حتى لا نفقد البوصلة .. السعودية أولاً !

 

عباس السيد

السعودية هي التي تحاربنا وتسعى لاحتلال سواحلنا الجنوبية والغربية .
هي التي شكلت التحالف ومولته وتولت قيادته ولا تزال .
الإمارات مجرد بلطجي تحت الطلب .. وبتعبير آخر، الإمارات مثل ” عاشق كذاب يفرح بالتهم ” .
عام 2011 وقع محمد بن زايد اتفاقا مع مؤسس بلاك ووتر ، لإنشاء معسكر للشركة في صحراء أبوظبي . وقد نشرت نيويورك تايمز بعضا من بنود الاتفاق ، ومهام هذه القوات ، ومن بينها :
* حماية استقرار الدولة ” فقد كان MBZ يخشى من ربيع إماراتي ” .
* حماية الأبراج ومنشآت النفط .
* المشاركة في الدفاع عن الدولة في حالة تعرضها لهجوم خارجي .
تأملوا :
فرع شركة بلاك ووتر بمثابة قوات النخبة أو القوة الضاربة لدولة الإمارات ، الدويلة التي يجري تصويرها كدولة عظمى تبتلع اليمن . والهدف من هذا التضليل هو تخفيف مسؤولية السعودية في ما يجري في اليمن ، لأنها دولة حدودية ، والأيام دوارة ، وما تموت العرب إلا متوافية ، كما يقال .
لا يوجد جيش للإمارات في السواحل والمحافظات اليمنية ـ بمعنى جيش ـ هناك عشرات من الضباط وبعض المساعدين يعملون كمتدربين إلى جانب ضباط وخبراء عسكريين أميركيين وإسرائيليين وبريطانيين ، هم من يخططون ويقودون المعارك فعليا ، بالإضافة إلى أعداد قليلة من الجنود الإماراتيين من ذوي الأصول اليمنية .
وكما نعلم ، يشكل المرتزقة المحليون والسودانيون قوام الجيش أو القطيع على الأرض ، والمستخدم في معارك الغزو والاحتلال للمحافظات اليمنية . ولولا الاستخدام المكثف للطائرات المختلفة في المعارك ، لما تمكن المرتزقة على الأرض من تحقيق شيء ..
الحرب الحقيقية ليست مع المرتزقة على الأرض ، ليست مع المرتزقة المحليين ، الذين يطلق عليهم أعلام السعودية والخليج بـ ” الجيش الوطني ” حربنا الحقيقية مع السعودية والإمارات اللتين تظللان المرتزقة بالطائرات . الطائرات التي يقودها مرتزقة من دول عدة ، ولا خبرة للسعوديين أو الإماراتيين في استخدامها .. طياروهم يعملون في هذه الحرب كمساعدين لاكتساب الخبرة فقط .
مرة أخرى :
السعودية هي من تقود هذه الحرب على اليمن واليمنيين ، وهي من تمولها .. حتى مرتزقة بلاك ووتر ” الفرع الإماراتي ” الذين شاركوا في معارك شواطئ باب المندب ، كانت السعودية تدفع لهم مبالغ مالية خاصة ، خارجة عن مستحقاتهم الثابتة من الإمارات .
هذا لا يعني أن دويلة الإمارات لم تضر بنا ، أو أن مشاركتها غير مؤثرة .. لا ، هي مشاركة فعلا ، لكنها ليست دولة عظمى ، وليس لديها القدرات والإمكانات لتغزو وتسيطر على كل تلك المناطق والجزر .. هي مجرد قناع تختبئ خلفه العديد من دول العدوان .
ليس لنا حدود مع الإمارات ، ولن نستطيع ـ مستقبلا ـ أن نرد لها بعض ما لحق بنا .. ولذلك يعربد قادة الإمارات باطمئنان ، ولا يترددون حتى في تحمل وزر غيرهم .
لن يكون للأجيال من اليمنيين ثأر متقد سوى مع السعودية ، السعودية التي يقول إعلامها أنها غائبة تماماً عن معركة الساحل الغربي .. والثأر مع السعودية لا يعني إغفال أنها مجرد أداة ، أو قناع آخر لقوى الاستعمار والصهاينة .
aassayed@gmail.com

قد يعجبك ايضا