نم قرير العين أيها الرئيس الشهيد

محمد المنصور
تتزامن أربعينية استشهاد الرئيس المجاهد صالح الصماد رضوان الله عليه مع اشتداد معركة الساحل الغربي التي كان الرئيس الشهيد قد أولاها اهتمامه وعمل ، وتحدث ، وأوصى ، ووجه من أجلها بالكثير من الأمور التي تدعم الصمود وتحقق النصر بإذن الله في تلك المعركة .
استشهد الرئيس الصماد في ثرى الحديدة الطاهر وهو يعبئ الجهود والطاقات لمعركة الحديدة والساحل الغربي ، كان الشهيد رحمه الله عليه مدركا لابعاد العدوان السعودي الأمريكي التحالفي على الحديدة وأهدافه الخطيرة التي يريد أن يحققها في إطار الاستراتيجية الأمريكية الصهيونية في اليمن والمنطقة.
اليمن عموما وتهامة والحديدة بوجه خاص هي امانة الرئيس الصماد في أعناق الشرفاء والأحرار الصامدين ، كما أكد على ذلك السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته المهمة أمس والتي وضع فيها الاطار العام للمواجهة مع العدوان السعودي الإماراتي التحالفي في معركة الساحل،وتشكل الكلمة بمضامينها السياسية ، والجهادية ، والوطنية ، والتاريخية ، والعملية والنفسية رؤية استراتيجية لمواجهة العدوان ، ولخوض معركة الساحل بوعي ، وبصيرة ، وحنكة وفاعلية وتوظيف أمثل للجهود والطاقات لإفشال أهداف العدوان وتحقيق الانتصار الحاسم فيها بعون الله .
معركة الحديدة والساحل وطنية استراتيجية بامتياز ، وستكون نتائجها قاصمة الظهر للعدوان وطموحاته ومخططاته المشبوهة ، ومن وجهة اخلاقية ونفسية فهي الأمانة التي تركها الرئيس الشهيد صالح الصماد وأكد عليها السيد القائد عبدالملك الحوثي حفظه الله لن يفرط فيها اليمنيون ابدا بعون الله.
معركة الساحل التي سبقت بضخ إعلامي كبير وواسع لقوى العدوان ومرتزقته هي جزء من معركة أوسع يخوضها شعبنا مع العدوان السعودي الامريكي التحالفي في مختلف الجبهات للعام الرابع على التوالي .
تحالف العدوان يريد من خلال معركة الساحل الغربي تغيير معادلة الصمود القائمة لصالح مشاريعه في الاحتلال والغزو والسيطرة وفرض الأجندات الصهيو أمريكية على اليمن .
كان واضحا الوزير الإماراتي قرقاش في التعبير عن تلك النزعة الاستعمارية البائسة لليمن ، التي أطلقها قبل أيام تاسيسا على معركة الساحل الغربي.
في الساعات التي تلت كلمة السيد عبد الملك الحوثي بدأت انكسارات قوى الغزو ومرتزقته تتوالى في الواقع الميداني وفي أكثر من جبهة ، ومعها بدأت وسائل إعلام العدوان وابواقه الخيانية تتراجع في ادعاءاتها الفارغة بتحقيق الانتصارات الخرافية.
معركة الساحل الغربي لا شك ستكون شرسة وواسعة وممتدة، لكنها ستظل محكومة بمعادلة الصمود والثبات والشجاعة والإبداع القتالي التي استطاعها أبطال الجيش واللجان الشعبية طيلة العدوان اعتمادا على الله وعلى عدالة القضية التي يدافع عنها اليمنيون ولا شي آخر .
المعركة مع العدوان ومعركة الساحل الغربي خصوصا هي معركة اليمنيين جميعا بكل اطيافهم واتجاهاتهم ، وهي تعني حاضرهم ومستقبلهم ولا مكان فيها لأي حسابات غير حسابات اليمن القوي الموحد المستقل .
قدرنا في اليمن أن ندفع اليوم اثمان عقود مضت من حكم الجهلة والعملاء الذين كرسوا سياسات الفساد ، والتجهيل ، والنهب والافقار الشامل للموارد ، والتدمير المنظم للهوية اليمنية التي مورست بحق اليمنيين .
وحينما اتخذ قرار العدوان على اليمن كانت صورة اليمن الأرض والدولة والإنسان قد جرى اختزالها في واقع اليمن المنقسم المتسول الفقير المصدر للإرهاب، ثم في حفنة الحكام والنافذين العملاء للسعودية وأمريكا الذين تم إضفاء الشرعية عليهم لكي يبرروا العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي ومشروعه في الغزو والاحتلال والتقسيم والهيمنة على اليمن .
غاب عن تحالف العدوان وأشياعه من اللصوص والإرهابيين والموتورين عنصريا ومذهبيا، ومنظريه في الأوساط الاستخبارية الغربية أن في اليمن شعبا وحضارة وانسانا له تطلعاته وهمومه وحقوقه وايمانه بجدارة أن يثور على وصاية السعودية وأدواتها وأمريكا وهيمنتها،
غاب عن تحالف العدوان والشر والإرهاب أن عدوانه على اليمن قد أيقظ في اليمنيين الأحرار كل أسباب التحدي والرفض والصمود بوجهه مهما كان الفارق في القدرات والإمكانات، ومهما كانت التضحيات .
إن الواقع الذي يريد العدوان السعودي الإماراتي التحالفي فرضه على اليمنيين قد كشف عن نفسه في صورة جرائم متصلة بشعة وقاسية ومهينة يعيشها ابناء عدن والجنوب.
نم قرير العين أيها الرئيس الشهيد فإن الغزاة لن يحققوا في الساحل سوى الهزيمة مهما اشتد وقوى عدوانهم ، ففي اليمن رجال صدقوا ، وامانتك بإذن الله محفوظة .

قد يعجبك ايضا