أبعاد استراتيجية كبرى لمعركة الساحل

محمد المنصور
الانتصارات العسكرية للجيش واللجان الشعبية وأبناء تهامة في جبهة الساحل الغربي تفاقم مأزق العدو الاماراتي وتحالف الشر والعدوان وورطتهم التي ستتحول إلى هزيمة بإذن الله.
الوقت لا يعمل لصالح التحالف السعودي الامريكي الإماراتي المجرم ولا لصالح مرتزقته بل لصالح المدافعين عن الأرض والكرامة ومستقبل اليمن الحر المستقل .
العدو الإماراتي والسعودي والتحالف أعد للمعركة الساحلية الجيوش والعتاد والإمكانات منذ أمد بعيد طبعا بإشراف وتخطيط أمريكي بريطاني ، وجاءت النتائج على الأرض بعكس حسابات الإماراتي والتحالف الذي أرادها وتخيلها معركة سهلة وانتصاراً سياسياً وإعلامياً حاسماً .
العدو الإماراتي بدأ معركة الساحل الغربي بحملة إعلامية كبيرة وتبجح وعنتريات وتضخيم لانجازاته التي سرعان ما تبخرت وبان زيفها في وقت وجيز .
في بداية معركة الساحل الغربي كان الغرور والخيلاء قد جعلت الاماراتي يتصدر المشهد لما سمي بعملية الرعد الاحمر بمفرده مع إتاحة هامش إعلامي لإعادة إنتاج صورة طارق عفاش وعصاباته المهزومة من بقايا النظام العائلي العميل والفاسد .
يحاول الإماراتي والتحالف من خلال لفيف المرتزقة الجدد خلق قوة عسكرية وسياسية مكافئة لأنصارالله والقوى المدافعة عن اليمن تكون بمثابة حفتر يمني تابع للإمارات والسعودية وأمريكا، وتكون طرفا وازنا في اية حوارات للتسوية السياسية القادمة برعاية الأمم المتحدة.
*******
عملية غزو واحتلال الحديدة والساحل الغربي التي تقودها الإمارات تأتي عمليا لاستكمال السيطرة على كل السواحل والموانئ والجزر اليمنية الممتدة من المهرة إلى ميدي ، وضمن مخطط استعماري إقليمي ودولي بقيادة أمريكا يقوم في جانب منه على الاعتماد على القوى الإقليمية واستخدامها كأدوات لتنفيذ الحروب والتدخلات بالوكالة كما هو الحال في اليمن وسورية والعراق وليبيا الخ .
وليست صحيحة تلك المبررات والذرائع السياسية ، والاقتصادية ، والإنسانية ، وذريعة تهريب الأسلحة الإيرانية التي تروج لها الإمارات وتحالف العدوان السعودي الأمريكي لغزو الحديدة واحتلالها .
وامامنا عدد من الحقائق الواضحة التي لا يستطيع تحالف العدوان انكارها منها :
1 – ان الحديدة والساحل اليمني خاضعة عمليا للحصار الشامل الذي يرصد كل شاردة وواردة تدخل إلى الحديدة من قبل تحالف العدوان نفسه منذ البداية .
2 – إن التضييق والمنع لممارسة المنظمات الدولية دورها في إيصال المساعدات الإنسانية يتم من قبل التحالف نفسه .
3 – إن تجربة الاحتلال الإماراتي لعدن والجنوب وممارساته القمعية وانتهاكه لحقوق الانسان الموثقة ، ونشره للفوضى والإرهاب يجعل من حديثه عن إيصال المساعدات والجوانب الإنسانية مأساة حقيقية ، واشبه شيء بحديث العاهرة عن الشرف .
حقيقة أهداف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي تكشفت واتضحت بعد قرابة الأعوام الأربعة، فهو عدوان همجي وحشي غير مبرر ولا شرعي ،
فما اتسم به هذا العدوان من انتهاك صريح وواضح لكل حقوق الانسان ومن مجازر وحشية وتدمير منظم ومقصود لكل مقومات الحياة ناهيكم عن الحصار الظالم يؤكد انه لم يكن بغرض اعادة الشرعية ولا لهدف التصدي لمزعوم الخطر الايراني بل جاء في سياق الهجمة الاستعمارية الأمريكية الصهيونية السعودية على اليمن والمنطقة .
طبيعة العلاقة التي تربط ترامب بمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد وما يقومان به من أدوار تامرية عدوانية في اليمن والمنطقة تفسر حقيقة العدوان على اليمن .
الأدوار الخطيرة والمشبوهة التي تقوم بها السعودية والإمارات في شبوة وحضرموت والمهرة والجوف تبرز الأطماع الاستعمارية في الثروات اليمنية .
كما تظهر الأبعاد الاستعمارية الأمريكية للسيطرة على المناطق الحيوية في اليمن من خلال قيام الوكيل الإماراتي والسعودي بالانتشار العسكري والاحتلال المباشر للجزر والسواحل اليمنية وصولا إلى محاولة السيطرة العسكرية على الحديدة والشريط الساحلي الغربي .
غير بعيدة هذه التحركات السعودية الاماراتية في اليمن عن أجندة الهيمنة الأمريكية على المنطقة لعقود قادمة من الزمن ،
وفي السياق نفسه تأتي مؤامرة صفقة القرن الأمريكية الصهيونية التي يلعب محمد بن سلمان ومحمد بن زايد دورا محوريا فيها ، فبعد قرار ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارته إليها بتواطؤ ومباركة سعودية إماراتية مصرية ورسمية عربية إسلامية، تأتي الجوانب المتعلقة بالتطبيع الرسمي العربي مع الكيان الصهيوني، والعمل على دمجه ضمن المصالح المشتركة العربية السياسية والاقتصادية .
سبق للسعودية أن أعلنت وعلى لسان المتصهين محمد بن سلمان عن إطلاق مشروع اقتصادي استثماري سياحي ضخم على الحدود السعودية الأردنية الفلسطينية المصرية تحت مسمى نيوم ، وبتكلفة 500 مليار دولار.
ولا شك بأن هذا المشروع الذي سيكون تحت إدارة صهيونية أمريكية يتطلب إزالة العوائق الاستراتيجية والموانع السياسية لتنفيذه نذكر منها :
– تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية التي ستسلمهما بدورها لأمريكا والكيان الصهيوني .
– إجبار السلطة الفلسطينية على القبول بصفقة القرن.
– قيام السودان بتأجير جزيرة سواكن لتركيا.
– ضرب حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية وتصنيفها في قوائم الإرهاب.
– غزو اليمن واحتلال جزره وشواطئه وموانئه من قبل الإمارات والسعودية كمرحلة تمهد للاحتلال الأمريكي البريطاني الصهيوني .
لذلك تبقى معركة الحديدة والساحل الغربي استراتيجية ومهمة بالنسبة لأطراف تحالف الشر والعدوان لاستكمال ترتيبات انشاء منطقة نيوم الاقتصادية والانتقال إلى مرحلة التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني، وتصفية القضية الفلسطينية، وضرب القوى المناوئة في اليمن والمنطقة .
********
يحاول الاماراتي احتلال الساحل الغربي والحديدة تنفيذا للخطة المزمنة الموكلة إليه فيما يعرف بصفقة القرن ، واستباقا لزيارة الصهيوني جاريد كوشنر المشرف على تنفيذ صفقة القرن للمنطقة .
لذلك وإزاء تعثر عملية الغزو الإماراتي للساحل الغربي واحتلال الحديدة دفعت الإمارات بأوراقها كلها إلى الواجهة وخلال الاسبوع الماضي عملت الإمارات والتحالف على :
– محاولة الاستعانة بأمريكا للتدخل العسكري في المعركة .
– محاولة الضغط بالورقة الإنسانية داخل مجلس الامن عبر بريطانيا لاستصدار قرار أممي بوضع الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة، وحفظ ماء وجه الإمارات والحصول على إنجاز سياسي يحقق هدف الغزو والاحتلال.
– لجأت الإمارات والسعودية إلى إعادة استخدام وتوظيف ورقة الشرعية وهادي سياسيا وإعلاميا لتبرير الغزو وتسويقه ، والسماح له بزيارة أبوظبي و اللقاء مع ابن زايد ، ولا شك بأن مأزق الإمارات في جبهة الساحل قد جعلها تقبل بإعادة هادي والشرعية إلى التداول السياسي والإعلامي وعقد صفقة من نتائجها السماح الإماراتي للمرتزق هادي بالعودة إلى عدن بعد طول رفض وممانعة .
*******
انكسارات العدوان في معركة الساحل القاسية والمؤلمة حتمت على الإماراتي الجمع بين خليط المرتزقة القدامى والجدد في مشهد لن يضمن له بالنتيجة سوى الخسارة بالنقاط وبشكل يومي من الاستنزاف السياسي والإعلامي والعسكري البشري والمادي .
هي معركة اليمنيين جميعا إذاً
ولا خيار سوى الانتصار بإذن الله.

قد يعجبك ايضا