يمانيون”بن وَهْب الخولاني” رابع أمراء إفريقية

الثورة /

*يمانيون في موكب الرسول
عرض/ هاشم السريحي

jshashem@gmail.com

مِنْ أعلام الصحابة والزعماء اليمانيين الذين صحبوا رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام وساهموا في فتح مصر وشمال إفريقية وتأسيس عصرها العربي الإسلامي هو أمير إفريقية سفيان بن وهب الخولاني.
سفيان بن وهب كان من أعيان قبيلة خولان وهي من أشهر القبائل اليمانية ذات الدور العريق في التاريخ منذ عصور مملكة سباء التليدة وأزمان الدولة الحميرية إلى عصر الإسلام والفتوحات التي جاوزت مصر والمغرب إلى أسبانيا ثم إلى فرنسا بقيادة الأمير الفاتح السمح بن مالك الخولاني.
وقد قَدِم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شعبان سنة عشر للهجرة وَفْدُ خولان ومن بينهم الصحابي الجليل سفيان بن وهب ومكثوا في موكب الرسول من شهر شعبان إلى ذي الحجة فتعلموا أحكام الإسلام وفرائض الدين من الرسول الكريم ثم ساهموا في نشر ذلك العلم في مناطقهم باليمن وفي البلدان التي انتقلوا إليها واستقروا بها في الفتوحات بالشام ومصر وشمال إفريقية.
ولم تقتصر مساهمة خولان بزعامة سفيان بن وهب على فتح مصر، وإنما كان لها دور في تأسيس العصر العربي الإسلامي في مصر، وكان من معالم ذلك مشاركتهم في تأسيس مدينة الفسطاط التي أصبحت عاصمة مصر، وقد استقر سفيان بن وهب وجماعات من عشائر خولان بها.
كما شهد سفيان بن وهب الخولاني غزوات فتح إفريقية -وهي تونس- وما يليها من بلاد المغرب منذ بداية الغزوات العربية الإسلامية إلى إفريقية وبلاد المغرب.
وقد استقر سفيان بن وهب بمدينة القيروان منذ سنة 74-82هـ، وكان حسان بن النعمان هو أمير إفريقية، حيث كانت تلك الفترة نقطة تحول في تاريخ شمال إفريقية، وشهدت إنجازات بالغة الأهمية ساهم فيها سفيان بن وهب لأنه كان مقيماً بالقيروان، وكان حسان بن النعمان يستشيره في الأمور، فلم يكن مع حسان في القيروان وإفريقية من الصحابة إلا سفيان بن وهب في تلك الفترة التي كانت من أبرز معالمها انتهاج سياسة طيبة مع البربر، حيث قام حسان بتجنيد اثني عشر ألفاً من البربر في جيشه العربي الإسلامي، وفرض حسان على مناطق وقبائل البربر الخراج.
وقام حسان بتأسيس دار الصناعة بتونس لصناعة السفن والمراكب التي حملت المسلمين -فيما بعد- إلى بلاد الأندلس وإلى جزر البحر الأبيض المتوسط، كما قام حسان بتدوين الدواوين وتوسيع جامع القيروان الذي أصبح مدرسة علمية إسلامية هامة. ومكث سفيان بن وهب في القيروان إلى أن توفي بها سنة 82هـ.

*من كتاب يمانيون في موكب الرسول
للباحث محمد حسين الفرح

قد يعجبك ايضا