في الساحل عيد بمذاق الكبرياء التهامي

 

د.ابتسام المتوكل

منذ بدأت معارك العدوان على اليمن كانت نشأة الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان ايمانا بأن للكلمة والريشة والإيقاع دورا أساسيا في المعارك وأن الحرب حرب على الثقافة وبالثقافة في المقام الأول.
من هنا جاء قرار الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان بتنسيق نزول لأعضائها رفقة ناشطين وإعلاميين إلى جبهة الساحل الغربي حيث سيكون العيد_في_امساحل عيدا بمذاق الكبرياء التهامي والثبات اليماني.
تشكل الفريق من عشرين شخصا ونزلنا فجر يوم التاسع والعشرين من رمضان فقضينا آخر يوم من رمضان في الحديدة وجاء يوم العيد وقد رتبنا برنامجا ثقافيا ننفذه خلال وجودنا في موطن الدفء ومواطن الرقة في الساحل الغربي وعلى شواطيء بحرنا الأحمر الذي زاد حمرة من فرط ما لوناه بدماء الغزاة والمرتزقة من كل جنسيات العالم
زرنا في مغرب يوم العيد مطار الحديدة الدولي واخذنا صورا وارسلنا رسائل صمادية صمودية ونظرا لأن الظلام قد نشر أجنحته على المكان قررنا ان نعاود الزيارة صباح اليوم التالي.
في الساعة العاشرة صباحا كنا نخطو على أرض مفروشة بالعزة محاطة بالبطولات من كل صوب. خطونا بثقة مطمئنين لإنجازات الجيش واللجان الشعبية التي أحاطت زيارتنا الصباحية تلك بالأمن والامان.
الصورة التي نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي لبعض من فريق الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان كانت كأنها عصا موسى لقفت ما كانو يأفكون من خلال ماكينات العدو الإعلامية الضخمة التي تبدت كقشة في مهب صورة التقطت بهاتف شخصي ففضحت ما كانوا يمكرون بكل ما لديهم من إمكانيات مادية خالية تماما من الصدق والشرف..
صورة واحدة كانت كافية لنعرف أن آلة العدوان الإعلامية الضخمة أوهى من بيت العنكبوت.
صورة واحدة أثبتت أن الحق يكفيه الصدق والتحرك المسؤول ليهزم الباطل المزود بجيش من الحسناوات كأنهن الدمى يرسلن الكذب الذي تزينه ملامحهن ولكن دون جدوى بل يتحول حسنهن إلى قبح لأنهن يشاركن في القتل المادي والمعنوي
هؤلاء القاتلات الحسناوات مدججات بالغمازات وانواع الزينة سقطن في وحل ما يقمن به في القنوات العدوة القاتلة وعلت صورة لم يكن فيها إلا الصدق على امتداد أرضية المطار الحديدي الذي تكالبت علبه الغارات والمرتزقة.
لكن المطار صار جبلا حديديا لا تهزه غارة ولا يسقطه زحف بل يسمح للشرفاء بزيارته ويقول لهم ومن خلالهم: أسكتوا أبواق الكذب والخيانة والارتزاق وتعالوا في رحابي نحاربهم بالحق الذي نحن عليه وبالصدق الذي ننطلق منه.
انقضى اليوم الثاني للعيد ولم تنقض معارك الصورة ومازال المطار صامدا لكنها الغارات التي تجاوزت الألف وثلاث مائة, غارة هيستيرية. الغارات تمنع الصورة من معاودة صدقها وظهورها.
غير ان الارض تصدق مع بنيها وتقاتل عدوهم وتعلن ان معارك الواقع ومعارك الصور كلها محسومة لصالح اليمن المنتصر بحقه وبيقينه وبمظلوميته التي تجاوزت كل مظلومية.

قد يعجبك ايضا