الغش في الامتحانات .. حيل مبتكرة ورقابة حاضرة !!

 

*تحد سنوي يزداد صعوبة :
*مختصون: الغش يتطور إذا لقي البيئة الأسرية والمجتمعية والتربوية المواتية

الثورة/ وائل الشيباني

التحدي نفسه بتكرر كل عام بين المراقب داخل قاعات الامتحان والطلبة الذين يحترفون الغش, فقد بات الكثير منهم يعصرون أدمغتهم ليس لاستذكار الدروس واستيعابها بل لابتكار طرق جديدة للغش لا يعرفها المراقبون داخل قاعة الامتحان لتستمر المطاردة بين الطلاب والمعلمين داخل لجان الاختبار وبالرغم من وجود عقوبات صارمة لمن يقوم بمثل هذه الممارسات إلا أنها لم تحد من استمرارها وتزايدها في كل فترة .. طرق الغش التي يبتكرها بعض الطلبة وآثار هذه السلوكيات من الناحية التعليمية والنفسية نتعرف اليها سويا فيما يلي:

اساليب عدة مبتكرة في معظمها , بعضها قد يخطر على بال المراقبين ويشكون في من يمارسها , والبعض الآخر لا تخطر على بال أحد لحداثتها واستعانتها بتقنيات حديثة كما هو الحال مع حيلة الطالب سعيد.
قلم ليزر
“سعيد “طالب في المرحلة الثانوية بإحدى المدارس الأهلية, يحدثنا عن طريقة مبتكرة في الغش ويقول : تمكنت من شراء قلم فيه ليزر أثناء سفري لتونس ومن خلال هذا القلم أقوم بكتابة ملخص للمادة بخط صغير على ورقة بيضاء من الورق المقوى ومن ثم أقوم بإدخال هذه الورقة البيضاء الخالية إلى قاعة الامتحان بحجة إسناد الورقة التي قد تتعرض للتمزق بسبب الحالة السيئة للماسات في المدرسة أو بحجة وضوح الخط، بعدها أقوم بتسليط الضوء (الليزر) الموجود على الورقة لتظهر بعد الكتابة بوضوح وأقوم بنقل ما أريد دون أن أتلفت إلى أي اتجاه ودون أن يشك المراقب في ذلك “.. ويردف:” هذه طريقتي السرية التي لم أخبر أحداً عنها”.
غش استباقي
طرق وأساليب الغش في الامتحانات النهائية كثيرة.. تبين لنا ذلك من خلال الطرق التي حدثنا عنها اليوسفي طالب في الصف الثاني ثانوي علمي بإحدى المدارس الحكومية في مديرية الوحدة.
اليوسفي ذكر بعض أساليب الغش، قائلاً: بعد الامتحان الأول ومعرفة مكان جلوسي واللجنة التي سأختبر فيها أذهب وقت العصر إلى المدرسة وأدخل إلى قاعة الامتحان بعد أن أتفق مع حارس المدرسة وأكتب كل ما أحتاجه فوق الماسة بقلم رصاص وعلى الجدار الذي أمامي لأعود في اليوم الذي يليه لأمسح ما كتبته وأكرر نفس العملية حتى نهاية الامتحانات”!!.
أما رؤى- طالبة ثانوية علمي- فهي خبيرة في استخدام التكنولوجيا الحديثة والاستفادة منها كما حدثتنا. إذ تصور الأسئلة باستخدام الهاتف المحمول وترسلها عبر تطبيق “الواتس آب” لتعود إليها محلولة فتقوم بعدها بإرسال الحل إلى زميلاتها داخل القاعة عبر البلوتوث!!.
وتردف”طبعا نقوم بإلصاق الهاتف المحمول بعد أن نقوم بإطفائه في أسفل الماسة لامتحان اليوم الثاني”.
الغش بالإشارات
المعلم وليد الخاوي يرى أن” لغة الإشارات هي الوسيلة الأذكى التي يستخدمها الطالب في الغش”.
ويقول: الطلاب يقومون بإرسال الحلول من واحد إلى آخر عبر الإشارات، فبعد أن يؤشر الطالب لزميله بأصابع يده عن الفقرة التي يريدها يرد عليه الطالب بإشارة علامة صح أما إذا مسك القلم بيده الشمال فالإجابة ستكون خطأ”..
ويضيف الخاوي: هذا في حالة الأسئلة التي تحتوي على أسئلة صح أو خطأ وكذلك الاختيارات، فإمساك الطالب القلم باليمنى يعني الاختيار الأول وباليسرى الاختيار الثاني وعند وضع القلم على الماسة فالاختيار سيكون الثالث أما في حالة عض القلم فإن الاختيار يكون الرابع وهكذا يستمر الطلاب في ابتكار طرق جديدة كل عام وما أن نكتشفها حتى تظهر أخرى جديدة”.
بيئة التنشئة
يرى علماء النفس التربوي أن “ظاهرة الغش سلوك ينمو لدى الفرد من خلال عوامل التنشئة الأسرية والاجتماعية” ويذهبون إلى أن “سلوك الغش غالباً ما يتطور من خلال بيئة تربوية واجتماعية توفر المناخ المناسب لذلك”.
ولهذا كان لسلوك الغش بنظر أخصائيين اجتماعيين ونفسانيين “خطر ليس على الفرد الغشاش فقط بل على أفراد المجتمع أيضا وتزداد مشكلة الغش وخطورتها عندما تمس الشريحة المتعلمة أو المثقفة في المجتمع كتلاميذ وطلبة المدارس أو الجامعات والذين يفترض أن تكون وسائل التربية والتعليم قد هذبت سلوكهم وصقلت أفكارهم سعياً وراء تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية التي يسعى المجتمع إلى تحقيقها”.
تحريم وتجريم
“الغش في الامتحانات خلق ذميم ومحرم”.. هكذا بدأ الداعية وإمام مسجد التوحيد إبراهيم المخلافي حديثه معنا، وأضاف: الغش والخديعة خلقان مذمومان لا يتصف بهما الشخص الذي يخاف ربه وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال “من غشنا فليس منا” وهذا يعم كل غش في أي شيء كان.
ومما يزيد قبح سلوك الغش بحسب المخلافي هو “أن الغش أو الغشاش يحمل صفة المنافقين الذين قال الله تعالى عنهم “يخادعون الله والذين آمنوا وما يخادعون إلا أنفسهم وما يشعرون” وبهذا يتبين للجميع أن الغش في الامتحانات سلوك ذميم ومحرم سواء كانت المادة التي يختبر فيها دنيوية أو دينية لعموم الأحاديث والأدلة المتقدمة بخصوص هذا الشيء”.
وأكثر من هذا بنظر المخلافي في أن “هذه السلوكيات خيانة لعموم الأمة وليس للنفس فقط” حسبما قال.. وختم حديثه بالقول: “الغش في الامتحانات محرم ويتنافى مع تعاليم ديننا الإسلامي”..

قد يعجبك ايضا