زَيْد الخَيْل بن مُهَلْهِلْ.. رائد طيء إلى رسول الله

عرض/ هاشم السريحي

مِنْ أعلام فرسان وأبطال العرب في الجاهلية والإسلام هو الزعيم اليماني زيد الخيل بن مهلهل الطائي رائد قبيلة طيء إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام. قال الأصفهاني: “كان زيد الخيل فارساً مغواراً، مظفراً شجاعاً، بعيد الصيت في الجاهلية.. قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا زيد ما وُصِف لي رجل قط فرأيته إلا كان دون ما وصف به إلا أنت، فإنك فوق ما قيل فيك”.
لقد كان زيد الخيل بن مهلهل (رئيس قومه في الجاهلية وقائدهم إلى أعدائهم)، ثم كان هو رائد قبيلة طيء إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وإلى نور الإسلام، وفي ذلك قال ابن الثعلي الطائي: “ومنا زيد الخيل بن مهلهل.. رائدنا إلى رسول الله، ومجيبه من غير تلعثم و لا تلبث.. أسرع إلى الإيمان وآمن بالفرقان”. ففي سنة 9هـ وبدعوة من زيد الخيل -غالباً- اجتمع كافة رؤساء ووجهاء بطون قبيلة طيء للتشاور في أمر بالغ الأهمية هو أمر دين الإسلام الذي كان قد اعتنقه بعض رجالات طيء بصفة فردية، وكانت الغالبية العظمى من قبيلة طيء تدين بأربع عقائد دينية هي الديانة المسيحية وثلاث عقائد وثنية هي عبادة (الغلس) و(رضا) و(العزى).
وقد اتفق رأي قبيلة طيء في ذلك الاجتماع على مسير وفد يضم رؤساء بطون وعشائر قبيلة طيء، وعددهم خمسة عشر رئيساً إلى المدينة المنورة، وتفويض أمر اعتناق الإسلام إلى الوفد، وقد ذكر الأصفهاني أن وفد طيء لما وصلوا إلى المدينة المنورة: “.. أناخوا ركابهم بباب المسجد النبوي ودخلوا ورسول الله يخطب الناس، فلما رآهم قال (فيما قال): أني خير لكم من العزى، ومما حازت يفاع من كل ضار غير مناع، ومن الجبل الأسود الذي تعبدونه من دون الله عز وجل. فقام زيد الخيل، وكان من أجمل الرجال وأتمهم، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “ومن أنت؟” قال: أنا زيد الخيل بن مهلهل. فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: بل أنت زيد الخير، الحمد لله الذي جاء بك من سهلك وجبلك، ورقق قلبك على الإسلام يا زيد، ما وُصِف لي رجل قط فرأيته إلا كان دون ما وُصِف به إلا أنت فإنك فوق ما قيل فيك”.
وقد نال زيد الخيل شرف صحبة النبي عليه الصلاة والسلام ثم عاد إلى منطقته عند رجوع رؤساء طيء الذين وفدوا معه إلى رسول الله، فمكث فترة انتشرت وسادت خلالها شريعة الإسلام في منطقته ودخلت بطون قبيلة طيء في دين الله أفواجا.
وفي خلافة أبي بكر الصديق وعند ظهور بدايات الردة والمخاوف من الانهيار، ثبتت طيء وثبت زيد الخيل، وفي نهاية خلافة عمر بن الخطاب توفي زيد الخيل عليه رحمة الله.

*من كتاب يمانيون في موكب الرسول
للباحث محمد حسين الفرح

قد يعجبك ايضا