دراما تاريخية خلال شهر رمضان على عدد من الإذاعات اليمنية

الدراما تحكي ملامح من حياة الجهاد والثورة لخمسة من أعلام الهدى

الثورة/
بمشاركة عدد من ألمع نجوم التمثيل والمسرح في اليمن يواصل مركز الإعلام الثوري، هذه الأيام، عمليات إنتاج العمل الدرامي الإذاعي “شموس لا تنطفئ”، والذي سيبث على عدد الإذاعات اليمنية الحكومية والأهلية، في طليعتها إذاعة صنعاء البرنامج العام، وذلك خلال شهر رمضان المبارك.
ويعتبر العمل الأول من نوعه في تاريخ الإذاعة اليمنية، كونه دراما تاريخية من جهة، ولكونه يقدم ملامح من حياة الجهاد والثورة لخمسة من أعلام الهدى من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من جهة أخرى.
صحيفة “الثورة” التقت القائمين على العمل وأجرت هذه اللقاءات:
عن فكرة العمل وأهميته قال هاشم أحمد شرف الدين “المشرف العام” العمل الدرامي الإذاعي “شموس لا تنطفئ” يقدم ملامح من حياة الجهاد والثورة لخمسة من أعلام الهدى من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، هم الأئمة زيد بن علي، ويحيى بن زيد بن علي، ومحمد بن عبدالله بن الحسن “النفس الزكية”، والحسين بن علي الفخي، ويحيى بن عبدالله، مستعرضا الظروف الصعبة التي عايشتها الأمة خلال تلك المرحلة من تاريخها.
وأحب في البداية أن أنوه إلى أننا لسنا بصدد عملية تلميع لشخصيات بعينها، وإنما نحن نقدم ملامح من حياة بعض أعلام أهل البيت عليهم السلام الجهادية في إحدى المراحل التاريخية، نقدم في هذا العمل الحقيقة مجردة من أي إضافات فنحن إنما نحاول ان نعرف الجمهور الكريم ببعض صفاتهم العظيمة وليس كلها، وكذلك عن أدوارهم المهمة التي أدوها.
العمل سيضع أمام الجمهور الكريم أعلاما جسدوا القدوة للأمة، وفيهم ما يجعلها تعتز وتفتخر بأن يكونوا قدوة لها، بعد أن تم تغييبهم قرونا من الزمن، فلم يعد يتحدث عنهم أحد، وصُمِتَ عنهم، بل وتم تشويه جهادهم وثوراتهم ومقاصدهم النبيلة في الدفاع عن دين الله ونصرة المظلومين ومجابهة الظالمين.
وهذا العمل يقدم نموذج القدوة للمجتمع المسلم، خاصة ونحن نواجه أكبر طغيان على وجه الأرض في العصر الراهن المتمثل بالعدوان الأمريكي السعودي الإسرائيلي الإماراتي وحلفائه، ويقدم للمجاهدين خاصة ولكل من يعمل في سبيل الله في مختلف مجالات العمل القدوة الكاملة.
وعن أهمية العمل أضاف شرف الدين العمل بشكل عام هو رسالة توعية للناس ليفهموا أن لديهم الأمثلة الكاملة من التاريخ ومن واقع حياتهم، بالشكل الذي ينجذبون إليه ويجدوا فيه المخرج والحل، ويرسخ الوعي بأهمية قيم الجهاد في أعماق نفوسهم، وأهميته تكمن في كونه يقدم القدوة، فالله سبحانه وتعالى قد قدم لرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) قائمة طويلة من الأنبياء، ثم قال له: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} وقدم له حركتهم في تبليغ الرسالة، وأهم النماذج فيها التي يمكن أن يستلهم ويأخذ منها ما يساعده في مجال حركته في تبليغ الرسالة.
وقدم الله تعالى لنا في شخصية رسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفي جديته وحركته نموذجا وأسوة وقدوة.
ونحن في هذا العمل نقدم ملامح من حياة أعلام قدموا النموذج في الالتزام بهذا الدين، والاهتمام به، وتجسيد قيمه، والجهاد في سبيل إعلاء كلمته، من خلال حركتهم وأعمالهم ومواقفهم، التي يمكن للإنسان أن يستلهم منها الأشياء العظيمة في مجال العمل والحركة، وفي مجال الإخلاص لله، والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى، لأن لها صلة كبيرة بالجانب العقائدي من حياتنا، وبالجوانب الفكرية والروحية من ثقافتنا وديننا وتاريخنا.
واختتم شرف الدين قائلا: كما تتعاظم أهمية العمل اليوم حيث والأمة تُواجه بصراع جاد يتنامى باضطراد، لتطويع الأمة وتدجينها لصالح أعدائها، لتضل في حياتها وفي عقيدتها وفكرها، وتسقط في التَّيْه والجهل والضَّعة والذلة وافتقاد القوة والشقاء، وهذا العمل يعرض حلولاً كثيرة لما نجابه اليوم من مشاكل فكرية وروحية، وسيلمس الجمهور الكريم أن الكثير من مشاكل ذلك العصر يشابه إلى حد بعيد مشاكل عصرنا الراهن، بما يمكّنه إن شاء الله تعالى من التعرف على النماذج الجديرة بالاقتداء في العلم والدين والأخلاق والسلوك، ويضع أمامهم الأمل المنشود من كل تضحية في سبيل الله، ويرسم لهم طريق الخلاص من الواقع المظلم الذي تعيشه الأمة.
رسالة هامة
بدوره قال علي احمد السياني “كاتب العمل” إن “شموس لا تنطفئ” وإن كان سيستعرض مساعي وأساليب حكام بني أمية وبني العباس لإسكات الأصوات المدافعة عن دين الله، ولمحاصرة التفكير الثوري الذي كانت تغرسه في نفوس الأمة، إلا أنه يقدم رسالة مفادها أن كل تلك الأساليب لم تستطع أن تطفئ جذوة الثورة، مادامت الثورة تتوقد من أعلام الهدى الذين هم الشموس التي لا تنطفئ في كل زمان ومكان..
فعلى الرغم من أن الحكام من بني أمية ومن بني العبّاس لم يتوانوا عن الوقوف أمام الأئمة في تأدية رسالتهم، اضطهادا وتعذيبا لهم ولأصحابهم، إلا أن الأعلام الذين يتناولهم العمل تحملوا المسؤولية رغم ثقل المهمَّة الملقاة على عواتقهم، فلم يعبأوا بكلِّ المؤثرات أو يكترثوا بأي العقبات، فوجّهوا وأوضحوا، وجاهدوا بأساليب عديدة.
فأولئك الأعلام من أئمة أهل البيت عليهم السلام مثلوا الامتداد الرسالي للدعوة الإسلامية، والحامي لقيم الدين من أن تُشوَّه أو تحرّف وفقاً للرغبات السياسية للحكام، الذين أحاط بهم المرتزقة يتملّقونهم في كل تسلط من تسلطهم وجريمة من جرائمهم، والذين لم يتورعوا عن دفع المجتمع الإسلامي نحو هاوية الانحدار الخلقي والروحي والفكري.
واسمحوا لي أن أتوجه بالشكر الجزيل للشهيد يحيى بن محمد المؤيدي ، الذي كانت أعماله المطبوعة أحد أهم المراجع لي عند كتابة العمل.
عمل تاريخي نوعي
بدوره قال نيازي الرازحي :مخرج العمل” أنا سعيد جدا بتولي مهمة إخراج هذا العمل الكبير، لأن السلسلة الدرامية الاذاعية “شموس لا تنطفئ” هي العمل الأول من نوعه في تاريخ الإذاعة اليمنية، حيث أنه دراما تاريخية وليس اجتماعية كما هو حال جميع الأعمال السابقة، وسعيد بأنه قد تضافرت فيه جهود طاقم العمل الكبير الذي يضم عددا من ألمع نجوم التمثيل والمسرح في اليمن، وعددا من الأصوات الجديدة التي اكتشفها العمل، كما يضم كبار أساتذة العمل الدرامي والإذاعي أمثال الأستاذ علي السياني “الكاتب”، والأستاذ محمد الشرفي “المدقق اللغوي”، بالإضافة إلى الأستاذ هاشم شرف الدين نائب وزير الإعلام “المشرف العام”، كما أنوه إلى أن الأستاذ علي الموسوي “المؤلف الموسيقي” قد قام بعمل الموسيقى التصويرية، وتلحين نشيد العمل، الذي قامت فرقة “أنصارالله” بتأديته، وجميع هؤلاء وجهودهم المخلصة وإبداعهم يجعلني على ثقة بأن العمل سينال رضا المستمعين إن شاء الله.
وقال وسام اسماعيل الديلمي “مدير الإنتاج” إن مركز الإعلام الثوري “منتج العمل” قد اختار العمل الدرامي النوعي “شموس لا تنطفئ” ليكون باكورة إنتاجه في هذا المضمار نظرا لما تحفل به حياة الأئمة الخمسة الذين يتناولهم من ثورات عظيمة يجدر بأبناء الأمة الوقوف عليها لإدراك حجم التضحيات وثمارها التي تحصدها الأجيال.
وأضاف: ستعرض حلقات العمل الثلاثون في عدد من الإذاعات اليمنية الحكومية والأهلية، في طليعتها إذاعة صنعاء البرنامج العام، وذلك خلال شهر رمضان المبارك إن شاء الله، وفي أوقات مختلفة ليتسنى لأكبر قدر من الجمهور متابعتها، كما تم إنشاء قناة على “التيلجرام” تحمل اسم العمل “شموس لا تنطفئ” لعرض الحلقات يوميا، حتى يكون بمقدور أي شخص في العالم متابعة العمل عبر تنزيل الملفات الصوتية للحلقات، وفي أي وقت شاء، ولتمثل القناة أرشيفا لمن أراد المتابعة مستقبلا.

قد يعجبك ايضا