العربية والإسلامية وتأكيدا على التورط الأمريكي في الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية.
وأكد المجلس السياسي الأعلى في بيان صادر عنه أمس، أن التخاذل العربي تجاه هذا القرار في إطار ما يسمى بصفقة القرن ستكون ويلاته وخيمة وبدون حدود.
رئاسة مجلس النواب
إلى ذلك أدانت هيئة رئاسة مجلس النواب بأشد العبارات نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية أمس إلى القدس.
واعتبرت هيئة رئاسة المجلس هذا الإجراء اعتداءً يستهدف الحقوق التاريخية والقانونية والطبيعية والوطنية للشعب الفلسطيني ويقوّض مكانة الأمم المتحدة وسيادة القانون الدولي والجهود المبذولة نحو السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، ويمثل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.
ورأت هيئة رئاسة مجلس النواب أن هذا الإجراء المؤسف الذي اتخذته الإدارة الأمريكية يعد انتهاكاً سافراً لكافة القوانين والأعراف الدولية القائمة والمتعلقة بوضعية القدس الشريف وفلسطين.
وأكدت أن الوضع الخاص للقدس الشريف يكتسب أهميةً مركزيةً للأمتين العربية والإسلامية، الأمر الذي يتطلب رفضا لهذا الإجراء وحماية وصوْن طابعها الديني والثقافي الفريد.
وشددت هيئة رئاسة مجلس النواب على أهمية الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
ودعت إلى تنفيذ القرارات الدولة المتعلقة بتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه، كما دعت المجتمع الدولي إلى عدم تأييد القرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمةً مزعومةً للكيان الصهيوني ونقل بعثاتها الدبلوماسية إلى القدس الشريف.
كما أكدت هيئة رئاسة مجلس النواب أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يعد تأكيدا واضحا على تورط الولايات المتحدة ودعمها للاحتلال الصهيوني .. لافتة إلى أن التخاذل العربي في إطار ما يسمى بصفقة القرن ستكون ويلاته وخيمة.
مجلس القضاء الأعلى
كما أدان مجلس القضاء الأعلى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس العربية المحتلة عاصمة الدولة الفلسطينية.
وأكد المجلس أن هذا الأمر يشكل انتهاكاً صارخاً لقرارات الشرعية الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، والمواثيق والاتفاقات الأممية .
وأوضح أن قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس يأتي في إطار المؤامرات التي يحيكها الأعداء بما يخدم الكيان الصهيوني الغاصب ويؤجج الصراعات فيما بين أبناء الأمة الإسلامية في التنسيق فيما بين إسرائيل ودول تحالف العدوان الغاشم على اليمن التي من ضمنها السعودية والإمارات وغيرها.
ودعا مجلس القضاء، الشعوب العربية والإسلامية إلى توجيه الجهود ورص الصفوف في مواجهة العدو الصهيوني الغاصب ومن يدور في فلكه من الأنظمة العربية.
وحث البيان على الاعتصام بحبل الله والإنابة إليه والعودة إلى دينه حتى يحقق الله عز وجل للأمة الإسلامية النصر الموعود على أعدائها.. مؤكداً على أن من يتنازل عن القدس سوف يتنازل تدريجياً عن كل المقدسات.
حكومة الإنقاذ الوطني
من جانبها جددت حكومة الإنقاذ الوطني رفضها وإدانتها لقرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس، والذي تم تنفيذه أمس الاثنين بالتزامن مع ذكرى النكبة .
واعتبرت هذا الفعل نكبة جديدة على الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية وحتما سيكون له آثاره وتداعياته فلسطينيا وعربيا وإسلاميا .
وشددت على أن القدس ستظل عاصمة أبدية لفلسطين ومدينة إسلامية برغم كل ما تشهده من أعمال ممنهجة لطمس هويتها العربية والإسلامية .
وأكدت حكومة الإنقاذ استنكارها الشديد لهذا الفعل الاستفزازي والعدائي تجاه المسلمين، الذي انتصر كما جرت العادة لدى الإدارات الأمريكية المتعاقبة للجلاد الصهيوني المغتصب على حساب أهل الحق وأصحاب الأرض الشعب الفلسطيني العزيز والمقاوم منذ أكثر من سبعين عاما لهذا الاحتلال العنصري الإجرامي.
وشددت على ضرورة تضافر الجهود الرسمية والشعبية لمناصرة الشعب الفلسطيني وانتفاضته المباركة تجاه هذا العمل العدائي الجديد والتعبير بمختلف الأشكال المتاحة عن تضامن الجمهورية اليمنية قيادة وحكومة وشعبا معه ووقوفها ومناهضتها لما سمي إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني في تجرؤ خطير على إحدى المقدسات الإسلامية عبر التاريخ.
ودعت الشعوب العربية والإسلامية إلى مناهضة هذا العمل العدائي والعمل على إسناد الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال وغطرسته وتجبره بمختلف الوسائل المتاحة.
واعتبرت حكومة الإنقاذ هذا الفعل المشين ما كان ليتم لولا تواطؤ بعض الأنظمة العربية وتشجيعها المعلن وغير المعلن ووقوفها مع الإدارة الأمريكية وتطبيعها مع العدو الصهيوني واستعدادها الدائم لتقديم المزيد من التنازلات مقابل الحفاظ على كراسيها الزائلة .
وأكدت أن التاريخ كفيل بكشف الحقائق وحتما لن يرحم كل من تخلى عن رجولته وعرضه وأرضه ليكسب رضى الغازي المعتدي والمغتصب للأرض والمستهتر بكرامة أكثر من مليار مسلم حول العالم.
رابطة علماء اليمن
أكدت رابطة علماء اليمن أن ما يسمى “صفقة القرن” أبرمت بين صهاينة اليهود وخونة العرب من آل سعود وآل نهيان من أجل تصفية القضية الفلسطينية وهو ما يحدث اليوم عبر نقل سفارة أمريكا إلى القدس الشريف.
واعتبرت الرابطة في بيان صادر عنها أمس الاثنين، أن الطريق الوحيد لتحرير القدس المحتلة هو بالخروج على الأنظمة العميلة الفاسدة وفي مقدمتها نظام آل سعود وآل نهيان وآل خليفة.
ودعت رابطة علماء اليمن كل أحرار العالم إلى التحرك والنهوض في وجه أنظمة العمالة والخيانة التي باعت القدس الشريف والقضية الفلسطينية.
وقالت ” نؤكد دعمنا الكامل لحركات المقاومة المناهضة لإسرائيل ومباركتنا لكل عمل من شأنه أن يفشل مخططات الأعداء”.
وزارة الخارجية
‌‌إلى ذلك كد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية إدانة ورفض الجمهورية اليمنية، افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس وذلك عقب قرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس الشريف.
وأشار المصدر في تصريح لـ(سبأ) إلى أن هذه الخطوة تعد انتهاك للقانون الدولي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرها من القرارات الدولية ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية، وتمهد لمرحلة جديدة من الغطرسة الصهيونية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة.
وقال ” إن اعتراف الإدارة الأمريكية الحالية بمدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني يظهر وبجلاء أن تلك الإدارة ليست وسيطا أمينا للسلام كما تدعي بل وتلعب دورا مشبوها ومشجعا على تفجير الأوضاع في المنطقة، ويتعارض مع مواقف دولية عديدة بما في ذلك دول حليفة لواشنطن”.
وحذر المصدر من تبعات هذا القرار الذي يشكل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين حيث سيؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لن يقف تأثيرها على المنطقة العربية بل ستتأثر بها مناطق عدة من العالم.
وأضاف” إن هذا القرار الخاطئ يعتبر فضيحة للموقف الأمريكي الذي راوغ لفترة طويلة تحت مسمى رعاية السلام في المنطقة، ولكنه في حقيقة الأمر تم بعد تهيئة الظروف والمواقف العربية لدول عدة وأن الإدارة الأمريكية استلمت مئات المليارات ممن يدعون حماية الإسلام ثمنا للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتمهيدا لتطبيع تلك الدول الأوضاع معها”.
وشدد المصدر على وضع مدينة القدس الشريف والتي لها مكانة خاصة لدي جميع الديانات السماوية، وسعى المجتمع الدولي خلال السنوات الماضية للتأكيد على أهمية الوصول لحل متوازن لها مع موضوع اللاجئين الفلسطينيين.
ودعا المصدر مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة للاضطلاع بالمسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره وعدم اغتصاب المزيد من أراضيه.
كما دعا جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للوقوف ضد هذا القرار وعدم الاستمرار في شرعنة ما تمارسه دول أعضاء فيهما من أعمال عدوانية سافرة بحيث تم توظيف الجامعة العربية والمنظمة الإسلامية لخدمة أطماع تلك الدول والخروج عن ميثاقي نشأتهما كما يحدث حاليا من تبرير لتحالف العدوان السعودي الإماراتي على الشعب اليمني ومحاصرته لأكثر من ألف يوم.
“سياسي” أنصار الله
بدوره أكد المكتب السياسي لأنصار الله أن ما يحدث اليوم في فلسطين المحتلة هو نتيجة للنكبة الجديدة المتمثلة بالأعراب ملوك وأمراء التنازلات الكبرى.
وقال المكتب السياسي لأنصار الله في بيان صادر عنه أمس الاثنين” تابع المكتب السياسي لأنصار الله بقلق بالغ واستنكار شديد كافة التوجهات الإجرامية والخطوات التي قطعتها الإدارة الأمريكية في فلسطين المحتلة في سياق دعمها اللامتناهي للكيان الصهيوني الغاصب و المتمثلة بالإعلان سابقا عن نقل سفارتها إلى القدس المحتلة رسميا وتصميمها المقيت على تنفيذ ذلك اليوم”.
وأشار البيان إلى أن هذه التصرفات الخطيرة تعتبر في محصلتها استغلالا فاضحا لنتائج السياسة الأمريكية في المنطقة التي عملت طوال عقود على إذكاء نيران الحروب وصنع الجماعات التكفيرية المنقادة لها وتجزئة المجزأ والإمعان في إذلال أدواتها الخانعة ومحاصرة قوى التحرر من الهيمنة والاحتلال.
وحذر المكتب السياسي لأنصار الله أدعياء العصر ولقطاء التاريخ من مغبة الاستمرار في الإقدام على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة والذي يعتبر تحرك الغبي.
ودعا المكتب السياسي الجميع إلى استشعار المسؤولية الدينية والتاريخية والتحرك كما ينبغي لخير أمة أخرجت للناس والتوكل على الله والثقة به والبراءة من كل متواطئ مع الطاغوت كأقل واجب تجاه هذا العدوان البغيض.
وأعلن استمرار وقوف الشعب اليمني وتضامنه الكامل مع كل خيارات حركات المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الصامد وكافة الأحرار والشرفاء في المنطقة والعالم.
رئيس الثورية العليا
بدوره دعا رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، جماهير الشعب اليمني والشعوب الإسلامية للتظاهر ضد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وقال رئيس اللجنة الثورية العليا في تغريدة له على صفحته في “تويتر”: ندعو جماهير الشعب اليمني إلى مساندة الإخوة في فلسطين بالخروج للتظاهر عصر غد ضد العدوين الغاصبين أمريكا وإسرائيل الذين قررتا القدس عاصمة للكيان الغاصب.
وأضاف رئيس الثورية العليا “ندعو الشعوب للتحرك الشعبي الجاد في كل العواصم الإسلامية ونهيب بكل الحركات والمنظمات الشعبية اتخاذ خطوات جاده وعمليه لاستنقاذ قبلتهم الأولى”.
يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت نقل سفارتها امس الاثنين بالتزامن مع ذكرى النكبة الفلسطينية واحتلال القدس الشرقية عام 48 وإعلان الكيان الغاصب، واختيار هذا التاريخ استفزازا واضحا ومقصودا لتصفية القضية الفلسطينية وتنفيذ ماتسمى “صفقة القرن”.
ريمة
وفي محافظة ريمة خرج أبناء مديرية الجبين في وقفة غاضبة حاشدة أكدوا خلالها أن القدس عاصمة فلسطين الأبدية.
وفي الوقفة التي حضرها عدد من مشائخ ووجهاء مركز المديرية عبر الحاضرون عن إدانتهم واستنكارهم لما قام به العدو الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.
وتأتي هذه الوقفة بالتزامن مع دعوة رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي للخروج في وقفات منددة بهذه الخطوة.
بيان الوقفة أدان ما أقدم عليه كيان العدو الغاصب وبتواطؤ عربي مؤكدين أن قضية فلسطين لازالت حاضرة عند أبناء الشعب اليمني.
اللقاء المشترك
كما أدان اللقاء المشترك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف وجرائم كيان العدو الصهيوني بحق مسيرات العودة الكبرى والتي ارتفع عدد الضحايا فيها إلى عشرات الشهداء وأكثر من 1700 جريح.
وأكد اللقاء المشترك في بيان له أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يأتي في سياق صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية التي أتت نتيجة تآمر الأنظمة العميلة في المنطقة وعلى رأسها النظام السعودي والإماراتي.
ودعا البيان جميع المكونات والأحزاب السياسية اليمنية وكل أحرار العالم وقواه الحية لرفض وإدانة هذه الخطوة الخطيرة وإفشال كل المؤامرات ضد فلسطين والقدس والتعبير عن ذلك بالمظاهرات والفعاليات والوسائل الممكنة.
حزب الحق
إلى ذلك أكد حزب الحق أن تنفيذ الإعلان الأمريكي المتعسف المتمثل في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس جاء ليرسخ للعالم قناعتنا المبدئية أن أمريكا هي الشيطان الأكبر.
وقال حزب الحق في بيان صدر عنه أمس إن هذه الخطوة نتيجةً للاستخفاف والاستهانة بشعوب وأنظمة العرب والمسلمين، واستهتاراً بمشاعر مليار ونصف المليار مسلم.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تعتمد في ذلك على ثقتها المطلقة بعمالة الأنظمة التي سلطتها على رقاب الشعوب العربية والإسلامية.
وأكد أن قضية فلسطين وتحريرها كانت ومازالت وستظل هي قضية الحزب وقضية الأمة المركزية داعيا الشعوب العربية والإسلامية إلى النهوض بمسؤولياتها والقيام بواجبها تجاه القدس.
وأهابت بالشعوب العربية القيام بمقاطعة الاقتصادية لأمريكا وإسرائيل، وتقديم الدعم المادي والمعنوي للمجاهدين الفلسطينيين.
وأشاد في الوقت ذاته بالتحرك الفلسطيني العظيم لأبناء شعبنا الفلسطيني في المسيرات التي خرجت اليوم، مناهضةً لهذا القرار الغير محسوب العواقب.
وحذر حزب الحق الأنظمة العربية وغيرها من أنظمة العمالة، من مغبة الارتماء في حضن الأمريكي والإسرائيلي.
تكتل الأحزاب
من جانبه دعا تكتل الأحزاب السياسية اليمنية المناهضة للعدوان الشعوب الإسلامية إلى الخروج بمسيرات جماهيرية تضامناً مع فلسطين.
وأعلن تكتل الأحزاب السياسية اليمنية المناهضة للعدوان في بيان له رفضه القاطع للقرار الأمريكي الجائر داعيا في الوقت نفسه لتوجيه بوصلة العداء نحو الكيان الغاصب وأمريكا وأذنابهما.
وأشار التكتل إلى أن الدول العربية المرتهنة تروج إلى أحقية وجود الكيان الصهيوني في فلسطين، مشيرة في الوقت ذاته إلى دعم التكتل للقيادة الفلسطينية الوطنية والفلسطينيين في مواصلة نضالهم.
الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة
عربيا .. قال الشيخ ماهر حمود رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، في كلمة له أمس الإثنين أمام مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة في بيروت، إن “هذه الأمة لا تختصر بأمير يقتل أهل غزة وأهل اليمن”، مشيراً إلى أن فلسطين يمثّلها فتيان العودة الذين يبذلون دماءهم على الشريط الحدودي في غزة.
وأضاف الشيخ حمود أن “اليوم الذي أرادوه يوماً لإذلال الأمة عبر نقل السفارة الأميركية إلى القدس سيكون وبالاً عليهم”، وقال: “جعلوا من عقيدة الأمة مهزلة وبتنا الأمة الوحيدة التي تقتل نفسها لكي يرضى الأميركي والصهيوني”.
نائب الأمين العام لحزب الله
من جانبه أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان “فلسطين للفلسطينيين ويريدها الاستكبار للصهاينة من موقع استبداده ومصالحه”، وتابع “نحن في الموقع الذي يريد الاستقلال والوطن وفلسطين والحق وأميركا تنطلق من السيطرة والاستبداد ومن الظلم والعدوان وكل مفرداتها تصب في هذا الاتجاه”.
وقال الشيخ قاسم في كلمة له خلال مؤتمر “طريق العودة” الذي نظمه “الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة” في بيروت الاثنين “هذه المواجهة تتطلب منا أن نعطي وأن نقدم وأن نصبر وأن نتحمل وهذا يفترض بنا أن نعمل لمواجهة هذا التحدي”، وتابع “قد عمل الاستكبار لتثبيت الاحتلال منذ النكبة قبل 70 سنة ولكن الشعب الفلسطيني تمسك بأرضه وجهاده ورفضه للاستسلام”.
ودعا الشيخ قاسم إلى “وحدة الفصائل الفلسطينية ولاستقطاب أوسع فئات شعبية مثقفة وشبابية على امتداد العالم العربي والإسلامي وفي العالم الأرحب حول مشروع المقاومة”، وحث على “الاستفادة من المقاومة بأشكالها المختلفة”، وأكد على “رفض التسوية بعناوينها ومندرجاتها”، وأشار إلى “أهمية جعل المقاومة هي العنوان وان نجتمع جميعا حول المقاومة كأولوية”
تواطؤ عربي
على صعيد متصل وتباعا لكشف أسرار التواطؤ العربي على فلسطين ، أكدت مجلة “ذا هيل” الأمريكية، في مقال جديد لها حول طبيعة العلاقات “الإسرائيلية” مع بعض الدول العربية، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يعدّ أهم وأكبر حلفاء “إسرائيل” الجدد في المنطقة.
وأشارت المجلة في مقال لمدير دراسات الردع الاستراتيجي في معهد ميتشل لدراسات الفضاء الجوي البريطاني، بيتر هيوسي، إلى أن السعودية وأمريكا لم تعودا تطلبان تنازلات من الجانب “الإسرائيلي” مقابل تحريك عملية السلام مع الفلسطينيين.
وأضافت المجلة الأمريكية إن السعودية تطلب من السلطة الفلسطينية تنازلات كبيرة، بحسب تصريحات ولي العهد محمد بن سلمان، الذي قال لوسائل إعلام “إسرائيلية” أثناء زيارته أمريكا إن السلطة الفلسطينية ضيّعت كثيراً من فرص الحل، مراراً وتكراراً، ورفضت كل العروض التي قدمت إليها.
وتابعت ذا هيل إن محمد بن سلمان أكد أن على الفلسطينيين القبول بما يقدم إليهم، أو فليصمتوا وليتوقفوا عن الشكوى، مشيراً إلى أن ابن سلمان كان أقرب لرؤية أمريكا أن الموقف الفلسطيني المعارض لم يعد ينفع في سياسة الشرق الأوسط.
ولفتت الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكد أثناء لقاء سري جمعه مع ممثلي منظمات يهودية أمريكية خلال زيارته واشنطن نهاية مارس/آذار الماضي هاجم فيها القيادة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، مؤكداً أن القضية الفلسطينية ليست الأولوية القصوى لحكومة السعودية ولا للرأي العام السعودي، وهناك قضايا أكثر أهمية وأكثر إلحاحاً للتعامل معها مثل إيران.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينامين نتنياهو، تبنى في 2009 عندما تم انتخابه، نهجاً يقوم على أن “إسرائيل” لن تقدم تنازلات كبيرة، وها هو اليوم يجد شريكاً، بحكم الواقع، يصرّح في نفس السياق، في إشارة إلى تصريحات ابن سلمان.
إسرائيل تشيد بعلاقتها مع الخليج
إلى ذلك قال وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب القرا لإذاعة جيش العدو الإسرائيلي، أمس الاثنين، إن علاقة إسرائيل اليوم جيدة مع دول عربية ولكنها غير معلنة.. وأضاف : أناقش باستمرار أن تكون هذه العلاقات مع الدول العربية الخليجية غير المعلنة أن تكون علنا وعلى أرض الواقع”.
وتابع الوزير: “أنا على ثقة أنه بعد اليوم ستكون هنالك بداية لعلاقات جديدة مع دول عربية وبشكل علني”، مشيرا إلى أن إسرائيل الآن في عصرها الذهبي ولم يسبق لها مثيل.
ولفت الوزير إلى أنه تلقى دعوة من إحدى الدول الخليجية لزيارتها: “تلقيت دعوة مكشوفة من إحدى الدول في الخليج العربي نابعة من هذه العلاقات الجيدة وغير المعلنة، وآمل أن يؤثر اليوم ويعطي موقفا يمنع الحرب في الشرق الأوسط ويعطي مسيرة سلمية جديدة تعطي أمل لهذه المنطقة”.

قد يعجبك ايضا