القوميون الجدد

 

سارة المقطري

تنادي القومية العربية منذ الأزل بأن الشعب العربي شعب واحد تجمعه اللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا وقد تجسدت هذه الفكرة بحركات سياسية مثل الناصرية والبعث والاشتراكية .
كانت هذه الأيديولوجيات هي النموذج العربي الأسمى للعديد من طبقات المجتمع خاصة المثقفين والكتاب وقادة الرأي, وكانت الشعارات التي ترفعها بين الحين والآخر الأكثر تأثيرا لدى الشعوب العربية .
وللنماذج والشخصيات التي انبثقت عن هذه التوجهات الحضور الأبرز والقبول الأكثر في المجتمعات العربية , ومنها المجتمع اليمني حيث مثلت بعض الأسماء ممن تنتمي لتلك الأيديولوجيات نموذجاً اجتماعياً وسياسياً وحملت شعبية فمن ياسين سعيد نعمان وسالم باسندوة مرورا بعبدالملك المخلافي والقائمة تطول .
ظلت تلك الأسماء لها ثقلها السياسي والاجتماعي , ولكن العدوان على اليمن نزع القناع عنها وعراها وكشف الفرق بين الأيديولوجيات والمصالح , فهاهو ياسين سعيد نعمان يقبل بحرب شعواء على بلاده ويفتح للسعودية والإمارات وغيرها من دول التحالف الباب لتدمير الثقافة والتاريخ والجغرافيا اليمنية , ليغادر ويعود من جديد إلى أحضان بريطانيا ويقبل المحتل البريطاني بعد أن كان قد ساهم في طرده من الجنوب اليمني .
وهاهو المخلافي يقدم وطنه ومحافظته تعز (تحديدا )على طبق من ذهب للغازي والمتربص والمحتل ويوافق بل ويدعو إلى تقسيم جغرافيا البلاد في مؤتمر الحوار الوطني ومن ثم يهرب من البلاد إلى عزلته في فنادق الرياض .
لكن المشكلة لا تكمن هنا في الأيديولوجيات، فالقناعات والانتماءات السياسية في أي مجتمع ظاهرة صحية , لكن أن تتحول تلك إلى فرصة للاسترزاق والارتزاق وحصرها في مصالح شخصية بعيداً عن مبادئ ذاك التوجه وأطره العقائدية فهذا يدمرها بل ويفقد المجتمع الثقة بها .
ختاما تبقى تلك القوميات والأيديولوجيات حاضرة على الرغم من اختلاف مواقف شخصياتها وهي دعوة لكل شرفائها وأنقيائها أن يعيدوها إلى مسارها الصحيح وينقحوا قوائمها من مدعي القومية .

قد يعجبك ايضا