إنجلترا أمام كولومبيا لإثبات قوتها

 

ستكون مواجهة منتخبي إنجلترا وكولومبيا التي تقام عند الساعة التاسعة من مساء اليوم الثلاثاء بتوقيت صنعاء على ملعب سبارتاك بمدينة موسكو هي مسك ختام منافسات دور الـ16 لمونديال روسيا لما تحمله هذه المواجهة من أهمية للمنتخبين لحجز آخر المقاعد في ربع نهائي البطولة العالمية، وهو مقعد سيمكن صاحبه من مواصلة حلم التتويج باللقب المونديالي في نسخته الـ21.
لم يسبق لمنتخب كولومبيا أن فاز على كتيبة الأسود الثلاثة، وتعود آخر مواجهة بينهما إلى دورة فرنسا 1998 عندما فاز الإنجليز بهدفين نظيفين، وفي روسيا، انتظر منتخب المدرب خوسيه بيكرمان حتى المباراة الأخيرة في دور المجموعات، أمام السنغال ليحسم صدارة المجموعة، غير أنه لم ينجح سوى نادراً في فرض أسلوبه الهجومي الذي يتمحور حول نجميه البارزين راداميل فالكاو وجيمس رودريجيز والذي تحوم الشكوك حول مُشاركته في مباراة اليوم بعد تعرّضه للإصابة أمام السنغال.
في المقابل، قدّمت إنجلترا أداءاً مقنعاً في أول مباراتين في مرحلة المجموعات وأبانت عن فعالية تهديفية عالية، وهي تعوّل خصوصاً على المؤهلات الفردية العالية التي يتمتع بها لاعبون أمثال ديلي ألي وهاري كاين، كما أن الصدام القوي الذي جمعه بالمنتخب البلجيكي في آخر مباراة له في دور المجموعات، لا يعكس بالضرورة القوة الحقيقية للمنتخب الإنجليزي، لا سيّما أن المدرب جاريث ساوثجيت أراح خلالها بعض اللاعبين المحوريين، ولذا ستكون مواجهة كولومبيا بلا شك أول اختبار حقيقي لهذا المنتخب الشاب في البطولة.
وتأمل انجلترا في أن لا تلحق بركب منتخبات كبرى ودعت المونديال باكراً، فبعدما بدأت نهائيات النسخة الـ21 بغياب عملاقين أوروبيين هما إيطاليا وهولندا وآخر من أميركا الجنوبية هو تشيلي تحققت المفاجأة الكبرى الأولى في الدور الأول بخروج ألمانيا حاملة اللقب، وتواصل خروج الكبار في ثمن النهائي بعدما لحقت الأرجنتين والبرتغال مع نجميهما ميسي ورونالدو وإسبانيا بالألمان وانتهى مشوارها على يد فرنسا والاوروجواي وروسيا المضيفة على التوالي.
ورغم أنها تشارك بتشكيلة شابة قائدها هاري كاين (24 عاما)، تبقى إنجلترا بين المنتخبات الكبرى حتى وان فشلت في إحراز أي لقب منذ تتويجها الأول والوحيد عام 1966 على أرضها.
واستهل الإنجليز بقيادة الدولي السابق غاريث ساوثغيت النهائيات بالفوز على تونس (2-1) وبنما (6-1)، لكنهم سقطوا في الاختبار الجدي الأول أمام بلجيكا صفر-1 في مباراة خاضها المنتخبان بتشكيلتين رديفتين، ورغم الخسارة، أشادت الصحف بالمنتخب، معتبرة أن الخسارة وعدم تصدر المجموعة عبدا “للأسود الثلاثة طريقا أسهل إلى النهائي”.
وصبت مفاجأة أمس الأول على ملعب لوجنيكي في صالح الإنجليز إذ أزاحت إسبانيا عن طريقها بعد خسارتها الأخيرة أمام روسيا المضيفة بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وعلى لاعبي “الأسود الثلاثة” رد الجميل للمدرب من خلال منح بلادهم بطاقة التأهل إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2006، لكن المهمة لن تكون سهلة ضد كولومبيا التي في إمكانها إيذاء دفاع الإنجليز بوجود لاعبين مثل راداميل فالكاو وخوان كوادرادو وكارلوس باكا، بينما لم تتأكد بعد مشاركة هداف مونديال 2014 خاميس رودريغيز بعد خروجه مصابا من المباراة ضد السنغال في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول.
وستكون مباراة المنتخبين إعادة للقاء الدور الأول من مونديال 1998 (فازت إنجلترا 2-صفر)، وبدا كاين، قائد انجلترا ومتصدر ترتيب الهدافين في مونديال روسيا (5 أهداف)، واثقا من أنه سيكمل ما بدأه في المباراتين الأوليين، وتعززت حظوظ بأن يصبح ثاني إنجليزي يتوج هدافا بعد غاري لينيكير الذي سجل 6 أهداف عام 1986، مع خروج رونالدو (4 أهداف)، ليبقى البلجيكي روميلو لوكاكو (4 أيضا) الأقرب إليه أمام الفرنسي كيليان مبابي والروسي دينيس تشيريشيف والأوروجوياني ادينسون كافاني (3 لكل منهم).
وعودة للتاريخ فإن تاريخ كولومبيا يشير إلى أن آخر مباراتين لكولومبيا أمام منتخب أوروبي، في كأس العالم، انتهت بالفوز 3-صفر على بولندا، في البطولة الحالية، واليونان قبل أربع سنوات، أما تاريخ إنجلترا فيشير إلى أنها لم تفز في أي مباراة، في أدوار خروج المغلوب، في أي بطولة كبرى، منذ الفوز 1-0 على الإكوادور، جارة كولومبيا، في كأس العالم 2006.
وسبق أن التقى المنتخبان خمس مرات، حيث فازت إنجلترا في ثلاث، وتعادلا مرتين، وكانت هناك مواجهة واحدة رسمية بينهما، في كأس العالم 1998، وفازت إنجلترا 2-0، وآخر لقاء بينهما حسمته إنجلترا، بالفوز 3-2 في 2005.
ورغم كل الحديث عن تطور منتخب إنجلترا تحت قيادة المدرب جاريث ساوثجيت، فإن مننتخبه الشاب لم يختبر جديا بعد في المونديال الحالي لكن مواجهة اليوم أمام ستطرح الأسئلة المناسبة بالتأكيد، ويرجح أن تواصل إنجلترا اللعب بالنهج نفسه الذي أظهرته حتى الآن في البطولة، وبالتأكيد سيعود ساوثجيت إلى التشكيلة التي بدأ بها المباراة الأولى ضد تونس.
التشكيلتان المتوقعتان
كولومبيا/دافيد أوسبينا، سانتياجو أرياس، دافينسون سانشيز، ييري مينا، جوهان موخيكا، كارلوس سانشيز، ماتيوس أوريبي، خوان كوادرادو، خوان كينتيرو، لويس مورييل، فالكاو.
إنجلترا/جوردان بيكفورد، كايل والكر، جون ستونز، هاري ماجواير، كييران تريبيير، ديلي ألي، جوردان هندرسون، جيسي لينجارد، آشلي يونج، رحيم ستيرلينج، هاري كاين.

قد يعجبك ايضا