مزاعم العدوان عن تقدم قواته ومرتزقته تجاه صعدة مجرد أوهام وضجيج إعلامي

محافظ صعدة محمد جابر الرازحي لـ”الٹورة”:

العدوان جعل محافظة صعدة هدفاً عسكريا ودمر فيها كل مظاهر الحياة
اغتيال الرئيس الصماد هو استهداف للدولة المدنية وجزء من الإجرام السعودي
حوار/ مجدي عقبة
أكد محافظ صعدة محمد جابر عوض الرازحي أن الأخبار التي يبثها إعلام العدوان ومرتزقته عن تقدم في مكان أو آخر لا تعدو عن كونها مجرد أوهام وأمنيات وضجيج إعلامي، وهي تؤكد فقدانه الأمل وتعويض هزائمه بأحلام ولن تؤثر على عزيمة أبناء المحافظة مطلقاً .
مشيراً إلى أن تحالف العدوان الأمريكي السعودي الغاشم سعى منذ أول يوم من أيام العدوان إلى عزل محافظة صعدة عن بقية المحافظات من خلال استهداف الجسور والطرق التي تعتبر شريان الحياة.
وقال في حوار مع صحيفة “الثورة” إن العدوان يمارس إجرامه الدموي بحق أبناء صعدة حتى اليوم ما خلق وضعاً مأساوياً فاقمه الحصار الظالم.
مضيفا أن الوعي المجتمعي لدى أبناء محافظة صعدة زاد كثيراً بمعرفة مخاطر العدوان وأهدافه ومخططاته الخبيثة.
وأشار الى تدني الوضع الصحي مع استمرار الغارات التي تستهدف منازل المواطنين فتقتل وتجرح العشرات بشكل شبه يومي وكثير من هؤلاء الجرحى تكون جراحهم غائرة وكبيرة وهو ما لم يستطع الوضع الصحي في المحافظة أن يوفره لكثير من تلك الحالات رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها مكتب الصحة في المحافظات والقطاع الصحي بشكل عام.
لافتا الى ان الوضع الصحي يحتاج إلى تدخل من قبل الجميع للنهوض به خصوصاً أن المراكز الصحية والمستشفيات في كثير من المديريات دمرها طيران العدوان ولم يبق حتى على صيدليات في بعض المناطق.
المحافظ محمد جابر الرازحي تطرق في هذا الحوار الى العديد من الملفات والقضايا المهمة وتطرق الى مؤامرة العدوان لنهب واحتلال مساحات شاسعة من الأراضي اليمنية الحدودية منذ عشرات السنين .. تفاصيل أكثر في هذا الحوار الصحفي نتابع:
أولاً كيف تقيمون الصمود التاريخي لمحافظة صعدة كجزء من صمود الجسد اليمني المواجه للعدوان ككل ؟
– في البداية نشكر صحيفة “الثورة” وكل العاملين فيها والتي تعد فعلاً إحدى صور الثورة في وجه العدوان الأمريكي السعودي الغاشم لما تسطره من أحرف وعبارات وأعمال ثورية ترفع مستوى الوعي لدى المجتمع ،،، وبالنسبة لسؤالك فالصمود اليمني بشكل عام وصمود أبناء محافظة صعدة خصوصاً نتيجة قيم الإسلام السامية والثقافة القرآنية المقدسة التي تشبع بها الشعب اليمني وأبناء صعدة جزء لا يتجزأ منه ، وهذا الصمود هو بفضل الله تعالى وببركة عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى الذين كانوا مثلاً أعلى في التضحية والصمود.
كما تعرفون صعدة محافظة شبه معزولة بوضعها الإنساني المتفاقم نتيجة العدوان الغاشم تكاد مجازر العدوان فيها لا تتوقف جرائم شبه يومية غارات عشوائية وتحليق على مدار الساعة ، لماذا برأيك جعل العدوان هدفه الأول محافظة صعدة، وما دوركم كسلطة محلية في تخفيف معاناة أبناء المحافظة ؟
– تحالف العدوان الأمريكي السعودي الغاشم سعى منذ أول يوم من أيام العدوان إلى عزل محافظة صعدة عن بقية محافظات الجمهورية حيث قضى على كل البنى التحتية ومنها الطرق التي تعتبر شريان حياة تربط المحافظة ببقية المحافظات وخصوصاً العاصمة صنعاء ولا يزال يمارس ذلك حتى اليوم ما خلق وضعاً مأساوياً فاقمه الحصار الظالم وزاد من معاناته استهداف المواطنين بشكل مباشر في بيوتهم وأسواقهم ومزارعهم وفي كل مكان، وقد سعينا كسلطة محلية في المحافظة إلى مساندة المواطنين كواجب ديني ووطني بتلمس معاناتهم والسعي لتوفير احتياجات المحافظة الغذائية والحياتية بشكل عام رغم ضراوة الاستهداف لما له علاقة بحياة المواطنين ، كما حرصنا على تطبيع الأوضاع في المحافظة بممارسة السلطة المحلية لمهامها الإدارية بما من شأنه تخفيف ولو جزء مما يعانيه المواطن سواء على المستوى الصحي أو الاقتصادي والمعيشي وغيره .
يراهن العدوان منذ أكثر من ثلاثة أعوام على إحداث أي تصدع اجتماعي أو قبلي في نسيج المحافظة ويسارع إلى بث أخبار كاذبة عن تقدم مرتزقته وعن مساندة بعض أبناء القبائل لتحركاته بماذا تفسرون هذا ؟!
وهل هذا التزييف تعبير مؤكد عن يأس واضح للعدوان وأدواته وهل لتلك التراهات أي تأثير على وعي الناس وإيمانهم بالقضية المناهضة للعدوان والغزو الأجنبي ؟!
– العدوان الغاشم يراهن فعلاً منذ انطلاق عدوانه على بلادنا لكنه رهان خاسر وفاشل بإذن الله تعالى فوعي أبناء المحافظة أكبر من أي وقت مضى وقد أصبحوا على يقين تام بأن هذا العدوان الذي تشنه أكثر من خمسة عشر دولة بإشراف أمريكي وإسرائيلي يسعى لاحتلال البلد وتدمير ونهب مقدراته وهتك الأعراض وإفقاد الشعب عزته وكرامته وحريته وهو ما يمثل عند غالبية الشعب اليمين خطوطاً حمراء لا يسمح بتجاوزها لذلك فإن الأخبار التي يبثها عن تقدم في مكان أو آخر لا يعدو كونها مجرد أوهام وأمنيات ، وهي تؤكد فقدانه الأمل وتعويض هزائمه بأحلام ولن تؤثر على عزيمة أبناء المحافظة مطلقاً .
زخم محافظة صعدة وأبناؤها معروف منذ بداية العدوان في رفد الجبهات بالمال والرجال وتسيير القوافل الغذائية للمجاهدين هل تلاحظون أن هذا الزخم الشعبي مستمر وبنفس الوتيرة خصوصا والعدوان زاد من جرائمة وإصراره على مواصلة النهج الإجرامي بحق اليمن أرضا وإنسانا ؟!
– لمحافظة صعدة باع كبير في صد هذا العدوان الغاشم سواء بالرجال أو بالمال ، ولازال ذلك المدد بالرجال والمال مستمر وبوتيرة أكبر من أي وقت مضى فعلى سبيل المثال كنا في بداية العدوان نبقى أكثر من شهرين أو شهر حتى تخرج قافلة للجيش واللجان الشعبية واليوم تكاد تكون القوافل بشكل أسبوعي وأحيانا يومي ، وبلا شك فإن لجرائم العدوان الغاشم أثرها في مزيد من الصحوة والنهوض لمواجهة العدوان وبذل الدم والمال لصد هؤلاء المجرمين ثم الانتصار بعون الله تعالى .
كسياسيين كيف تنظرون إلى جريمة إغتيال الرئيس صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى وذهاب العدوان إلى التبجح بالأساليب العدائية المخالفة لكل المواثيق والأعراف الدولية ؟!
– جريمة استهداف الرئيس الشهيد صالح علي الصماد بما كان يمثله من رجل دولة بامتياز رجل حوار رجل قيم ومبادئ وأخلاق وتسامح وعفو وحكمة وسعة صدر هي جريمة واستهداف للدولة المدنية ، التي طالما يتشدقون بأنهم يريدونها وهم كاذبون ، كما أن هذه الجريمة تكشف ما وصلت إليه قوى العدوان من الإحباط والفشل واليأس في تحقيق أهدافهم الشيطانية في إركاع الشعب اليمني واخضاعه واعادته لمربع الوصاية ، وما تبجحهم بذلك إلا نتيجة تواطؤ المجتمع الدولي معهم في هذا العدوان .
ما هي قراءتكم لردة الفعل الشعبية في عموم الوطن وبالذات في محافظة صعدة بعد إعلان استشهاد الرئيس الصماد كرمز للدولة اليمنية وهل زاد ذلك من حدة الرفد الشعبي للجبهات وهل ردة الفعل الشعبية تنبئ عن بداية منحنى آخر للمواجهة ؟!
– قائد الثورة قال: إن جريمة استهداف الرئيس الشهيد الصماد جددت الحراك الشعبي اليمني في كل المحافظات إلى أكثر مما كان عليه في بداية العدوان وهذا ما لمسناه في محافظة صعدة ، فرغم الألم بفقدان هذا الرجل القرآني إلا أن ردة الفعل الشعبية كانت كبيرة فكثير من الرجال توجهوا للجبهات وصارت النفسية مشدودة وموقنة بأن لا حل مع المعتدين سوى من فوهات البنادق ، ناهيك عن العطاء المادي فلا زالت القوافل في المحافظة حتى هذه الأيام المباركة تتوالى باسم الرئيس الشهيد الصماد .
محافظة صعدة هي المحافظة اليمنية التي نالها النصيب الأكبر من الدمار والقتل منذ بداية العدوان صف لنا الواقع الذي تعيشه محافظة صعدة مع دخول العام الرابع للعدوان ؟
– محافظة صعدة وابناؤها دخلوا العام الرابع من العدوان برصيد كبير من الصمود والعطاء والتضحية ، وما سميت صعدة الصمود إلا بصمود أهلها الشرفاء والكرماء ولا أخفيك أن المجتمع في المحافظة قد تعود على صوت الطائرات وانفجارات قنابلها فلم يعودوا ينظرون إلى الأجواء عند سماع صوت الطيران المعادي وبات مألوفاً لديهم رغم عمق الجراح وهول المآسي والآلام التي حلت بالمحافظة وبات الجميع يمارسون أعمالهم الحياتية بشكل شبه اعتيادي ، كذلك السلطة المحلية تمارس مهامها أيضاً في خدمة المواطنين بلا بنى تحتية ولا مقرات وهذه نعمة بفضل الله .
هل لديكم أرقام تبين عدد المباني والمؤسسات الحكومية التي لم يدمرها العدوان حتى الآن ؟
– نحن أعلنا المحافظة في الأشهر الأولى من العدوان أنها محافظة منكوبة فما بالك اليوم ونحن في العام الرابع من هذه العدوان الغاشم ، لم يستثني العدوان شيئاً إلا ودمره ولم يبق على شيء من المؤسسات والمبان الحكومية ، بل يعاود طيران العدوان الإجرامي بقصف المقصوف وتدمير المدمر بين الفينة والأخرى نتيجة احباطه وعماه .
بمقارنة ما يقوم به الكيان الصهيوني في لبنان الا ترى ان السعودية تقوم بنفس العمل الذي قامت به إسرائيل بتدمير قرى بكاملها في حدود صعدة وحجه وارتكاب مجازر منذ اليوم الأول للعدوان ، وهل لديكم في السلطة المحلية خطط وبرامج لتسهيل عودة النازحين وإفشال مخطط إخلاء المناطق الحدودية من سكانها ؟
– بدون شك أن العدو السعودي سعى كما سعى كيان العدو الصهيوني لترحيل المواطنين من قراهم ومنازلهم فهم وجهان لعملة واحدة ، ولكن إذا كان المواطنون في لبنان لم يعودوا إلا بعد توقف الحرب فأبناء المحافظة وخصوصاً المديريات الحدودية بقوا في منازلهم وقراهم في تلك المديريات الحدودية رغم همجية العدوان الغاشم واستهدافه المكثف لكل صور الحياة ، ومن نزح منهم ممن استهدفت منازلهم وقراهم فإنهم يكتفون فقط بالتحيز إلى منطقة أخرى قريبة من منازلهم ومناطقهم وقراهم ولا أظن أننا بحاجة أصلاً إلى دعوتهم للعودة فهم الآن يعودون وبالآلاف رغم الخطورة وشضف العيش وهذا يدل على أصالة هذا الشعب وتمسكه بحريته وأرضه مهما كانت التضحيات .
تعمل السعودية على جلب آلاف المرتزقة من الوهابين والتكفيريين الى حدود جيزان ونجران وعسير بهدف الفصل بين القبائل اليمنية في طرفي الحدود التي تربطها علاقات اجتماعية وأسريه ومراعي مشتركه وثقافة واحدة هل تعتقد ان المواطنين في طرفي الحدود يعون خطورة هذا المخطط الذي يتعمد عمل قطيعة جغرافيه لأول مرة في تاريخ علاقات هذه المناطق ؟
– الثقافة القرآنية التي يشتهر بها أبناء المحافظة من كتاب الله وأعلام الهدى كانت كفيلة بإحباط كل المؤامرات السابقة التي استهدفت المجتمع بمحافظة صعدة رغم شدة مكرها والتعقيد في حبكها ، وما دام وعي المجتمع في تنام وهو ما نلمسه بفضل الله فإن كل مؤامرة يسعى لها العدو مصيرها الفشل واولئك الآلاف من التكفيريين والمرتزقة لا بقاء لهم وهم كالمنديل في حال اتساخه سيرمى للأرض وتدوسه الأقدام .
حاولت السلطات اليمنية العميلة أكثر من مرة أن تفرط في مناطق حدودية تحت ضغط السعودية وشراء ذمم بعض الوجاهات بالمال لكن المواطنين اليمنيين في هذه المناطق كانوا يقفون ضد هذه المخططات ويفشلونها هل تعتقد بأن العدوان أثر في وعي أبناء هذه المناطق ؟
– لا ننكر أن السلطات اليمنية العميلة فرطت وبشكل كبير في أراضٍ يمنية واقتطعها النظام السعودي له بدون أي وجه حق وهذا يعتبر وصمة عار في جبين أولئك الخونة الذين باعوا الهوية اليمنية من نظام قرن الشيطان ، ورغم ذلك كان للمواطن اليمني وجوده رغم ما كان يسعى له المضلون من إفقاد المواطنين قيمهم وأخلاقهم ومبادئهم الإسلامية عبر الغزو الفكري الوهابي كي يقبلوا بأي انتهاك أو احتلال وغزو إلا أن أبناء المحافظة بفضل الله وبفضل القيادة الحكيمة صحوا صحوة كبيرة وفي وقت قياسي ونبذوا أولئك الأشخاص الذين كانوا يعتبرون يد المحتل والمعتدي ، وصار المجتمع ينظر إليهم بازدراء واحتقار كخونة وعملاء ، ثم إن الاستهداف المتعمد للمواطنين وما يتصل بحياتهم أيضاً عمق لديهم الوعي بخطورة الانجرار لصف هؤلاء الظالمين ضد أبناء بلدهم على الأقل حتى لا يكتبهم التاريخ خونة وعملاء وهل هذه بسيطة ؟!
هل لديكم إحصائية لعدد النازحين من أبناء محافظة صعدة الذين نزحوا الى صنعاء وبقية المحافظات اليمنية وهل تتابعون أحوالهم ؟
– لا نستطيع أن نقف على رقم لعدد النازحين من أبناء المحافظة فأغلبهم عادوا من تلك المحافظات، كما أنني أقول لكم إن النزوح في صعدة يعد نزوحاً داخلياً من مديرية إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى ، وبالنسبة للمتابعة فنحن نتواصل مع الجهات الرسمية في المحافظات الأخرى بشأنهم ولدينا خطوط اتصال فيما يخص هذا الموضوع .
ماذا عن عدد لعدد الشهداء والجرحى من المدنيين من أبناء محافظة صعدة منذ بداية العدوان وحتى الآن ؟
– نتمنى أن نقف على إحصائية رسمية واحدة لعدد الشهداء والجرحى فلربما وأنا أكتب هذه العبارات تكون طائرات العدوان الإجرامي الغاشم تعربد في سماء أي مديرية من مديريات المحافظة وقد ارتكبت جريمة بحق أسرة أو سوق أو مسجد أو مدرسة أو مستشفى أو طريق عام أو غيره ،لذلك في صعدة لم نستطع أن نصل إلى حصيلة نهائية للشهداء والجرحى ، لدينا آلاف من الشهداء وآلاف من الجرحى ، وآلاف من المعاقين ، وأعداد كبيرة من المرضى.
ما هو الدور الذي تبذله قيادة السلطة المحلية في صعدة للاهتمام بأسر الشهداء والجرحى من أبناء المحافظة ؟
– أشياء بسيطة تقدمها السلطة المحلية بالتعاون مع مؤسسة الشهداء والخيرين في المحافظة.
صف لنا الوضع الصحي والخدمي لمحافظة صعدة في ظل العدوان والحصار ؟
– الوضع الصحي وضع صعب وكارثي خصوصاً مع استمرار الغارات التي تستهدف منازل المواطنين فتقتل وتجرح العشرات بشكل شبه يومي وكثير من هؤلاء الجرحى تكون جراحاتهم غائرة وكبيرة وهو ما لم يستطع الوضع الصحي في المحافظة أن يوفره لكثير من تلك الحالات رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها مكتب الصحة في المحافظات والقطاع الصحي بشكل عام ، فالوضع الصحي يحتاج إلى تدخل من قبل الجميع للنهوض به خصوصاً أن المراكز الصحية والمستشفيات في كثير من المديريات دمرها طيران العدوان ولم يبق حتى على صيدليات في بعض المناطق ، والدور الخدمي رغم انه ليس هناك ما يمكن أن يبني عليه العمل الخدمي في المحافظات فمحطات الكهرباء والغاز والمياه مدمرة إلا أننا نحاول أن نوجد بعض البدائل التي تخفف من معاناة المواطنين ولكنه يحتاج أيضاً إلى تدخل كبير من قبل حكومة الإنقاذ ومن الجهات الخيرية الفاعلة .

قد يعجبك ايضا