قتل والدته لإرضاء زوجته ..!

 

عادل بشر

كانت الأم تعيش مع زوجها وأبنائها في سعادة وهناء ورغم أن الأب كان يعتمد على كسب عيشه وتأمين متطلبات أسرته الصغيرة من زراعة الخضروات إلا انه كان يضطر كثيرا للعمل لدى الآخرين لتوفير لقمة العيش لأسرته.
مع الأيام أصيب الأب بمرض عضال اشتد عليه حتى اغتاله في الفراش أمام زوجته وأبنائه ، بعد وفاة الأب تحمل الابن مسؤولية حماية الأسرة ورعايتها خصوصا وأنه الرجل الوحيد بين جميع الأبناء.
نظرا لثقل الحمل على كاهله اضطر الشاب للسفر إلى المدينة وهناك اشترى سيارة تاكسي وعمل عليها واستطاع أن يحافظ على أمه وأخواته البنات مستورات دون أن يلجأن لأحد، وبعد فترة من الزمن حصلت شقيقته الكبرى على نصيبها في الزواج وتزوجت بمن أراد القدر أن يكون شريكها فيما تبقى من حياتها لتلحقها بعد فترة وجيزة شقيقتها الثانية وبذلك اطمأنت الأم على ابنتيها لدى زوجيهما ولم يتبق سوى ابنها الوحيد خالد، الذي استمر في عمله على سيارته التاكسي بالمدينة وتعرف على شابة تعمل طبيبة في أحد المستشفيات كان يقوم بإيصالها إلى العمل وإعادتها منه يوميا حتى أعجب بها وتزوجها دون ان يكلف نفسه عناء السؤال عن أخلاقها وأخلاق أسرتها .
استأجر خالد منزلا في المدينة وسكن فيه مع زوجته الطبيبة وبعد عام من الزواج رزق بطفلته الأولى ولم تمض سوى بضعة أشهر على قدوم الطفلة حتى شعرت الزوجة بشيء يتحرك في بطنها معلنة قدوم مولود آخر.
كانت الأوضاع المادية قد ساءت كثيرا لدى خالد ففضل المغادرة الى السعودية للعمل هناك وتأمين مستقبل أبنائه وفعلا استطاع الحصول على فرصة عمل في تلك الدولة خلال وقت وجيز وبمساعدة أحد اصدقائه.
غادر خالد تاركا زوجته الحامل وطفله في المدينة وأمه في القرية لدى احدى بناتها التي تزوجت بابن خالتها اخت والدتها .
مضت الأيام وجاء مولوده الجديد وكان ذكراً فسعد الأب كثيرا وزاد ذلك من نشاطه في العمل ولكن غربته طالت كثيراً ولم يحظ بعيش طفولة ابنه حتى بلوغه أكثر من عامين دون حتى أن يرى وجه ابيه.
شاءت الأقدار أن يعود خالد من الغربة رُغماً عنه بعد ان أُتهم في قضية نصب واحتيال وكان ان تم سجنه لأكثر من عام ثم ترحيله دون أي مبلغ مالي في جيبه.
عاد مُفلساً كما رحل وكان أن اعتمد في الحياة على معاش زوجته وزادت الأعباء عليه بانتقال والدته للعيش معه ومرضها المستمر والذي كلفه الكثير.
أمام كل ذلك وجد خالد نفسه مرهوناً لزوجته التي استغلت وضعه المادي المنهار وحالة الضُعف التي بلغها وحاجته الماسة لراتبها الشهري لتسيير أمور العائلة قدر المستطاع، فكان مضطراً أن يغض الطرف عن تصرفات الزوجة اللااخلاقية وسيرتها التي أصبحت على كل لسان، وفي نفس الوقت تحول الزوج أيضا إلى أضحوكة أمام الجيران والأصدقاء والمعاريف، فكانت حياته أشبه بجليسة الأطفال لاغير، كون والدتهم مشغولة طوال النهار خارج المنزل وأحيانا تواصل الليل بالنهار بحجة ان لديها مناوبة ليلية في المستشفى الذي تعمل فيه .
من جهة أخرى أمضت أم خالد في منزل ابنها بالمدينة نحو عام كامل غير أنها خلال الفترة الأخيرة استاءت من كثرة غياب زوجته عن المنزل لأوقات طويل وخصوصا وقت المساء لدرجة أثارت لدى الأم الشكوك حول سلوك كنتها وصمت ابنها على ذلك فاكتفت بداية الأمر بتهديده بأنها ستترك المنزل وتعود الى القرية في حال استمر الوضع على ما هو عليه .
خشيت زوجة الابن ان تنفذ حماتها ذلك التهديد وتعود الى القرية وتتورط هي بتربية طفليها الأمر الذي سيعيقها عن المضي في طريق الحرام الذي سقطت فيه منذ مدة فقامت بتحريض زوجها ضد والدته وفي نفس الوقت تحدثت معه بكل صراحة أنها تستغل جسدها لكسب المال الذي يتم إنفاقه على الأسرة بأكملها وأولهم هو شخصياً ووالدته وفي حال انقطعت عن هذا العمل سينقطع ذلك المال مباشرة.
حاول الابن إقناع والدته بالبقاء في المنزل مؤكداً لها بان عمل زوجته يتطلب منها تمضية أكثر الأوقات خارج المنزل، غير أن الأم رفضت كل المبررات التي ساقها ابنها وأكدت له ان هناك الكثير ممن يعملون في نفس المجال الذي تعمل فيه زوجته إلا أنهم لا يتركون أسرهم بهذا الشكل وعاتبته على تساهله مع تصرفات زوجته ملمحة بعبارات أوصلت لابنها فيها انها تفهم كلما يحدث.
كانت زوجة الابن حاضرة تلميحات حماتها فثارت من الغضب وصرخت في وجهها ووجه ابنها “الزوج” وخيرتهما بين العيش معها بطريقتها هي أو الرحيل وتركها تعيش حياتها بالشكل الذي تريد وطلبت من زوجها أن يطلقها إذا لم تعجبه طريقة عيشها ويدفع كل الأموال التي أنفقتها عليه وعلى المنزل خلال الفترة السابقة.
لم تستحمل الأم طريقة حديث زوجة ابنها ووقاحتها فحاولت مد يدها عليها ولكن الفتاة منعتها واعتدت عليها بالضرب وساعدها في ذلك زوجها الذي تولى عملية كتم نفس والدته حتى الموت وبعد ذلك وضعها في حقيبة سفر وانطلق بها على متن سيارة زوجته الى مكان خارج المدينة ثم أخرجها من الحقيبة وألقى بجثتها هناك وبعد ذلك ذهب للإبلاغ لدى الشرطة عن اختفاء والدته في ظروف غامضة.
لم يمض سوى يومين حتى وجدت الشرطة جثة الام المجني عليها وكانت اثار الخدوش والخنق ظاهرة على الجثة بشكل واضح ليتم التحقيق مع الابن وزوجته وحتى الجيران والمعاريف وشاءت الأقدار ان تختلف بعض أقوال الابن عن أقوال زوجته في حادثة اختفاء الأم من المنزل مما جعلهما مثار شكوك المحققين الذين كثفوا من استجواب كل منهما على انفراد وفي أوقات متفرقة لينهار الابن معترفاً بالجريمة كاملة قائلا بانه قتل والدته خشية الفضيحة.

قد يعجبك ايضا