شكرا أهلي صنعاء .. ولاعزاء لوزارة التربية

 

حسن الوريث

نجح النادي الأهلي بصنعاء في تنظيم بطولة مدرسية للطلاب والطالبات بأمانة العاصمة في كرة القدم وبعض الألعاب الأخرى ولعامين متتاليين وهذا النجاح لاشك يضاف إلى سلسلة نجاحات النادي الأهلي بصنعاء المستمرة في مختلف المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية والبطولات الناجحة التي يقيمها والتي تؤكد أننا أمام مؤسسة تربوية رياضية ثقافية اجتماعية رائدة وعريقة على مستوى الوطن اليمني.
ومما لا شك فيه أن تنظيم هذه البطولة أيضا انطلاقا من إيمان مطلق لقيادة النادي بأن الرياضة المدرسية تشكل دعامة أساسية للرياضة الوطنية ومنجماً حقيقيا للتنقيب عن المواهب الرياضية وصقل مهاراتها وتوجيهها إلى الأندية والمنتخبات وبالتالي فقد استطاع النادي أن يسحب البساط من وزارة التربية والتعليم التي فقدت دورها في جانب يعتبر من أهم جوانب العملية التربوية والتعليمية وركناً أساسياً لنجاحها وربما أنها انشغلت ليس من الآن لكن منذ فترة ليست بالقصيرة بأمور وأشياء بعيدة إما لجهل بأهمية الرياضة المدرسية كجانب مهم من الأنشطة المدرسية أو عدم استيعاب كامل لدور الأنشطة بشكل عام في منظومة العملية التعليمية والتربوية.
وبالتأكيد أننا قد نغفر لأي شخص جهله بالشيء إذا كان غير مختص فيه أو لا يعمل فيه أو أنها ليست وظيفته لكن أن يكون الشخص جاهلا بمجال عمله وتخصصه ووظيفته فهذه هي الكارثة والشيء الذي لا يمكن أن تغفره له وربما أن ذلك ينطبق على مسؤولي الأنشطة المدرسية سواء في وزارة التربية والتعليم أو مكاتبها في المحافظات الذين ربما أن معلوماتهم عن الأنشطة المدرسية أنها مباراة في كرة القدم أو الكرة الطائرة أو على أبعد حد مسابقة في المنهج الدراسي ومشاركة في برنامج تلفزيوني كما فعلت ماريا قحطان وهذا ما جعل الطالب اليمني يقف في آخر الصف من الطلاب العرب الذين بدورهم يقفون في آخر الصفوف من أقرانهم في البلدان الأخرى فعندما تكون نظرتنا كمسئولين للأنشطة المدرسية قاصرة فبالتأكيد ستكون هذه النتيجة.
ولا يمكن أن يكون هذا الكلام تجنيا على مسؤولي الأنشطة المدرسية سواء في الوزارة أو في المحافظات فبإمكان أي منكم زيارة أقرب مدرسة إليه وسيعرف تماما أن الأنشطة المدرسية كلها غابت تماما عن العملية التعليمية والتربوية فقد انتهت حصص الأنشطة وتم تحويل الملاعب والمراسم والمعامل والمكتبات إلى فصول دراسية بحجج واهية لا يمكن أن تكون مبررا لإنهاء وجه العملة الثاني حيث أن التحصيل العلمي والأنشطة المدرسية وجهان لعملة واحدة وبهما ينهض التعليم بشكل متوازن.
بالتأكيد أن الأنشطة المدرسية سواء الصفية أو اللا صفية تشكل حجر زاوية في منظومة العملية التعليمية وبالتالي فان غيابها أو تغييبها يشكل ضربة قاصمة للتعليم وأيضا للرياضة على اعتبار أن المدرسة تشكل الانطلاقة الأولى للرياضي الذي تبدأ مواهبه تتشكل في المدرسة وتتوازى مع تحصيله العلمي وتساعده على ذلك فبدون الأنشطة المدرسية ينشأ جيل جامد غالبيته غير مبدع وهذا ما نلحظه كثيرا في الأجيال التي تخرجت وتتخرج ومسؤولونا لا يدركون ذلك وليس لديهم الوعي بهذا الأمر وإلا لكان الأمر تغير.
ما قام به النادي الأهلي بصنعاء جهد يجب أن نشيد به لكنه ليس البديل للتربية والتعليم كما أن الرياضة هي جزء من الأنشطة المدرسية وليست كلها وأن نجحوا في جعل الأندية تقيم بطولة رياضية هنا أو بطولة هناك فلا يجب على الوزارة ومسئوليها أن لا يتحججوا بضعف الإمكانيات وبالتالي الهروب إلى الخلف والتخفي وراء الأندية الرياضة تهربا من مسئوليتهم باعتبارهم المسؤول الأول عن الأنشطة المدرسية كاملة وعليهم أن يعملوا على دراسة الوضع الحالي للأنشطة المدرسية الذي وصل إلى درجة الصفر فأكثر من 95 بالمائة من المدارس لم يعد بها لا أنشطة مدرسية ولا مرافق وبنية تحتية لهذه الأنشطة والوزارة ألغت تماما حصص الأنشطة المدرسية وبالتالي وضع إستراتيجية ورؤية جديدة للأنشطة كجناح مهم في منظومة التعليم هذا إذا كان لديهم الإدراك والمعرفة بأهميتها.
في الختام لا نملك إلا أن نقول شكرا أهلي صنعاء لأنك قمت بدور غيرك ونفذت هذه البطولة التي شهدت تنافسا كبيرا وحماسا منقطع النظير من قبل الطلاب والطالبات المشاركين ما يدل على أن هناك تعطشا كبيرا لديهم لممارسة الأنشطة المختلفة سواء الرياضية أو غيرها وذلك بسبب غياب الأنشطة في المدارس وبالتأكيد فان من واجبنا أن نقول لا عزاء لوزارة التربية والتعليم فالتقصير كبير ويجب تلافيه وتداركه وعليكم أن تدركوا مسئولياتكم كسلسلة مترابطة ومنظومة متكاملة.

قد يعجبك ايضا