المشاط على خطى الشهيد الرئيس الصماد

 

عبدالفتاح حيدرة
خطاب فخامة الرئيس مهدي المشاط لقيادات وزارة الدفاع واضح وصريح ، انها دعوة وتوجيه وامر صريح لاستعادة المؤسسة العسكرية اليمنية، وعلى كل قيادات وزارة الدفاع اليمنية خاصة وقيادات الدولة، والشعب اليمني كله صغيره وكبيره، على الكل ان يدعموا ويساندوا توجه فخامة رئيس المجلس السياسي، الرئيس مهدي المشاط، ويساعدوه ويعينوه، ويهيئوا أنفسهم من هذه اللحظة لتحمل المسؤولية الكاملة، وليعملوا ويتحدثوا ويناقشوا ويخططوا بروح الفريق الواحد لبناء نواة الدولة اليمنية الحقيقية، الدولة اليمنية التي لديها جيش يمني قوي حديث منظم ومرتب ومؤهل، ليكون هو عصا الحق، التي تمتلك من أدوات القوة والعقل والوعي والقيم والمشروع ما يمكنها من ردع أدوات وقوى الباطل والشر ونصرة الحق والخير..
الاخوة قادة وزارة الدفاع، ان توحيد وبناء جيش يمني قوي ومهاب، مدرب ومؤهل نفسيا وعسكريا، هو الهدف الأول لحفظ وصون مشروع الشهيد الرئيس صالح الصماد (يد تحمي ويد تبني) مشروع بناء دولة العدالة اليمنية وجيشها اليمني المدرب والمؤهل والمسلح عدة وعتادا ونفسيا، والجيش المرتب والمنظم على عقل رجل واحد وتحت قيادة واحده، وزيه واحد ووزارته واحدة، ووعي مقاتليه وجنوده وضباطه وقادته واحد، وقيمهم واحدة ومشروعهم واحد ، جيش يمني يقضي على كل أدوات التبعية والارتهان ودول وجيوش وشركات ومرتزقة الاستكبار والاستعباد، جيش يمني مهاب ينتصر لله وللوطن وللحق وللخير وللإنسانية كلها والحرية والاستقلال والسيادة ..
الإخوة قادة وزارة الدفاع، يعلم الجميع ان المؤسسة العسكرية اليمنية مرت بظروف مؤلمة وقاسيه عانت منها ولا زالت، كان أخطرها هو مشروع تحويل المؤسسة السرية إلى مؤسسة أمنية، والبعض لا يزال يحكم على الكثير من منتسبي هذه المؤسسة أو المتبني والمساند والمؤيد لاستعادة بناء المؤسسة العسكرية اليمنية على انهم، مشكوك في أمرهم، إخوان ، جنوبيون، عفاشيون، مندسون، مخبرون،… الخ دون أن يعلموا أن التدخل تأييدا ومساندة أو رفضا وممانعة في بناء مؤسسة الجيش اليمني والتعامل مع منتسبيها ، كانت سمة مفقودة طوال مراحل طويلة، مراحل انتجتها أزمة فساد وتبعية وارتهان مارستها الشلل الحاكمة والمسيطرة على القرار السياسي طوال خمسين عاما ، والتي عانت منها مؤسسات الدولة اليمنية عامة ولكن كان الألم والحسرة والقسوة من نصيب المؤسسة العسكرية خاصة، ومنذ بداية تكوينها، على الرغم من ان كل أمل وكل طموح عند المواطن اليمني ايا كان، هو ان تكون الدولة اليمنية حاضرة في وجدانه وحياته وبقوة لمواجهة أزمة الضمير الحاكم له، والذي كان المتواطئ دائما للتبعية والارتهان ..
الاخوة قادة المؤسسة العسكرية، ان كل الذي تعرفونه انتم ويعرفه كل يمني هو انه لا يوجد بيت يمني أو قبيلة يمنيه أو قرية يمنية الا وفيها جندي أو ضابط في الجيش اليمني، ولهذا تتطلب منكم هذه المرحلة الجدية والصدق وتقوى الله في بناء واستعادة المؤسسة العسكرية اليمنية، عليكم كقيادات ومسؤولي دولة وقياداتها ومسؤولي الجيش اليمني، ألا تطلقوا أحكاما عامة على منتسبي المؤسسة أو من يتبنى ويدعو ويدعم ويساند أو يكتب لبناء مؤسسة الجيش اليمني ، وألا تتجاوزوا المرحلة التاريخية هذه، وتحكموا عليها بمنطق مراحل أخرى مختلفة، عليكم ان تضعوا كل شيء في نصابه حتى تستطيعوا تفهم حقائق الأمور، وحتى لا تتورطوا في أحكام انفعالية مع أو ضد، لأن هذا هو المأزق الحقيقي الذي سوف يغرس أرجلكم في وحل الفشل وعدم الإنجاز اذا ما استمر البعض في إطلاق الأحكام وتفتيش النوايا والنفوس، أكثر مما يساعدكم على تجاوزه..
ونستميحكم عذرا فقد يدخل الواحد منا في بعض الأحيان لطرح افكار ونقاشات حامية مع بعض الأصدقاء، وربما احتد ويحتد الطرف الآخر، كل واحد منا يحاول عرض وجهة نظره بالشكل الذي يروقه، لكن من جانبي كيمني ومن خارج مؤسسات الدولة والمؤسسة العسكرية، فإن أي عصبية في الحوار والنقاش لا تخرج عن إطار الفكرة وموضوع النقاش، ولا تقلل من تقديري واحترامي للشخص الذي أناقشه واحاوره، وأفصل جيدا بين الأفكار والأشخاص، بل لي أصدقاء لا علاقة لهم بالثقافة أساسا، ولا ينتقص ذلك من عمق علاقتي بهم إطلاقا، كل الاحترام والتقدير لمن يدخل معي في نقاش وحوار يساعد على بناء المؤسسة العسكرية اليمنية أو من لا يدخل في أي نقاش، كلنا نحاول أن نفهم ونكون واعين متمسكين بقيمنا اليمنية ولدينا مشروعنا اليمني لا أكثر ولا أقل، ولا أحد يملك الحقيقة، ما نناقشه ونطرح له افكار هي زوايا لرؤية مختلفة لكل واحد منّا، فإن خرجنا من النقاشات بهذه القناعة فقد أضفنا لبنة لجدار مشروع الشهيد الرئيس صالح الصماد (يد تحمي ويد تبني) ، وإن تخاصمنا لاحتداد نقاش أو ظنّ أيٌ منّا أنه يملك الصواب المطلق، فقد وقعنا جميعا في براثن الخصومة والوهم والخطيئة والفشل..

قد يعجبك ايضا