الرئيس المشاط: كلنا تحت طائلة القانون.. وأنا أولكم

*تعهد بمواصلة معركة البناء والتحرر الوطني:
الثورة/ أمين النهمي
على العهد والدرب، وذات الخطى التي أسسها، وأرسى مداميك بنائها، وعمدها بدمائه الزكية الطاهرة الشهيد الرئيس صالح على الصماد… مهدي المرحلة يواصل المشوار، بنفس الكفاءة والنزاهة، مسخرا كل الجهود والإمكانيات في تجسيد مشروع “يدٌ نحمي ويدٌ نبني”.
وعلى الرغم من محدودية الفترة، التي لم تكن كافية لتقييم أداء الرئيس المشاط، وتحركاته، لكنه بهذه الافتتاحية القوية التي فاجأ العدوان قبل أن يفاجئ اليمنيين المكلومين، بعد استشهاد هامة المجد والصمود، وأيقونة النصر، فقد برهن فخامة الرئيس المشاط أن لا شيء تغير في قيادة معركة التحرر الوطني، رغم استمرار التحديات والأخطار.
حرب مفتوحة
في خطاب القسم الذي أداه في مجلس النواب الأربعاء 25 أبريل 2018م، حمل الرئيس المشاط الولايات المتحدة مسؤوليةَ العدوان السعودي وجريمة اغتيال الصماد في الحديدة مع ستة من رفاقه، وكل الجرائم التي سبقت ولحقت، وأكد الرئيس المشاط، أن العدو ذهب باغتيال الصماد إلى حرب مفتوحة، محملا إياه عواقب ما أراد من تلك الحرب العدوانية.
ما بعد اغتيال الرئيس ليس كما قبله
بهذه الرسالة القوية الصادقة التي وجهها فخامة الرئيس مهدي المشاط لقوى العدوان؛ بعد اغتيالها رجل الحوار والسلام؛ مؤكدا لهذه القوى العدوانية أن جرائمها هذه لن تمر دون حساب.
وهو ما ترجمته فعليا قواتنا الصاروخية بصورة شبه يومية، بدفعات بالستية دقيقة تجاه أهداف حيوية واقتصادية، في الرياض وجيزان وغيرها من المدن السعودية؛ مخترقة كل أنظمة الحماية الأمريكية.
الرئيس المشاط يدرك حجم المسؤولية الكبيرة التي تقتضيها استحقاقات مرحلة ما بعد الرئيس الشهيد الصماد؛ ولذلك يتعاطى الرئيس المشاط مع هذه المهمة العظيمة التي كلف بها باعتبارها مسؤولية ثابتة ومستمرة على عاتق المشروع التحرري الذي يحمله.
تعزيز اليقظة والجاهزية القتالية
يتصدر الجزء الأول من مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة، مشروع “يدٌ تحمي…ويدٌ تبني”؛ أولوية اهتمامات الرئيس مهدي المشاط؛ ومتابعته الحثيثة لتفعيل المؤسسة العسكرية، وإعادة بناءها، وتأهيل المنتسبين إليها، بما يتلاءم ومتطلبات المرحلة الراهنة.
خلال لقاءاته الأخيرة مع وزير الدفاع، ورئيس جهاز الأمن القومي؛ وعدد من القيادات العسكرية والأمنية، لمناقشة تطورات الأوضاع على الساحة الوطنية، وتصعيد تحالف العدوان في مختلف الجبهات، وما يرتكبه من جرائم بحق الشعب اليمني وتدمير مقدراته، والإطلاع على مستوى الأداء والجاهزية في مختلف المناطق العسكرية، وسير عمليات التدريب والتأهيل لمنتسبي الجيش واللجان الشعبية بما يواكب التطورات العسكرية في مختلف الجبهات.
وفي اللقاء أشار الرئيس المشاط إلى أن ما يتعرض له الوطن من عدوان حصار جائر يتطلب بذل المزيد من الجهود وتعزيز مستوى اليقظة والجاهزية القتالية، مشيدا بما يسطره الجيش واللجان الشعبية من ملاحم بطولية في مواجهة قوى العدوان ومرتزقته، وبما تحققه القوة الصاروخية والدفاع الجوي من إنجازات نوعية، كان لها أثرها الفاعل في تغيير معادلة واستراتيجية المعركة.
القبيلة صمام أمان الدولة
بعد ثورة الـ 21 من سبتمبر أثبت القبيلة اليمنية فاعليتها الكبيرة، في بناء الدولة؛ وذلك بما تمتلكه من مقومات التلاحم والاصطفاف، وعوامل الوعي، والتحرك الفاعل في الحفاظ على مكتسبات الثورة؛ والدفاع عن الوطن، ورفد الجبهات.
القبيلة اليمنية كانت محل اهتمام ورهان الشهيد الرئيس صالح الصماد، وكذلك خلفه المشاط الذي دشن أول لقاءاته بمشائخ مديريات طوق العاصمة صنعاء في, 30 ابريل 2018م , لمناقشة الأوضاع على الساحة الوطنية في ظل تصعيد العدوان وما يرتكبه من جرائم يندى لها جبين الإنسانية وصولا إلى استهداف الرئيس الشهيد صالح الصماد وكذا استهداف المشيعين, وتطرق اللقاء إلى دور مشائخ ووجهاء مديريات طوق صنعاء في تعزيز الاصطفاف والتلاحم الوطني وتماسك الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان ومؤامراته التي تستهدف اليمن أرضا وإنسانا، مشيدا بدور كافة مشائخ وأبناء القبائل الذين سطروا أروع الملاحم الأسطورية في مواجهة العدوان ورفدهم المستمر لجبهات العزة والشرف والبطولة ودورهم الفاعل في إفشال كافة مخططات العدوان.
وأشار الرئيس المشاط إلى أن اليمن يمر بظروف صعبة واستثنائية، ما يتطلب من الجميع اليقظة وبذل المزيد من الجهود بما يتوافق مع طبيعة التحديات خلال المرحلة الراهنة وتعزيز التكافل الاجتماعي ورص الصفوف في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي.
الحديدة… أولوية التنمية
خلال العقود الماضية؛ ولا تزال تهامة الأرض والإنسان، تعيش المظلومية، والنهب، والمجاعة، والمعاناة، وتفتقر لأبسط مقومات التنمية والعيش الكريم؛ الأمر الذي أدركه وتنبه له فخامة الشهيد الرئيس صالح الصماد بعد توليه قيادة البلاد، وإيلائه هذه المحافظة اهتماما خاصا؛ ومتابعة مستمرة، وزيارتها أكثر من مرة، ليعطي ويقدم ويبذل، ويلامس احتياجات أبنائها، … لم ينزل إليها ليقتطع له أرضية؛ أو ينهب بيتا، كما فعل السابقون؛ ولكنه قدّم روحه ودماءه الزكية الطاهرة في سبيل الله والاهتمام بهذه المحافظة والدفاع عنها.
إلى ذلك يواصل فخامة الرئيس المشاط، خطى سلفه، في البناء والتحرر، والاهتمام بهذه المحافظة، ففي الأول من مايو التقى الرئيس المشاط مع محافظ الحديدة, حيث تطرق اللقاء إلى خطط وبرامج السلطة المحلية بالمحافظة، ومتطلبات التنمية، واحتياجاتها في الجوانب الصحية، والتعليمية، والخدمات الأساسية, مؤكدا على إعطاء ” أولوية كبيرة لمحافظة الحديدة في جانب التنمية والبنى التحتية, وأن تكون وجهة مهمة لاستقطاب الإستثمارات في مختلف المجالات كونها من المحافظات الواعدة لرفد الاقتصادي الوطني نظرا لما تمتلكه من مقومات استثمارية واعدة.”
إنفاذ القانون، ومباشرة الأعمال من المكاتب
في أول لقاء للرئيس المشاط مع محافظي المحافظات في الثاني من شهر مايو الحالي 2018م، ألزمهم بإنفاذ القانون دون محاباة حتى على أنفسهم، ومباشرة أعمالهم من مكاتبهم، وليس من منازلهم وعبر تلفوناتهم، فلا بد من المرابطة كما الأبطال في متارسهم، وكلٌّ في محافظته لتسيير أمورِ الناس ومعالجةِ قضاياهم أولا بأول، والابتعاد عن المزاجية واللامبالاة، قائلا “لنبدأ مرحلة وصفحة جديدة من النشاط والعمل والبناء ومواصلة مشروع الرئيس الشهيد فنحن معنيون أكثر من أي وقت مضى بحشد كل الجهود ورفع الجاهزية إلى أقصى الحدود في إعادة مؤسسات الدولة إلى دورها المطلوب والمأمول الذي يريده شعبنا العزيز في كل محافظات الجمهورية وهذا يعد أيضا من الوفاء للرئيس الشهيد ولتضحيات شعبنا”، مضيفا “يجب أن نتخلى في أعمالنا عن المزاجية واللامبالاة وأن نرابط في أعمالنا ومحافظاتنا وأن نعمل وفق النظام والقانون في كل تحركاتنا ونثبته في واقعنا ونحن ملزمون بذلك فكل محافظ يمثل رئيس الجمهورية ويمثل الدولة في محافظته ومن رجال الدولة يجب أن يبدأ بناء الدولة”.
مشددا على أهمية أن يبقى المحافظون في محافظاتهم ومتابعة شؤونها وشؤون المواطنين ومتابعة الإدارة التابعة لهم والسلطات المحلية في المديريات ورفدها ودعمها بما تحتاجه في تنفيذ مهامها وفي نفس الوقت مراقبة وتقييم أعمالها .. وقال” لكن يجب أن ننضبط كمحافظين ونلتزم بالقوانين واللوائح حتى ينضبط الآخرون”.
إعادة البناء والترميم
خلال هذا اللقاء الذي حضره رئيس الحكومة وعدد الوزراء، أشار المشاط إلى أن البلد يعاني حصارا للعام الرابع، ويخوض حربا كونيةً مفروضة عليه أمريكيا وسعوديا، والعدو متربص لوهن هنا أو ضعف هناك متماديا في جرائمه باستهداف الصغير والكبير، والرئيس والمرؤوس، ويشن الغارات على المدنيين والأماكن العامة في أفظع ما ظهرت عليه الولايات المتحدة بوجه سعودي كالح، ورغم تلك الوحشية العالمية فما استطاعت كسر إرادة الشعب اليمني ولا النيل من عزيمته وإيمانه وثقته بالنصر، وهذا لمؤسسات الدولة أكبرُ دافع ومحفزٍ لأن تعيد النظر في أدائها وسلوكها بما يجعلها في خدمة شعب ما كان لها أن تبقى لولاه ولولا صمودُه وتضحياتُه.
وأضاف” أنتم تعرفون مدى وحجم الاستهداف الذي طال الدولة في المراحل السابقة ومستوى الترهل الذي وصلت إليه وكذلك حجم التدمير الذي حصل لمؤسساتها من قبل العدوان الغاشم على بلدنا ونحن معنيون اليوم بإعادة بنائها وترميمها وإعداد خطط مزمنة والالتزام بها وهذا ما كان قد وجه به الرئيس الشهيد وزراء حكومة الإنقاذ”.
وتابع” يجب أن نقوم بمسؤولياتنا وبدورنا في هذه المرحلة بالذات على أكمل وجه حتى يعرف أعداؤنا بأن الجمهورية اليمنية وهذا الشعب لا يمكن أن يكسرهما لا عدوان ولا غيره”.
خطة لتفعيل الرقابة ومحاسبة المقصرين
خلال اجتماعه بمحافظي المحافظات، ورئيسي الحكومة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، كشف الرئيس المشاط عن خطه لمكافحة الفساد.. وتشكيل لجان مشتركة من الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة, ووزارتي المالية, والإدارة المحلية, للنزول ميدانياً إلى كل مؤسسات الدولة, ومحاسبة المقصرين, الجميع تحت طائلة القانون, بما فيهم الرئيس, لا تهاون مع أحد مهما كان منصبه وانتماؤه.
مضيفا ” إن هذه الخطة ستكون بالشكل الذي يرضي ضمائرنا وشعبنا”, وقال” ستعلن هذه الخطة في وقت قريب وسنكون كلنا تحت طائلة القانون وسيكون الرئيس أولكم وهذا ما يجب أن نكون عليه”.
وأشار الرئيس إلى أن وزارة المالية والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ووزارة الإدارة المحلية معنيون بتشكيل لجان ميدانية في أقرب وقت للنزول إلى مؤسسات الدولة، وأضاف ” سنعمل على تلبية المتطلبات اللازمة لتفعيل مؤسسات الدولة بالحدود الممكنة وأيضا المحافظات واللجان هذه معنية أولا بتلبية متطلبات السلطات المحلية والمسؤولين في المحافظات وبقية مؤسسات الدولة وبعدها مناقشة ما عليهم أن يقوموا به ومحاسبة المقصرين والمتلاعبين”.
وحتى لا تكون هذه اللجان مجرد رصد وتوثيق وتقارير تظهر بعد أشهر للأرشفة فقط، لا بد أن تترجم فعليا على أرض الواقع, ذلك ما أشار اليه محافظو المحافظات؛ في اللقاء إلى أن ما تحدث به الرئيس المشاط هو ما يريده الجميع بأن تقوم الأجهزة الرقابية بدورها في الرقابة والمحاسبة المصاحبة، لا أن تتأخر مثل كل مرة إلى ما بعد سنوات بحيث لا يصبح لها فائدة.
مسؤولية تكاملية
يتطلب من مؤسسات الدولة كافة؛ ترجمة عملية ملموسة لتوجيهات وخطابات الأخ الرئيس مهدي المشاط، كلٌ من موقعه ومسؤوليته؛ سواءً العسكري والأمني، كما في الجزء الأول من مشروع بناء اليمن الجديد (يد تحمي)، أو الجزء المدني منه؛ المتعلق بالبناء في كافة المجالات (يد تبني).
والحمايةُ مهمةٌ جسورةٌ يمضي فيها الشعب اليمني على مسار تحرري جرى ويجري على جنباته نهر من الدم والدمع.
والبناءُ مهمةٌ مستندة إلى الأولى وملازمةٌ لها تلازم الظل لصاحبه، فلا قيمة لمعارك عسكرية لا تنعكس في تأسيس مداميك الدولة، ولا مداميك تُبنى لدولة لا تخوض بنفسها مهمة الدفاع.
الأمل والطموح
يعول الشعب اليمني على هذه النماذج القيادية الفريدة، التي وصلت الى غرفة القيادة، وهي تحمل مشروعا جديدا، وتتحرك برؤية جادة باتجاه تحقيق غايات سامية، ويأمل الكثير من الانجازات التي لم تحققها أنظمة سابقة في أوقات الاستقرار والترف .

قد يعجبك ايضا