زبيد التاريخية.. في مواجهة غارات العدوان الحاقدة

*بعد أيام قلائل من استهداف مسجد وضريح تاريخي في الفازة
*6 غارات قتلت العديد من البشر ودمرت مسجدا وكلية ومدرسة وطالت تأثيراتها المدينة القديمة

تحقيق / عبدالباسط النوعة

أيام قلائل تفصلنا عن جريمة في حق الإنسانية ارتكبها العدوان الغاشم في محافظة الحديدة تلك الجريمة هي استهداف جامع وضريح الشيخ العلامة احمد الفاز وها هو يكرر جرائمه البشعة بحق التراث اليمني بعد أيام قلائل وفي محافظة الحديدة وبشكل اشد وأكثر ضراوة وفي حق مدينة حضارية إنسانية مسجلة ضمن قائمة التراث العالمي وهي مدينة زبيد التاريخية:
أكثر من ست غارات لطيران العدوان الغاشم في حمى هذه المدينة العريقة جدا أربع منها مساء يوم الاثنين الماضي وغارتان أمس الأول واستهدفت تلك الغارات معالم ومنشآت حيوية للمدينة القديمة والطريق العام المجاور لها .
الثقافة تعتبره ممنهجا ومتعمدا
وفي الأسطر التالية سنتعرف على تأثيرات هذه الغارات ومكانها بالضبط وقبلها نستعرض بيانات التنديد والاستنكار التي صدرت عن وزارة الثقافة والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية .
حيث استنكرت وزارة الثقافة استهداف طيران العدوان السعودي الأمريكي لمدينة زبيد التاريخية بالقصف والاعتداء المباشر والمتعمد من خلال قصف معالم المدينة التاريخية المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي.
وأوضحت وزارة الثقافة في بيان لها أن العدوان يتعمد استهداف التاريخ والحضارة اليمنية من خلال قصف المواقع والمدن الأثرية والمعالم الإسلامية بالقصف المباشر أو عبر أذياله ومرتزقته في الأرض من خلال التفجير أو التدمير والتي كان آخرها بتاريخ 24 يونيو المنصرم حيث تم تدمير ضريح ومسجد الإمام العلامة أحمد الفاز في ساحل زبيد المعروف تاريخيا والذي يعود للقرن السابع الهجري.
وناشدت الوزارة كافة المنظمات الدولية المهتمة بالتراث العالمي والتاريخ وفي مقدمتها منظمة اليونسكو سرعة التدخل والضغط على دول العدوان لوقف هذه الاستهدافات والاعتداءات المستمرة التراث الثقافي في اليمن.
ولفتت وزارة الثقافة إلى أن العدوان ومنذ مارس من العام ????م قد استهدف عشرات المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية بالقصف من خلال الطائرات التي لم تتوقف وتوزعت هذه الاستهدافات ما بين المدن والقلاع والحصون والقصور والمتاحف والمواقع ؛ كما تم تفجير وتدمير 20 معلما أثريا تاريخيا إسلاميا عن طريق أدوات العدوان كتنظيم “داعش الإرهابي” الذي أوكلت إليه مهمة تفجير وتدمير المعالم الإسلامية والأثرية .
وناشدت الوزارة كل دول العالم الوقوف بحزم تجاه ما يتعرض له اليمن من عدوان ظالم لم يستهدف الإنسان والحجر فحسب بل يستهدف القيم والأخلاق والتاريخ والتراث والحضارة التي يتم استهدافها بحقد ووحشية تدل على الإفلاس الأخلاقي والحضاري لدول العدوان التي تسعى لطمس ومحو معالم التاريخ والحضارة اليمنية.
جريمة ضد الإنسانية
أما بيان الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية وهي الجهة المعنية بإدارة وحماية المدن التاريخية في اليمن فقد أوضحت في بيانها أماكن القصف وجانب من التأثيرات التي نتجت عن غارات العدوان الأخيرة .
حيث عبرت الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية باسمها وباسم فرعها في مدينة زبيد التاريخية عن إدانتهما واستنكارهما بأقسى عبارات الإدانة والتنديد والاستنكار استمرار طيران دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي في استهداف حمى مدينة زبيد التاريخية.
وأكدت الهيئة وفرعها في بيان لهما حصلنا على نسخة منه أن شظايا صورايخ الغارات الأربع التي وقعت يوم الاثنين الماضي قد وصلت إلى بوابة سهام التاريخية ونتج عنها تدمير جامع الخير وفي غارة أخرى تدمير كلية التربية التي تقع أمامه وتدمير مدرسة الفقيد الأستاذ التربوي عبد الله عطية والتي تقع شمال باب سهام التاريخي جوار مدرسة الشميري والسوق المركزي وتقع بجوارها مقبرة العالم والمؤرخ الجبرتي وكلها مبان تقع في حمى المدينة المسجلة في قائمة التراث العالمي وفقا لمخطط الحفاظ المعتمد من قبل “اليونسكو” .
وبين البيان أن المهندسين الفنيين يؤكدون أن كل غارة صاروخية تؤثر على المدينة ومبانيها الطينية التي تعود إلى أكثر من ثمانمائة عام.
وخاطب البيان المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة اليونسكو ومركز التراث العالمي بتحمل مسؤولياتها والقيام بواجبها والتدخل العاجل لإيقاف الغارات والاستهدافات الممنهجة بحق التراث اليمني والضغط على دول العدوان لتحييد المناطق والمعالم والمدن التاريخية في عموم اليمن وتجنب قصفها ؛.
وأشار البيان إلى أن استمرار قصفها بصواريخ دول تحالف العدوان لمواقع التراث الإنساني جريمة حضارية كونها تراثا إنسانيا يهم البشرية ويخص الأجيال اليمنية القادمة وهويتها الوطنية والثقافية.
اهتزازات قوية
ولإيضاح المزيد حول قصف حمى مدينة التاريخية ومدى خطورة هذه الغارات على المعالم والمنازل التاريخية العريقة والعتيقة في مدينة زبيد التاريخية التقينا رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية محمد فارس الذي أكد أن الغارات كانت كثيرة وفي زمن قياسي وبحق مدينة قديمة مبنية من مواد تاريخية ابسط الاهتزازات تؤثر عليها فما بالك باهتزازات الصواريخ الضخمة ولعل الجميع يتذكر تلك الغارات التي وقعت على جبل عطان بصنعاء ورغم بعد المسافة بين عطان وصنعاء القديمة إلا أن الأخيرة تضررت بشكل لافت نتيجة هذا الاستهداف البعيد بفعل الاهتزازات القوية التي ولدتها الغارات والغارات الست الأخيرة على حمى مدينة زبيد اقرب بكثير فكيف ستكون تأثيرات هذه الغارات .
وأكد فارس أن المعلومات الأولية تشير إلى حدوث أضرار عبارة عن تشققات وتهشم في النوافذ والأبواب وهذا ما يظهر الآن أن التأثيرات طفيفة ولكن بعد فترة من الزمن ستظهر التأثيرات بشكل أكبر .
وكشف فارس عن مخاطبات تم إرسالها لعدد من المؤسسات والمنظمات الدولية وفي مقدمتها اليونسكو لحثهم جميعا على التدخل وان يكون لهم موقف فيما يحدث من استهداف لمواقع التراث اليمني .
وانتقد فارس التقاعس الواضح والموقف السلبي من قبل منظمة اليونسكو حتى على مستوى بيانات التنديد التي إن ظهرت فتظهر خجولة وضعيفة لا ترتقي أبدا لفداحة الإجرام الذي يقترفه العدوان بحق تراث اليمن الحضاري فبعض المعالم والمواقع المسجلة لدى اليونسكو مثل سقطرى التي تتعرض للتدمير الممنهج والصارخ والواضح والصريح ولكن اليونسكو وبرغم مخاطبتها لم يكن لها موقف مما يحدث لسقطرى .
تخلخل الأساسات
وبدوره أوضح المهندس مختار عبدالصمد أن الشظايا التي نتجت عن الاستهدافات القوية التي وقعت في حمى المدينة التاريخية قد وصلت إلى بوابة سهام التاريخية وسقط ضحايا ثلاثة شهداء من المواطنين وغارة على مسجد الخير أمام كلية التربية في زبيد وغارة على مبنى كلية التربية نفسه، أما غارات الثلاثاء فقد وقعت على بعد ما يقارب الكيلومتر الواحد من المدينة .
وأشار المهندس مختار إلى أن الشظايا لم تكن وحدها المؤثرة على معالم ومنازل المدينة التاريخية بل أيضا الاهتزازات القوية والتي تؤدي إلى خلخلة البناء وظهور تشققات في المعالم بعضها يظهر بشكل سريع والبعض الآخر يظهر بعد أسبوعين أو ثلاثة ؛ لافتا إلى أن نوافذ وأبواب باب سهام الذي يحتوي على أحد المكاتب الحكومية قد تدمرت بالكامل وظهرت تشققات في ذلك المبنى وهذه الأضرار بحاجة إلى تدخل سريع في الصيانة والترميم قبل أن تتفاقم الأضرار .
وناشد مدير فرع الهيئة بزبيد منظمة اليونسكو بالخروج من حالة الضعف والانحياز لدول العدوان الغاشم والتحرك الفاعل للقيام بدورها وفق لائحة مهامها والعمل على إيقاف تدمير مدينة زبيد الذي يبدو من الغارات الكثيرة والمستمرة أنه ممنهج ومقصود ..

قد يعجبك ايضا