البشير يستغل المأزق السعودي الإماراتي لرفع سعر جنوده “المرتزقة”

 

تقرير | إبراهيم الوادعي
من قتل من الجنود السودانيين في الأشهر الماضية قضى دون ان يتسلم راتبه لأشهر عدة، ولم تحصل عائلته على تعويض او ترى جثته التي إما دفنت في السعودية او قام الجيش واللجان بدفنها حيث دارت المعارك وترك الجنود السودانيين يلاقون مصيرهم
المعلومات أكدها فحوى لقاء إعلامي سوداني بمسؤول سعودي تلقاها الشارع السوداني بصدمة كبيرة، وكشف عن ان جنود الجيش السوداني لم يحظوا بمعاملة محترمة من قبل السعوديين والإماراتيين رغم كل ما قدموه لأجلهم
فقد كشف الفريق الركن فهد بن تركي بن عبد العزيز، قائد القوات المشتركة السعودية، للمرة الأولى أمام وفد إعلامي سوداني استضافته وزارة الثقافة والإعلام السعودية السبت الماضي عن عدم تلقي الجنود السودانيين الذين يعملون كمرتزقة لدى القوات السعودية رواتبهم لـ 3 أشهر.
وقال في تصريحات نقلتها صحيفة اليوم التالي السودانية: “أعلم أن هناك أمورا حدثت عزوها لأسباب فنية وإدارية، مثل تأخر الرواتب للقوات السودانية لفترة ثلاثة أشهر، ولكنني أوكد أن هذه المسألة قد حلت وانتهت بالكامل ليس فقط بأثر رجعي وإنما للفترة القادمة، لكيلا يتكرر هذا الأمر مطلقا في المستقبل، لا من ناحية الرواتب أو تعويض أسر الشهداء أو المصابين فحسب، بل في جميع المعينات المطلوبة لتوفير كل مقومات العمل لتلك القوات”، وتابع: ” نحن نؤمن بأن الجنود لهم حقوقهم ويجب أن ينالوها”.
استدعاء الوفد الإعلامي السوداني إلى جدة يأتي في إطار جهود لتحالف العدوان للإبقاء على المشاركة السودانية “الرخيصة الثمن ” بعد فشل الإمارات في مساعي استجلاب مرتزقة من أوغندا التي رفضت العرض الإماراتي لإرسال جنودها للقتال في اليمن، وتامين المصالح الإماراتية في الصومال، في ضوء تهديد الخرطوم بسحب قواتها وتقييم مشاركتها في تحالف العدوان على اليمن.
وفي أبريل المنصرم نقلت تصريحات وزير النقل السوداني جزءا من حقيقة الاستياء المتنامي وأسبابه بداخل الحكومة السودانية جراء الإهمال الذي تلاقيه من الحلفاء، ووصل إلى المماطلة بتوفير بضعة ملايين من الدولارات لشراء الوقود ما خلق أزمة في السودان وتكدست طوابير السيارات أمام المحطات الفارغة، فيما تنفق الأموال بسخاء على دول لم ترسل جنديا واحدا للقتال على الأرض كما فعلت السودان وفق تصريحه.
وكان واضحا بحسب مصادر خليجية بأن الخرطوم متبرمة لعدم حصولها على مقابل مجز كما بعض الدول في إشارة إلى مصر التي تكتفي بالمشاركة البحرية والجوية دون النزول إلى الأرض اليمنية، وهذا الأمر دفع بوفد إماراتي رفيع إلى زيارة الخرطوم وضعها مراقبون في إطار تطييب الخواطر.
وأضاف هؤلاء بأن الرئيس السوداني عمر البشير يستغل الأصوات البرلمانية والمزاج الشعبي الرافض لمشاركة القوات السودانية في الحرب على اليمن، في استحلاب المزيد من المال السعودي والإماراتي، كما يفعل الرئيس الأمريكي ترامب، لكنه لا يملك صناعة أسلحة ليبيعهم إياها، وفقط لديه جنود يرسلهم للقتال في اليمن ومن يموت يدفن هناك وتتلقى أسرته تعويضا عنه.
وفي الخلاصة تسلط تصريحات القائد السعودي الضوء على الثمن البخس الذي انخرطت به الخرطوم ضمن تحالف العدوان على اليمن منذ مارس 2015م رغم كونها الدولة التي أرسلت آلافا من ضباطها وجنودها للقتال في الميدان تحت إمرة السعودية والإمارات، حيث يقاتل هؤلاء الضباط والجنود دون رواتب مجزيه او يتم تأخيرها لعدة أشهر، ودون حقوق بما في ذلك إعادتهم إلى بلدهم ولو جثثا في صناديق.
ومن جانبه يدرك الشارع السوداني ان العروض المالية الجديدة من السعودية ليست الا عملية خداع جديدة يقبض ثمنها أيضا الرئيس السوداني عمر البشير لامتصاص الغضب المتصاعد شعبيا، واستمرار الزج بالجنود السودانيين في أتون محرقة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وقد لا تجد التطمينات السعودية والإماراتية طريقها إلى الواقع او تتبخر كلية إذا ما وجدت هذه بديلا أرخص ثمنا، ومرتزقة أقل كلفة.
وبات من المعلوم ان وفودا عسكرية سعودية وإماراتية تجوب منذ أشهر القارة الإفريقية بحثا عن مرتزقة ” رخيصي الثمن ” يقاتلون في اليمن، لكن الأعداد القليلة التي يجري توفيرها من غينيا والسنغال ليست كبيرة بحجم المشاركة السودانية، ويتم الاستعانة بهم للدفاع عن حدود المملكة الجنوبية إلى جانب مرتزقة “رخيصي الثمن “يتم جلبهم من جنوب الوطن.
وفي هذا السياق لا يستبعد مراقبون أن يمضي الرئيس السوداني في محاولاته رفع قيمة العرض مقابل تأجير جيشه للقتال في اليمن، بما يتجاوز عروض الترضية المقدمة حاليا، مستغلا المأزق السعودي الإماراتي نتيجة طول الحرب، ونهب إدارة ترامب للخزائن الخليجية بحيث أصبحت غير قادرة على استجلاب مرتزقة باهظي الثمن أو استئجار جيوش عالية الكلفة.

قد يعجبك ايضا