قوى العدوان تعجز في الساحل فتلجأ لتدمير مسجد وضريح الفاز بالتحيتا

¶تنديد واستنكار واسع للجريمة.. ومناشدات لوقف عبث العدوان بتراث اليمن

جحاف:
تدمير الأضرحة التاريخية جزء من الثقافة الوهابية الدخيلة على ديننا

البركاني :
نتوقع أن تكون تلك الجماعات التكفيرية قد دمرت الكثير من المواقع والمعالم على امتداد الساحل

الثورة / عبدالباسط محمد النوعة
تستمر جرائم العدوان بحق التراث اليمني وبالفعل وكما يقال إنه عدوان شامل وكامل يستهدف كل شيء يحمل قيمة لهذا الشعب فقد استهدف الإنسان أهم وأبرز قيمة يمتلكها هذا البلد واستهدف البنى التحتية والأسواق وكل شيء حتى ماضي البلد لم يسلم، فكم من مواقع ومعالم ومدن عريقة جاءت إلينا من أعماق التاريخ قصفت ودمرت بلا رحمة أو هوادة .
وما لم يدمر بفعل القصف أوكلت المهمة لأدوات العدوان في المناطق التي يتم احتلالها .
وآخر ما اقترفته القاعدة إحدى الأدوات التي تستخدمها مملكة آل سعود في كثير من الأقطار ومنها اليمن فبعد تدميرها للقباب والأضرحة التاريخية في عدن وحضرموت وتعز ها هي وقبل أن تتمكن من الأرض في الساحل الغربي وبدلا من التفرغ لمواجهة رجال الله أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين نكلوا بها وبالمرتزقة وحاصروهم ودمروا آلياتهم راحت تصب جم غضبها وتنتقم بتفجير أحد المساجد التاريخية الاعرق والأقدم في الساحل الغربي والضريح الذي يحوي واحدا من أبرز علماء القرن السابع الهجري وهو مسجد وضريح العلامة احمد الفاز في منطقة الفازة بمديرية التحيتا محافظة الحديدة حيث تركوا المعركة وذهبوا لوضع المتفجرات حول هذا المسجد التاريخي والضريح لتتعالى أصوات التفجيرات ضد هذا المعلم الضعيف ومعه صيحات التكبير وكأنهم حرروا بيت المقدس .

وقد اختلفت الروايات التاريخية في وقت بناء هذا المسجد حيث يعتقد البعض أنه رابع مسجد بني في اليمن بعد الجامع الكبير بصنعاء وجامع الجند بتعز وجامع الأشاعرة بزبيد .
أعمال تدمير ممنهجة
وقد أصدرت الجهات المعنية والمختصة في البلد البيانات التي يتم إصدارها عقب كل استهداف أو تدمير يطال المواقع والمدن التاريخية والأثرية سواء بقصف العدوان أو تدمير من أدواته على الارض ولكن دون جدوى فأعمال التدمير والقصف مستمرة على قدم وساق ودون توقف أو التفات لتلك البيانات أو الاستنكارات أو المناشدات للمنظمات الدولية لإيقاف هذا التدمير ولكن فكر مملكة داعش ومنهجها يقوم على تدمير مثل هذه المعالم الحضارية فقد دمرت منزل رسول البشرية صلوات الله عليه وعلى آله ومنازل كبار صحابته في مكة المكرمة .
فقد صدر عن وزارة الثقافة والهيئة العامة للآثار والمتاحف بالأمس بيان مشترك أكد أنه تدمير ممنهج ومقصود لطمس الهوية حيث نص البيان على الآتي : تدين وزارة الثقافة والهيئة العامة للآثار والمتاحف ما أقدم عليه العدوان و الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة ممثلة بألوية العمالقة يوم الاحد الموافق 24/6/ 2018م من استهداف لضريح ومسجد العلامة احمد الفاز الواقع في منطقة الفازة مديرية التحيتا محافظة الحديدة . والذي يعود تاريخه الى القرن السابع الهجري ؛ ويعتبر من اهم المساجد الاسلامية الاثرية السواحلية من حيث التخطيط المعماري الفريد والمصمم في بنائه لمقاومة الظروف البيئية الساحلية كما ويعد من أنماط العمارة الاسلامية اليمنية التهامية ، وقد تم تدميره تدميرا كليا بالمتفجرات ويرجع ذلك للنظرة العقائدية الضيقة من قبل تلك الجماعات باعتبارها إحدى ادوات العدوان السعودي الذي يشن حربه على اليمن ويستهدف اليمن أرضا وإنسانا ويستهدف مواقع التراث الثقافي بغية محو الهوية الوطنية لأبناء الشعب اليمني ضاربين بكل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تمنع وتُجِّرم استهداف وتدمير مواقع التراث الثقافي حال السلم والحرب . ومن هذا المنطلق تناشد وزارة الثقافة والهيئة العامة للآثار والمتاحف كافة المنظمات الدولية المعنية بحماية التراث العالمي وفي مقدمتها منظمة اليونسكو إدانة هذه الأعمال الإجرامية في حق التراث الثقافي اليمني والذي يتم استهدافه مرارا وتكرارا من قبل قوى العدوان طيلة ثلاثة اعوام مضت . كما ندعو كافة الشرائح المجتمعية ومنظمات المجتمع المدني المحلية الحكومية وغير الحكومية والشخصيات الاجتماعية والمثقفين والأدباء إلى إدانة هذا العمل الجبان في حق مواقع التراث كما نناشد الامم المتحدة إدانة هذه الأعمال والتي اضرت بالبنية الثقافية ومواقع التراث في اليمن .
صادر عن وزارة الثقافة والهيئة العامة للآثار والمتاحف .
أعمال إجرامية
وأصدرت وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي بيانا مشتركا أوضحا فيه القيمة التاريخية لهذا المسجد ، وأشارا إلى أن من قام ببنائه هو الصحابي الجليل معاذ بن جبل عند قدومه .
وجاء نص البيان كالتالي : تدين وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي تفجير مسجد وضريح العالم أحمد الفاز بمنطقة الفازة في مديرية التحيتا بالحديدة وتدميره كليا من قبل عناصر تابعة لتنظيم داعش إحدى أيادي العدوان الأمريكي السعودي تحت مسمى ألوية العمالقة ، وتستنكر الوزارة والمجلس هذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف هوية وتاريخ الشعب اليمني من خلال استهداف الأضرحة والقباب التاريخية، في مختلف المحافظات و آخرها تدمير ضريح الإمام الشاذلي في المخا بتعز ما يدل على الأعمال الإرهابية التي تستهدف معالم التراث اليمني دون وازع ديني أو أخلاقي ، كما أن المسجد يعد أحد المعالم التاريخية التي تعكس البعد التاريخي للحديدة وترجح المصادر التاريخية أن من قام بتأسيسه هو الصحابي الجليل معاذ بن جبل عند قدومه لليمن وينسب بناء جامع الفازة إلى الشيخ الفقيه أحمد الفاز في عصر الدولتين النجاحية والصليحية في القرنين الخامس والسادس الهجريين .
ونطالب المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والحقوقيين بتجريم وإيقاف الأعمال التخريبية والتي تقوم بها الجماعات المسلحة المتطرفة و تستهدف المعالم الإسلامية في اليمن .
وندعو في وزارة السياحة والمجلس المنظمات الدولية خاصة اليونسكو إلى إبداء موقف واضح حيال ما يتعرض له التراث في اليمن وإدراجه في دائرة الخطر، والعمل بمسؤولية كاملة من أجل إيقاف العبث بمقدرات اليمن الثقافية والإسلامية باعتبارها جزءاً من التراث الإنساني يتوجب على المجتمع الدولي حمايته.
مسلسل تدمير وهابي
وكانت هيئة الحفاظ على المدن التاريخية قد أصدرت بيانا تعدت فيه الإدانات والاستنكارات إلى اعتبار أن استهداف مواقع التراث اليمني من قبل العدوان يمثل حربا بشعة تستهدف الهوية والأصالة وتعبر عن حقد وكراهية من قبل هذا العدوان الغاشم لهذا الشعب الكريم والأصيل .
وتضمن البيان الأهمية التاريخية لمسجد وضريح العلامة احمد الفاز الذي استهدفه الفكر الوهابي الذي أنتج القاعدة وداعش وهذا ليس بغريب على فكر يشوه الإسلام ويقضي على منابعه وتعاليمه السمحاء .
واوضحت وكيلة الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية أمة الرزاق جحاف أن العدوان على مواقع التراث اليمني قد بدأ منذ انطلاق العدوان الغاشم حيث قالت : يعتبر تدمير جامع وضريح العالم الجليل أحمد الفاز استمرارا للمنهجية التي اتبعتها دول تحالف العدوان منذ أيام عدوانها الاولى التي استهدف فيها جامع الإمام عبد الرزاق الصنعاني بعد أيام قلائل من بدء العدوان في حمراء علب بصنعاء الذي كان شيخا للإمام الشافعي وابن حنبل ومرجعية لكل رواة الحديث وما بين تدمير ضريح الإمام الصنعاني وتدمير ضريح الشيخ أحمد الفاز دمرت الكثير من أضرحة الأولياء والصالحين إما بقصف مباشر لطائرات دول تحالف العدوان وإما بتفجير أرضي عن طريق داعش والقاعدة الذين يعتبرون الأدوات التي تعتمد عليها دول تحالف العدوان في تنفيذ أهدافها على الأرض. كما أن المتأمل في موقع ضريح العلامة أحمد الفاز على الساحل الغربي للبحر الأحمر سيجد أن تدمير الضريح ما هو إلاّ رسالة عبرت عن مدى ضعف هذا العدو وانهزامه في معركة الساحل وهو الذي كان يعتقد بغروره أنه المنتصر فيها.
وأشارت إلى أن تدمير الأضرحة يعبر عن الثقافة الوهابية التي لا تستطيع التعايش مع أي فكر أو ثقافة تختلف عنها وهو ما يريد من خلاله ال سعود تشويه الإسلام .
تدمير عشرات المراقد والأضرحة
وقال عبدالكريم البركاني مدير عام حماية المواقع الأثرية بهيئة الآثار : إن استهداف العدوان لمواقع التراث الاسلامي في اليمن يرجع الى النظرة العقائدية الضيقة لتلك الجماعات الارهابية التكفيرية ضد مساجد ومراقد الأولياء الصالحين وسبب ذلك هو تلك الفتاوى لجماعات تنظيم القاعدة والتي استهدفت الكثير من الآثار الاسلامية المتمثلة بالمراقد والمساجد والأضرحة والقباب على مستوى اليمن وفي بعض الدول الإسلامية في افغانستان وسوريا والعراق وليبيا هم لا يؤمنون بالمواثيق والمعاهدات الدولية التي تجرم تدمير مثل تلك المعالم ويعتبر ذلك ضمن أهدافهم الرئيسية في محاربة كل ما هو شرك في معتقدهم وقد سمح لهذه الجماعات اللاواعية بأن تكون جزءاً من العدوان على اليمن وإحدى اهم أدوات العدوان للتدمير الممنهج لهذا البلد واستهداف مواقع التراث الثقافي في هذا البلد العريق والأصيل بتراثه العظيم .
وأوضح البركاني أن هناك الكثير من المعالم الدينية والمعالم الإسلامية التي تم تدميرها في بعض المحافظات في حضرموت وعدن ولحج وتعز والضالع كان النصيب الأكبر في محافظة حضرموت حيث بلغ عدد تلك المعالم 27 – 28 معلما تقريبا على مستوى المحافظات ضمن معلومات وإحصائيات تعتبر أولية وقد يكون العدد أكبر بكثير .
وعن مستوى التدمير الذي لحق بهذا المسجد التاريخي أكد البركاني أن المعلومات المؤكدة من فرع الهيئة بالحديدة لم تأت بعد وأنهم يجدون صعوبة في الدخول إلى موقع المسجد كون المعارك على أشدها في تلك المنطقة .
وتوقع البركاني اعتمادا على مخاطبات مع السلطات المعنية في الساحل الغربي أن الكثير من المواقع والمعالم الأثرية التي يزخر بها هذا الساحل قد تعرضت للتدمير من قبل تلك الجماعات المنظوية تحت لواء تحالف العدوان وهي المنطقة الممتدة من موزع والوازعية والمخا مرورا بالخط الساحلي من الخوخة إلى الحديدة ؛ وبعد انتهاء الحرب هنا وانقشاع الغبار ستنكشف كل المعلومات وستشكل لجان للمسح والتقييم .

قد يعجبك ايضا