الحرب الإعلامية وأبواق العدوان

 

سعاد الشامي

مع أول ضربة صاروخ حطت شظاياها الرحال على السكان والمساكن ومنذ الساعة الأولى حسب التوقيت الأمريكي للقصف على اليمن اعتمدت قوى العدوان على الحرب الإعلامية بكل وسائلها المرئية والمسموعة والمقرؤة والمقروءة بشتى أساليب التفنن في إنتاج الأكاذيب وصنع الشائعات بين أوساط الناس ..
وتكمن خطورة هذه الحرب في قدرتها الخارقة على قصف النفوس وصناعة اليأس والاحباط وكسر إرادة قاصري الوعي والسذج وذوي النفسيات الضعيفة لتصل بهم إلى حالة الانهزام الداخلي والانكسار النفسي.
وغالبا ما يرفع العدوان من وتيرتها كلما زاد أحساس قيادته وأنصاره بالانهزامية والضعف والهوان في الجبهات وتوالي أخفاقه وانتكاساته وهزائمه وعجزه عن تحقيق أي تقدم وهذا مايبدو جليا في حملته المسعورة في معارك الساحل والتي يروج لها عبر مراسليه في قناة العربية والحدث وقناة سكاي نيوز والتي من خلالها يحاول أن يقنع مجتمعنا المحلي والمجتمع الدولي بأن قواته متقدمة ومنتصرة ليخفي وراء دجله وتزويره تقهقرها وانهزامها وضعفها وعدم قدرتها على منازلة أسود اليمن برغم الفارق الكبير في القدرات والإمكانيات.
الحرب الإعلامية مع أنها تنسج من خيوط الوهم والزيف لكنها فتاكة وتختلف أنواعها باختلاف أهدافها فمنها ما هي طويلة الأجل ومنها قصيرة الأجل ومنها ما هي حرب إعلامية نفسية لتحقيق أهداف عاجلة وفي الوقت الحاضر ومن أمثلة النوع الأخير ماتتبناه قوى الإجرام علينا وتستهدف فيها المواطنين القاطنين في المساحات التي تشتعل فيها المواجهات كما هو حاصل اليوم في التهويل الإعلامي الفادح في تناول أحداث الساحل الغربي بهذه الصورة الكاذبة والمفضوحة والتي الغرض منها بالدرجة الأولى إثارة الهلع والرعب بين سكان تلك المناطق ونزوح أهلها منها.
هذه الحرب أيضا لها أجندتها الخاصة وتنفذ بأسلوبين لا ثالث لهما وكل أسلوب تندرج تحته الكثير من الطرق وهاذان الأسلوبان هما أسلوب الترغيب والترغيب، ولعلنا لاحظنا كيف جير العدو موقف القنوات الإخبارية العالمية ووكالات الأخبار والصحافة العالمية لصالحه وفرض سيطرته على المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي بحظر نشر صور الجرائم في استهداف المدنيين والأطفال في محاولة عزل المجتمع اليمني ومظلوميته عن العالم بكل الوسائل المكنة وأيضا السعي إلى إيقاف قنواتنا الفضائية والتشويش عليها أو عن طريق إسقاط تردد بعض القنوات المتعاطفة معنا من الأقمار الصناعية كما فعل بالنسبة لقناة المنار حتى يتسنى له تمرير مشاريعه التضليلية دون إن يلاقي معارضة تكشف سوء وكذب ما أتى به وبهذا يستطيع خلق الحالة الانهزامية في دواخل النفوس !!
كان القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه قد حذرنا من هذه الوضعية الانهزامية في عام 2002م وكانت قضية فلسطين حينذاك مازالت حاضرة في وجدان شعوب الأمة حين قال “أننا في وضعية تحت الصفر ” مدللا ذلك إلى عدم تجرؤ أحد من الزعماء في نقد جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني التي كانت ترتكب حينها تزامنا مع عقد مؤتمر إسلامي في البحرين وعلل الشهيد القائد السبب بضعف الإيمان وركاكة الثقة بالله التي تضعف النفوس وتجعلها مؤهلة لاستقبال قذائف الحرب الإعلامية والنفسية بكل بساطة وبدون وجود أي ممانعة أو مقاومة فما بالكم اليوم وقد وصل حال العرب إلى أدنى مستوى من الذل والخنوع ؟!
المباني المدمرة قد يتم إعادة تعميرها ولكن النفوس المدمرة من الصعب إعادة تأهيلها لتؤدي دورها المتوجب في مواجهة ومصارعة قوى الباطل وهذا ما تسعى إليه تلك القوى الإجرامية بعد أن عجزت صورايخها عن تحقيق أهدافها وهنا يتوجب على الشعب اليمني أن يستشعر خطورة هذه الحرب وضرورة تحمل المسؤولية بالتصدي لها بكل ما أوتي من سلاح الوعي والبصيرة وقوة الإيمان منطلقا من عدالة قضيته ومظلومية شعبه وحقه الشرعي في الدفاع والتصدي واليقين الذي لا يخالطه شوائب الشك بوعد الله بالنصر والتمكين وعقبى الخاتمة ?

قد يعجبك ايضا