بالمختصر المفيد.. تكتيكات الصغار

عبدالفتاح علي البنوس

منذ اندلاع المواجهات المسلحة والعدوان الغاشم على الساحل الغربي بمحافظة الحديدة والعدوان يتحدث عن انتصارات وتقدمات وسيطرة مرتزقته على مديريات الحديدة الواحدة تلو الأخرى ، رغم أن الوقائع الميدانية تحكي عن وقوع اختراقات في المناطق الساحلية بعد مشاركة البوارج البحرية والطائرات الحربية وطيران الأباتشي والطيران الاستطلاعي والتجسسي ، هذا الاختراق سمح لمدرعات وآليات الغزاة والمرتزقة بالمرور عبر الخط الساحلي تحت غطاء جوي مكثف ، ولكن كمائن وعمليات أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء تهامة وأبناء القبائل اليمنية الذين تقاطروا على الحديدة أفشلت هذا التقدم ودمرت العديد من الآليات والمدرعات وخلفت أعدادا هائلة من القتلى والجرحى ، ومع تواصل هذه الضربات الموجعة ، ذهب الأعداء لتحسين صورتهم والتغطية على الهزائم والانتكاسات التي تعرضوا لها ، وخصوصا بعد أن أعلنوا قبل عدة أيام السيطرة على مطار الحديدة ، وهي السيطرة الخيالية التي سرعان ما تمت تعريتها بتغطية تواجد وسيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية على المطار وهو ما مثل ضربة موجعة لهم ، وعلى الفور تم الإعداد لزحف واسع بغية السيطرة على مطار الحديدة الذي أعلنوا سابقا بأنه صار تحت سيطرتهم ، حيث شنوا عشرات الغارات الجوية منذ صباح الإثنين وحتى المساء ومع دخول ساعات الصبح الأولى من يوم الثلاثاء بدأ القصف الهستيري على مطار الحديدة بمشاركة البوارج والطائرات الحربية والأباتشي حيث تحول المطار إلى كومة من الخراب بعد أن أتى القصف على كافة المباني والمنشآت وعلى المدرج ، وكل ذلك لتمهيد الطريق أمام مرنزقة الغزو والاحتلال للدخول للمطار والتصوير فيه لتوثيق النصر المؤزر والإنجاز الكبير الذي حققوه بعد كل هذه الخسائر الكبيرة جدا ، وكأن السيطرة على 2كيلو متر من المطار ستحسم لهم معركة الساحل وستمكنهم من تحقيق أهدافهم الشريرة .
ومع ذلك ورغم فداحة الخسائر مقارنة بحجم الإنجاز المؤقت الذي يواجه بهجمات وضربات موجعة دفعت بالمرتزقة للتراجع للوراء بعد أن جوبهوا بمقاومة شرسة ، ورغم عمالتهم وخيانتهم لوطنهم وشعبهم لم يشفع ذلك للمرتزقة أمام أسيادهم من قوى العدوان فعمدوا إلى قصفهم المباشر وذلك للحيلولة دون تراجعهم وإنسحابهم وهو ما خلف قتلى وجرحى وتسبب في تدمير العديد من الآليات والمدرعات ، وفاقم من معاناتهم الضربات الصاروخية المسددة لأبطال القوة الصاروخية ، والمشاركة الميدانية الهجومية الفاعلة للطائرات المسيرة والتي قامت باستهداف تعزيزات الأعداء ، وقطع خطوط الإمداد عليهم ، وتضييق الخناق عليهم ومحاصرة بعضهم حيث عجز الأعداء عن فك الحصار عنهم مما اضطرهم لنقل جثث قتلاهم وجرحاهم عبر البحر ، قبل أن يقوموا باستهداف الأسرى من مرتزقتهم الذين وقعوا في قبضة أبطال الجيش واللجان الشعبية في محيط مطار الحديدة بقصف جوي مباشر في دلالة على مدى استحقارهم لهؤلاء الخونة العملاء .
واللافت هنا في مواجهات مطار الحديدة هو ذلكم التكتيك الصبياني الأرعن والغبي الذي اعتمد عليه المهاجمون من الغزاة والمرتزقة والذي جلب عليهم الويلات وقادهم نحو درب الهلاك وكبدتهم خسائر هائلة كانت كفيلة باحتلال الحديدة وريمة وما جاورها ، والمتابع للمشاهد التي يعرضها الإعلام الحربي يلمس حجم الوجع الذي لحق بهم ويقف على كواليس المواجهات على أرض الواقع ، وينسف إدعاءات التقدم والتوغل والسيطرة والإنجازات التي سرعان ما تتبخر في الهواء .
بالمختصر المفيد سقط مطار الحديدة أو لم يسقط ، فإن معركة الساحل ما تزال مستمرة ،وأن تواجد الغزاة والمرتزقة في أي موقع أو جهة يتقدمون فيها عبارة عن تقدم مؤقت فقط ، وسرعان ما يولون الأدبار ، ويلوذوا بالفرار على وقع ضربات الأبطال ، الذين عقدوا العزم على أن تكون معركة الساحل الغربي ، معركة مفصلية في تاريخ العدوان على بلادنا ، يجرعون الأعداء خلالها كؤوس المنايا ، ويسقونهم السم الزعاف ، ويسطرون بتضحياتهم وإستبسالهم وثباتهم وبأسهم الشديد أروع صور البطولة والتضحية والفداء والشموخ والعزة والكرامة ، وفي نهاية المطاف العبرة بالخواتيم لمن ستكون الغلبة والنصر والتمكين وهذا هو بيت القصيد .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا