الامبريالية وطبقات الشياطين

 

عبدالله الاحمدي
الصراع الطبقي يعبر عن نفسه بأشكال متنوعة، وأعلى مراحل الصراع الطبقي هي الحروب. وكل الحروب على مدى التاريخ الإنساني هي طبقية سواء شنتها الطبقات المسيطرة، أو الطبقات المسيطر عليها والتي تريد أن تنعتق وتتحرر من ربقة الطبقات المتحكمة في مصايرها، سواء كان الاستعمار والامبريالية، أو قوى الاستبداد المحلي.
الحروب الامبريالية المدمرة التي تشنها أمريكا وحلفاؤها وأدواتها في المنطقة على البلدان العربية والإسلامية هي حروب طبقية، تريد فيها الرأسمالية المتوحشة المعولمة، نهب خيرات وثروات الشعوب، وإركاعها، واستغلال قواها العاملة، والتسيًد على شعوبها.
الحرب على اليمن لا تخرج عن هذا السياق، فهي حرب تشنها دول الاستكبار الامبريالية متحالفة مع أدواتها في المنطقة الممثلة بالرجعية السعودية ومشيخة الحمارات، وبقايا القفازات الأمريكية في المنطقة.
إنها حرب الرأسمالية ضد الطبقات الفقيرة في اليمن من فلاحين وعمال وطلبة ومثقفين ثوريين وجنود، ونساء.
ولأنها حرب طبقية فقد انضم إليها شيوخ الإقطاع، وعسكر الفيد، ولصوص المال العام والطفيليات؛ انضموا جميعا إلى صف العدوان الامبريالي الرجعي على البلاد.
ولأنها حرب طبقية فقد استهدفت المصانع والمعامل والمزارع والمدارس والمشافي وكل مقومات العمل والإنتاج في البلاد، وغايتها الاستيلاء على النفط وبقية الثروات الوطنية، واحتلال الموانئ والمطارات، والسيطرة على الجزر والمواقع الاستراتيجية، وتعطيل العمل والإنتاج، ومحاصرة وتجويع الفقراء، وخلق طبقة من أثرياء الحروب على حساب تجويع الناس وتركيع البلاد.
هناك ارتباط بين قوى الاستغلال الطبقي في المركز والأطراف، فالرأسمالي، والبرجوازي أينما كان يبحث عن الربح الجشع ولا فرق بين رأسمالي كبير في أمريكا ورأسمالي صغير في أي منطقة من العالم. الربح والجشع يجمع، ويوحد قوى الاستغلال الرأسمالية.
الامبريالية الأمريكية والرجعية السعو/ حماراتية لا يحبذون شعوب مستقلة، أو طبقات متحررة، ولذلك أزعجهم تحرر الشعب اليمني من سيطرة الإقطاع وحكم الوصاية، فقذفونا بالعدوان.
هم لا يريدوننا أن نتحرر، لاسياسيا ولا اقتصاديا من ربقة الطبقات المستغلة ( بكسر الغين ) المرتبطة بهم. يريدون الطبقات الفقيرة أن تبقى في خدمة اقتصادياتهم وتدور في فلكهم. هم لا يريدون إسلاما محمديا ثوريا، يبني دولة المستضعفين، بل يريدون إسلاما متآمركا، يقوم على الزيف والتضليل ومناصرة الظلم والاستغلال.
هناك توجه امبريالي لإبادة الكثير من الشعوب، ومنها العربية، كما فعلت بشعوب الهنود الحمر في الأمريكيتين. ففي الغزو الأمريكي للعراق في 2003 م وما بعده، وما قبله من حصار، تم إبادة أكثر من أربعة ملايين نسمة.
واليوم تتشارك أمريكا مع بني سعود وبني زائد، إبادة فقراء اليمن، وتدمير مقدرات اليمنيين، تساندهم عصابات الفساد والارتزاق من إقطاع مشيخي وكهنوت الدين ولصوص المال العام وعسكر الفيد والمغرر بهم من الفقراء، والأحزاب الرجعية في حرب الإبادة والتدمير..
الامبريالية وعملاؤها في الإقليم والداخل لا يريدون للطبقات المسحوقة والكادحة أن ترفع رأسها، يريدونها أن تبقى تحت ذل العبودية والاستغلال. يريدون البلدان الفقيرة أن تبقى سوقا لمنتجاتهم، ومصدرا للمواد الخام، والأيدي العاملة الرخيصة.
لقد جن جنونهم عندما انتفضت الطبقات الفقيرة في اليمن في ثورة جبارة، دحرت فيها رموز العمالة من الاقطاع، وكهنوت الدين، والكمبرادور الطفيلي وعكفة الشيخ والأحزاب الرجعية.
فقراء اليمن، الحفاة العراة قلبوا للعدوان ظهر الطاولة، صنعوا جحيما لكل الغزاة ومن ساندهم من المرتزقة الأنذال، صنعوا فيتنام القرن الواحد والعشرين.لقد زعزعوا عرش بني سعود، وكر الإرهاب والعمالة، وممول العدوان.
فقراء اليمن صامدون في وجه العدوان الامبريالي الرجعي، مرغوا أنوف أكثر من عشرين دولة معتدية في التراب والوحل.
أكثر من ثلاث سنوات وقوات العدوان تنزف، وفقراء اليمن صابرون، وصامدون، يشمخون برؤوسهم في السماء، والعالم يتفرج مذهولا بصمودهم.
إن الحرب الامبريالية الرجعية على البلاد دمرت المجتمع المدني، وأوقفت التطور السياسي للبلاد، وحولت البلاد إلى مجتمع عسكري، ونشرت الفوضى، وهو ما دعت إليه الامبريالية الأمريكية على لسان وزيرة خارجيتها الأسبق كوندليزا رايس بما يسمى شرق أوسط جديد، الذي يخدم الصهيونية والشركات الامبريالية، والممول من أمراء وشيوخ النفط في السعودية والخليج.
الخلاصة أن الرأسمالية المتوحشة وأعوانها هم الشيطانً والشيطان يعدكم الفقر، ويأمر بالفحشاء والمنكر والبغي، فاجتنبوهم، لعلكم ترحمون.
وما النصر إلا من عند الله وعيدكم مبارك، وكل عام وانتم بخير.

قد يعجبك ايضا