نكبة فلسطين وصفقة القرن

 

عبدالفتاح علي البنوس

سبعون عاما على النكبة الفلسطينية التي تمثل نكبة لكل العرب والمسلمين ، كيف لا وهي شهدت احتلال فلسطين وقيام ما يسمى بدولة إسرائيل وعلى إثرها تم تهجير الآلاف من الفلسطينيين من بلادهم والشروع في بناء المستوطنات الإسرائيلية، سبعون عاما على الإرهاب والإجرام والاحتلال والاستيطان والصلف الصهيوني الإسرائيلي الذي يمارس في حق أبناء فلسطين ،سبعون عاما على الخنوع والخيبة والذل والمهانة والخذلان العربي للقضية الفلسطينية وللحق الفلسطيني المغتصب ، سبعون عاما من التآمر العربي والخيانة العربية للمقاومة الفلسطينية والانحياز للعدو الصهيوني المحتل الذي وجد نفسه بعد سبعين عاما من النكبة الأقرب للكثير من الأنظمة العربية والخليجية منها على وجه التحديد ، حيث تزامنت هذه الذكرى مع قيام الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية لدى الكيان الصهيوني المحتل من تل أبيب إلى القدس
وهي الخطوة التي أشعلت ثورة جماهيرية واسعة في الشارع الفلسطيني ومعها دشن الفلسطينيون مسيرات العودة الكبرى على السياج الفاصل شرق قطاع غزة كل جمعة قبل أن تشهد المنطقة مسيرة حاشدة منددة بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وإحياء للذكرى ال70للنكبة وللتأكيد على حق الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم ، هذه الخطوات التصعيدية في الشارع الفلسطيني من شأنها أن تشعل انتفاضة فلسطينية جديدة وخصوصاً بعد أن تسربت معلومات تفيد بأن هذه الخطوة الأمريكية تعد الحلقة الأولى ضمن مسلسل يهدف إلى بيع القضية الفلسطينية وتصفيتها مستغلة حالة الشتات والإنقسام العربي الغير مسبوقة والرغبة الأمريكية الصهيونية المزدوجة في وأد القضية الفلسطينية والقضاء على حلم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف في إطار ما يسمى بصفقة القرن ، وهي الصفقة التي يمكن أن نطلق عليها المؤامرة الكبرى على فلسطين والفلسطينيين كونها تمهد لمنحهم أرضا ًبديلة عن فلسطين في صحراء سيناء التي باتت مأوى للجماعات الإرهابية وتمكين اليهود من السيطرة على القدس والأراضي الفلسطينية بتواطؤ عربي فاضح وقذر تتزعمه السعودية والإمارات ومصر والبحرين وقطر والأردن والمغرب وهي الدول التي تربطها علاقات ثنائية مع الكيان الصهيوني مباشرة وغير مباشرة
والمثير للاستغراب هي الوقاحة العربية التي تتمثل في بعران الخليج وهم يمارسون عهرهم على الملأ ويمدون أيديهم للكيان الصهيوني ويتحالفون معه ويتآمرون ضد أبناء فلسطين وقضيتهم المصيرية التي ينبغي أن تكون قضية كل العرب والمسلمين ، لقد نزع الله الحياء من وجوههم فلم يعد له أثر على الإطلاق وهو ما يتطلب صحوة ووقفة عربية تعمل على إسقاط هذه الأنظمة العميلة الخائنة المتآمرة.
بالمختصر المفيد التفريط في فلسطين والقدس الشريف، خيانة لله وللأمة جمعاء ولا يقبل بذلك إلا خائن عميل ويجب شحذ الهمم وتكثيف الجهود من أجل نصرتها والوقوف في وجه المشاريع القذرة التي تستهدفها وتسعى للانقضاض عليها والمتاجرة بها ، لتظل فلسطين والقدس عربية إسلامية رغم أنف ترامب والنتن الإسرائيلي والمهفوف وبعران الخليج وعملاء العرب. .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا