برنامج زراعي بيئي ينجح في زراعة ثلاثة محاصيل علفية للثروة الحيوانية من المياه المعالجة في أربع محافظات

الثورة / منيرة الطيار
نجح برنامج زراعي بيئي في تعزيز إنتاج ثلاثة محاصيل علفية قيمة تستخدم لتغذية الثروة الحيوانية وعزز القدرة لدى الخبراء اليمنين في الاستفادة الاقتصادية من المياه المعالجة وتحويلها لمصدر مهم للري.
ويقول الدكتور أمين راجح استشاري المياه والبيئة بالهينة العامة للبحوث والإرشاد الراعي- منسق البرنامج الذي اشرف على التنفيذ: إن برنامج استغلال المياه العادمة المعالجة في زراعة المحاصيل العلفية لتنمية الثروة الحيوانية حقق نتائج إيجابية حيث اثمر تبني المزارعين في المديريات المستهدفة لاستراتيجية يزرعون من خلالها الأعلاف المخصصة لتسمين وتغذية الثروة الحيوانية فيما يبتعدون عن زراعة الخضار بأنواعها .
وأضاف إن البرنامج الذي نفذ في اربع محافظات هي صنعاء وإب وذمار تضمن تنفيذ 3 أنشطة هي إدخال 3 أصناف علفية في حقول المزارعين ،وتنفيذ عمليات في مجال التوعية والتدريب ،ومعالجة المواشي، ففي النشاط الأول تمت زراعة 3 أصناف علفية جديدة في حقول المزارعين هي (التريتكال – الدخن الإصبعي – البرسيم) وهذه الأصناف تم إدخالها إلى اليمن من قبل مراكز وأبحاث دولية وتم تبنيها وزراعتها من قبل الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي في أراضيها الزراعية بالمحطات البحثية وتتميز هذه الأصناف العلفية بأنها محاصيل تتحمل الملوحة وتحتوي على قيمة غذائية عالية واستساغة للمواشي وتعد من المحاصيل المجدية اقتصاديا، التي تحسن من دخل المزارعين في حالة بيعها بالأسواق.
ويقول الدكتور أمين: لقد تمت متابعة مراحل زراعتها وريها بالمياه العادمة المعالجة وفقا لممارسات وتقنيات فنية وعلمية تتواكب مع المعايير الوطنية والدولية ومنظمة الصحة العالمية لتفادي أي مشاكل صحية وبيئية قد تحدث. ومتابعة مراحل إنبات المحاصيل العلفية حتى موعد الحصاد أو الحش.
كما شمل البرنامج عمليات كثيرة في التوعية والتدريب من خلال تنفيذ اللقاءات الفردية والجماعية للمزارعين واطلاعهم على أهمية استغلال هذه المياه وبشكل صحي وآمن في الجانب الصحي لتلافي أي أمراض تسببها المياه العادمة ضعيفة المعالجة عليهم وعلى مواشيهم وفي الجانب البيئي تجنب تلوث الموارد الطبيعية (التربة – المياه السطحية) .
كما تم توزيع النشرات والملصقات التوعوية والإرشادية الخاصة بالمياه العادمة المعالجة وطرق استخدامها وأيضا نشرات تعريفية عن المحاصيل العلفية المتحملة للملوحة وذات الإنتاجية العالية التي تم إدخالها للمزارعين لزراعتها على جميع فئات المجتمع وبالأماكن العامة في المناطق المستهدفة للبرنامج.
وفي الجانب الثالث تمت معالجة المواشي من خلال إجراء حملات بيطرية في الأربع المناطق المستهدفة ومعالجة المواشي وتوزيع الأدوية لتشجيع الأسر الفقيرة التي تملك أعداد بسيطة من الثروة حيوانية .
وتم أيضا تنفيذ تدريب عملي لمالكي المواشي ورعاة المواشي في كيفية معرفة المرض وتشخيصه وعلاجه والحقن وضرب الأبر للحيوانات المصابة أثناء تنفيذ الحملة.
وكنتائج واقعية في الميدان كشفت مسودة التقرير النهائي للبرنامج انه حقق نتائج اقتصادية أدت لتحسين الوضع المعيشي للمجتمع الزراعي في المديريات المستهدفة حيث تمكن المزارعون من التوسع ورفع إنتاجية المحاصيل العلفية التي تم إدخالها في البرنامج وتغذيتها لثروتهم الحيوانية وتشجيع تربية المواشي في مناطقهم، وتوعيتهم بأهمية استغلال المياه العادمة ضعيفة المعالجة.
وحرص البرنامج على زيادة الوعي في الجانب الصحي والبيئي للمجتمعات وقادة الرأي المحليين ومنظمات المجتمع المحلية والمزارعين من خلال تنفيذ الفعاليات والأعمال الحقلية المتنقلة, حيث استهدف البرنامج أكثر من 540 مزارعاً ومزارعة في الجوانب التدريبية والتوعوية أثمرت رفع قدراتهم ومهارتهم الفنية كذلك معالجة وتطعيم أكثر من 5320 رأساً من الحيوانات بعدد من المحافظات (صنعاء مديرية بني الحارث – إب مديرية يريم – ذمار المواهب – عمران)
وفي ختام البرنامج قدمت توصيات فنية وعلمية للمزارعين والجهات المعنية وأصحاب القرار وجهات الضبط المركزية والمحلية لإجراء التدخلات اللازمة وتنفيذ الضوابط والمعايير المحلية في استخدام هذه المياه , كذلك تقديم كتيب (الاستخدام الأمن للمياه العادمة المعالجة في الزراعة) يوزع على الجهات المسؤولة والمكاتب التنفيذية والجامعات والمكاتب العامة والجمعيات والمؤسسات غير الحكومية لاستفادة الباحثين والطلاب والمزارعين منه وتطبيق ما يحتويه من خطوط توجيهية وتطبيق المعايير الوطنية ومنظمة الصحة العامة في الاستخدام للمياه المعالجة في الزراعة وتحديد المحاصيل المعينة طبقا لنوعية المياه الخارجة من محطات المعالجة.
ويقول الدكتور أمين إن الجهود العلمية التي بذلت من البرنامج انصبت على الارتقاء في جانب الوعي والإرشاد والاستغلال الأمثل للمياه العادمة المعالجة باعتبارها مصدرا غير تقليدي متجدداً ومتنامياً مرتبطاً بتزايد السكان.
وللاستفادة من مصادر المياه غير التقليدية في ري المحاصيل العلفية، برزت الأهمية لدينا في اليمن بزراعة أصناف من المحاصيل العلفية مثل الدخن الإصبعي والشعير متحملة للملوحة، بهدف زيادة إنتاجية الأعلاف التي تغطي حاجة الحيوانات وتزيد من إنتاجيتها.
وكون اليمن احدى الدول العربية ذات المناخ الجاف قليل الأمطار، والتي يمتاز سكانها بتربية المواشي حيث يبلغ عددها الإجمالي حوالي 20مليون رأس من الحيوانات يتواجد منها في إقليم المرتفعات الوسطى حوالي 1617303رؤوس. (الإحصاء الزراعي 2010م)، وبما أن الحيوانات تحتل الأهمية الثانية بعد المحاصيل الغذائية، كونها تمد الإنسان بالحليب والدهون واللحوم، فإنه من الضروري توفير الغذاء المناسب والمفيد لهذه الحيوانات من اجل تحقيق أكبر قدر من الإنتاج لتلبية حاجات البشر وإيجاد توازن بين كمية الإنتاج والطلب. وبالتالي إمكانية المساهمة بجزء من التنمية للبلد وتعزيز الأمن الغذائي وتحسين مستوى دخل المزارعين.
ولتحقيق ذلك فإنه يتطلب البحث عن موارد جديدة للتوسع بزراعة الأعلاف التي تلبي حاجة الحيوانات وزيادة إنتاجيتها.
وعلى هامش العملية التنفيذية للبرنامج أقيم أمس يوم حقلي في بيت حنظل بمديرية بني الحارث بمحافظة صنعاء حضره الدكتور منصور العاقل رئيس الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي والذي اكد على أهمية البرنامج في توفير الأعلاف لتنمية الثروة الحيوانية ،وقد حضر الفعالية عدد من مدراء العموم بمحافظة صنعاء ورؤساء الجمعيات والمؤسسات الزراعية وعدد كبير من المزارعين في المنطقة .

قد يعجبك ايضا