مُوْسَى بن نُصَير اللَّخمِي.. فاتح المغرب وبلاد الأندلس

 

عرض/ هاشم السريحي

مِنْ عظماء الأمة العربية والإسلامية، ومن أعظم عظماء الفاتحين في التاريخ هو الأمير اليماني موسى بن نصير بن عبدالرحمن بن يزيد اللخمي أمير شمال إفريقية وفاتح المغرب ثم فاتح وأمير بلاد الأندلس (إسبانيا والبرتغال) جميعها.
وقبيلة لخم التي ينتمي إليها موسى بن نصير من القبائل اليمانية السبئية العريقة، وقد انتقلت قبيلة لخم من منطقة مارب والمناطق الوسطى باليمن إلى منطقة أداني الشام لتحقيق السيطرة والإشراف على الطرق التجارية بين الشام واليمن وتأمين المراكز التجارية في إطار النشاط التجاري للدولة اليمنية قبل الإسلام، فبسطت لخم سيادتها ما بين تبوك إلى نهر الأردن وفلسطين.
لقد كان جد ووالد موسى بن نصير من رجالات بني الدار اللخميين الذين أدركوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فآمنوا به وصدقوا برسالته، ثم انطلقوا مجاهدين في سبيل الله بأنفسهم في الفتح العربي الإسلامي للشام.
لقد وُلِد موسى بن نصير سنة 19 هجرية في منطقة جبل الخليل بفلسطين والتي هي منطقة أسرته اللخمية الدارية، ثم انتقل موسى بن نصير من قريته في جبل الخليل إلى مدينة دمشق عاصمة الشام؛ لأن أباه نصير كان قائد الشرطة في دمشق، فنشأ وعاش موسى في كنف أبيه القائد بمدينة دمشق وتتلمذ على يد عدد من الصحابة والعلماء اليمانيين الذين سكنوا دمشق بعد الفتح أمثال الصحابي أبو الدرداء الأنصاري، والصحابي دحية بن خليفة الكلبي الحميري، وتميم الداري. كما برع موسى بن نصير في مجال الفروسية وفنون الحرب، واكتسب من أبيه خبرة واسعة في مجال القيادة وفنون الحرب.
وقد شهد موسى وهو في الثامنة من عمره الغزو العربي البحري الأول لجزيرة قبرص سنة 27هـ حيث سار الجيش العربي الإسلامي بالسفن من ساحل الشام إلى قبرص، وقد تم في ذلك الغزو دخول قبرص ومصالحة أركون قبرص على أداء الجزية. وفي سنة 33-35هـ تم فتح جزيرة قبرص وأصبح موسى بن نصير والياً عليها.
ولقد تم فتح الأندلس بعدة مراحل وكان القائد موسى بن نصير قد التقى بالقائد طارق بن زياد وكبار قادة جيش الفتح في مدينة طليطلة في شوال سنة 94هـ وبدأ العمل لتنفيذ المرحلة الثالثة والأخيرة من فتح بلاد الأندلس بمدلولها الواسع الذي يشمل إسبانيا والبرتغال فافتتحها كلها ودوّخ أقطارها وجمع غنائمها.
لقد كان الزعيم اليماني الفاتح موسى بن نصير أول أمير حاكم في التاريخ لبلاد المغرب العربي وبلاد الأندلس جميعها، فعندما تولى سنة 88هـ وأصبح أميراً على إفريقية، افتتح المغرب الأدنى والأوسط والمغرب الأقصى، وتوحدت بزعامته كل بلاد المغرب العربي وأصبح أول أمير حاكم في التاريخ لسائر بلاد المغرب العربي التي هي حالياً: ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا.
وقد توفي موسى بن نصير سنة 97هـ بالمدينة المنورة وقيل في وادي القرى شمال المدينة، فرحمة الله ورضوانه عليه.

*من كتاب يمانيون في موكب الرسول
للباحث محمد حسين الفرح

قد يعجبك ايضا