القدس !

 

م/ امين عبدالوهاب الجنيد

حالة العداء بين المؤمنين واليهود ليست قضية أساطير أو روايات أو قصص أكل عليها الدهر وشرب أو عداء مبتور ليس اثر على الواقع .بل هي قضية مركزية مستدامة كقضية العداء لإبليس عليه لعنة الله . ولبرهنة تلك الحالة يجب أن يكون لها ساحة تتجلى وتتجسد فيها الوقائع والاحداث لتعبر وتبين وتقرأ النصوص القرآنية كمصاديق للإخبار الإلهي عن صفات وأعمال وعداوة وشيطنة اليهود وحال من سيراهن على التعايش معهم وحال من سيتحالف ومن سيتبرأ منهم وماهي طرق وأساليب المواجهة الناجحة التي بينها الله لنا في كتابه والتي سيبنى عليها مصير العالم.
وبالتالي القدس هي تلك الساحة التي أشرنا اليها بل هي الحقل والمعمل الذي يتم فيه حاليا اختبار وتحليل وتجربة مدى عدوانية اليهود على الآخرين وفي المقابل معرفة مدى التأثر والمسؤولية والتوجه والمواقف وانعكاساتها على الأمتين العربية والاسلامية ومركزيتها كقضية مفصلية للأمة.
وبالتالي يتم اختبار وبرهنة المعايير والحقوق والقيم للأدعياء وللصادقين بين طرف الحق وأطراف الباطل .
اليوم وبعد الانتهاء من المشروع الداعشي الذي عملت عليه قوى الاستكبار لعشرات السنين تحشيدا وإنفاقا لإخضاع العالم وشيطنة منهجية دين الإسلام . لصرف العالم الاسلامي عن قضيته المركزية ومسؤولياته . بعدما أذاقوا الأمة من شرهم المستطير كل الويلات . إلا أن نتائج هذا المشروع كانت له ردة فعل في الاتجاه المعاكس نتيجة البقية الباقية من حملة منهجية الوقوف ضد المستكبرين من حاملي لواء ثورة الإمام الحسين المستمدة من النهج المحمدي العلوي الذي لا يقبل الضيم والاستسلام . فخلقت من رحم تلك الثورة قوة جبارة حملها جيل مقاوم ومجاهد من طبقة المستضعفين الواعين كحشد ولجان شعبية جعلت من الشعب العراقي والسوري واليمني واللبناني على قائمة التهديد العكسي لرعاة المشروع الداعشي الاستعماري والذي يحاول اليوم تكريس شيطنة تلك المجاميع ويدعو لحلها وعزلها واستحضار التخوف العالمي منها.
وبالتالي أحيا الله تعالى قضية القدس من جديد ولكن أراد الله إثبات العدو الحقيقي الذي يتعامل بغطرسة وعربدة لا مثيل لها واهبا اقدس مدينة للأنبياء “وهب من لا يملك لمن لا يستحق ” لليهود الملعونين على لسان أنبيائهم . الذين حرمها الله عليهم ليجعلوا من انفسهم ومن الامريكان نداً لله وللأمة الإسلامية والعربية ليعرف العالم انهم وراء كل الفتن والضلال والأزمات التي تعصف بالعالم منذ قرون .
وبالتالي شق الله لهذه الحشود المؤمنة الصاعدة الحاملة لمنهجية وثقافة الجهاد والبراءة من الباطل طريق بقائها على أن تحمل على عاتقها مشروع تحرير الارض والانسان من رجس هذه الغطرسة الصهيوامريكية التي اساءت للبشرية في هذا العصر .
ولذا كانت لمحورية ومظلومية القدس مضامين أولها خلق وعي عربي إسلامي شامل منبعه القرآن الكريم الذي أمرنا أن نتخذ موقف عداء يعبر عنه بإعلان البراءة منهم ومن اعمالهم ومن التحالف معهم .ثم الالتفاف حول هذه القوى الصاعدة للحشد الشعبي واللجان الشعبية التي تشكل رأس الحربة. بعدما أظهرت الحكومات والجيوش عجزها عن مواجهة الصلف الصهيوامريكي لمدة خمسين عاما. ثم الانطلاق بمسيرة إلهية قرآنية على رأسها أعلام أئمة الهدى ومن ورائهم الشعوب التي تمتلك من الوعي والثقافة ما تتحطم عليها كل المؤامرات والدسائس .
وبالتالي تكون قضية القدس قد عملت على إحياء وترسيخ وتفعيل المنتمين لثقافة القرآن الكريم، فبظهورهم ستظهر حقيقة الدين القيم على كل الأديان . وسيتم التغلب على العدو الحقيقي للبشرية ولله وستتجلى حقيقة الاستخلاف بأسماء معانيها وعظمتها وصفائها ونقائها لكل ابناء البشر . فبقدر ما حاول الباطل خلال هذا الزمن إظهار قوته وغطرسته المعتمدة على ثقافة البطش والاستعمار والترهيب والاحتلال سواء من الامريكان أو الصهيانة أو أمراء النفط من الأعراب المزروعين شوكا في خاصرة العالم العربي والإسلامي …ستنزاح بعد كل هذا الاستعدادات من وعي وثقافة ومسؤولية واعداد وتجهيز وانتماء ديني حقيقي للنبي الأكرم مثلما تشهد لهم اليوم الساحة من احياء للثقافة الجهادية القادرة على هزيمة تلك الإمبراطوريات الظالمة لتظهر عهد العدالة والقسط ليملأ الكون بإذن الله ومشيئته.

قد يعجبك ايضا