“غزوتا بدر والخندق في خندق واحد”

 

العلامة/سهل إبراهيم عقيل باعلوي
إن ما يجري الآن من أحداث يرجع بنا إلى تاريخ قديم وكأنه حديث بأحداثه متجدد في معطياته وأهدافه.
إن الخندق هو المضروب منذ أربع سنوات تقريباً وإن بدراً متجدد بما يقوم به المجاهدون منذ أربع سنوات إلى الآن، فنحن في كل موقعة نسطر بدراً في فعاليتها بالانتصار في كل المواقع، رغم أن التاريخ يقول لنا إن غزوة بدر قبل الخندق، لأنها الصرخة العظيمة بمعناها الحقيقي، والتي أقامت العالم الاستعماري وأقعدته، لأنه يعرف أنها وصلت إلى كل بقاع العالم العربي والإسلامي بمعناها الحقيقي للتحرر والانعتاق من قيود أثقلت العالم العربي والإسلامي، بل والعالم الثالث بفعل العملاء الأراذل الخائنين لشعوبهم، فجاءت هذه الثورة الشعبية بالصرخة ذات الدرر الخمس لتحيي الموتى وتوقظ النائمين، ليروا بفعاليتها غداً مشرقاً في كل المجالات بامتلاك الحرية والكرامة والمقدرات والسير على طريق مضيء بالعزة لأولئك المستضعفين، وإننا لنمر الآن بهجمات لا يكاد يصدقها عقل أو منطق من الدول الاستعمارية وعلى رأسها الدول الأربع المعهودة “أمريكا، بريطانيا، فرنسا، إسرائيل” وإن القنبلة الموقوتة إسرائيل بدأت بالانفجار في ذاتها مما يسرع زوالها وزوال العملاء في الجزيرة العربية ككل، لأنهم الركيزة الأولى لبقاء الاستعمار القديم والحديث وإهدار المقدرات والكرامة للإنسان العربي والمسلم بصفة خاصة وكذلك تخريب وتجريف القيم الدينية والأخلاقية وهذا الذي يظهر جلياً في صفقة “القرن” ووجود المنظمات التي سلحت ودربت ومولت على حساب المقدرات العربية والإسلامية لتشيع في الأرض فساداً لم يسبق له مثيل من قبل الإسلام إلى قرننا الحالي الحادي والعشرين، إذ أن هذه المنظمات عند انكسارها وهزيمتها في كل الأماكن الموجودة فيها ينكشف الغطاء بوضوح عن كمية الأسلحة المتنوعة والحديثة التي تملكها والتي لا تملكها أي دولة تقريباً من دول الشرق الأوسط،إن هذه المنظمات هي جيوش متقدمة لأسيادها في إضعاف وإخضاع العالم العربي والإسلامي والعالم الثالث لقوى الاستكبار.
إننا نرى اليوم في شهر يونيو المواجهات العنيفة بين شعبنا المظلوم وقوى الاستكبار العالمي لمحاولة إخضاعنا على كل الجبهات سواء جبهات الداخل أو جبهات الساحل أو أي مسمى يُريدونه في كافة المجالات اقتصاداً وثقافة وعقيدة وغير ذلك.
ونرى في المقابل ما يؤيد به الله عباده المؤمنين من انتصارات حقيقية لا يكاد يصدقها عقل أو منطق بالنسبة للفريقين المتصارعين “الحق والباطل”.
إن هذه الانتصارات التي يحققها الجيش واللجان الشعبية بقيادة الشاب المؤمن الصادق مع الله ورسوله وشعبه السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي ” والذي أسس ثورة شعبية تضيء لكل المستضعفين الطريق السليم لما يصبو إليه كل حر من عزة وكرامة وامتلاك مقدرات.
إن قوى الاستكبار بكل معنى وبكل تجربة وبكل كشف للحقائق المجردة على بساط الحقيقة الواقعة في الخريطة الجغرافية للعالم العربي والجزيرة العربية وكذا على الخريطة للعالم الثالث والمستضعفين تقول لهم لا مكان لكم على كل هذه الخارطة ولا تستطيعون أن تشعلوا في هذه الخريطة حرباً ساحقة كما كان في السابق في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات إلى نهاية السبعينيات لأن الأرض الآن بشعوبها ترسم خطاً للمد والانعتاق رغم وجود العملاء على ظهر حكوماتها لأن المواجهة الحقيقية لن تكون معكم فقط بقضها وقضيضها بل على أزلامكم من الحكام الذين جعلتموهم على صدر هذه الأمم فأنتم أضعف في البقاء وأوهى من بيت العكنبوت على ظهر هذه الخريطة.
إن الثورة الشعبية والثورة الفلسطينية للمقاومة وحق العودة هما خطان متوازيان يرسمان تحرير العالم العربي والإسلامي وخاصة الجزيرة العربية التي تمتلك كل المقومات التي تقوم عليها وتنهضها الدول الاستعمارية المذكورة آنفا, وستكون المدينة المنورة هي المفتاح الحقيقي – مع انتفاضة حق العودة – لتحرير فلسطين كل فلسطين والعالم العربي والإسلامي وسحق الظلم والظلام بانتصار المستضعفين على ظهر هذه المعمورة.
*مفتي محافظ تعز

قد يعجبك ايضا