الحالمة وفصائل العمالة والارتزاق

 

عبدالفتاح علي البنوس

تعز الحالمة ، عاصمة اليمن الثقافية ، ومدينة العلم والعلماء ، أراد لها قطيع العملاء والمرتزقة أن تتحول إلى ساحة للصراع والاقتتال خدمة لقوى العدوان والتي دفعت بالمرتزق الفار حمود المخلافي والمرتزق العميل صادق سرحان لإشعال فتيل الفتنة وإذكاء الصراع فيها وتدمير كل مقدراتها ومنشآتها الحيوية وآثارها التاريخية والمنازل والممتلكات العامة والخاصة ، ومع مرور السنوات فر المخلافي بما جمع من أموال قاصدا تركيا التي وصلها مستثمرا ليدشن سلسلة مشاريعه الإستثمارية بفتح مطعم للمأكولات اليمنية والغربية تاركا تعز وأهلها يغرقون في مستنقع الصراع والاقتتال ويدفعون ثمن ارتهانهم للعدوان ورفعهم شعار شكرا سلمان ، لتتضح الحقائق الجلية حول الأهداف الحقيقية لقوى العدوان من وراء إشعال الحرب في تعز وفتح العديد من الجبهات.
ففي الوقت الذي كنا نسمع المبررات من قبل قوى العدوان بشأن إشعال جبهة تعز بأنه من أجل محاربة أنصار الله وإخراجهم من تعز ، رغم أن أنصار الله كانوا قد قبلوا بالحل التوافقي الذي طرح من قبل السلطة المحلية بتعز لاحتواء التصعيد ومنع اتساع دائرة المواجهات بعد أن أشعلتها مليشيات الإخوان ، ومع ذلك ومع مرور الأيام اتضحت الرؤية وظهر للجميع بأن تعز وقعت ضحية صراع النفوذ السعودي الإماراتي ، حيث تحول الصراع مع الجيش واللجان الشعبية إلى صراع داخلي بين مرتزقة العدوان من السلفيين الموالين للإمارات والإصلاحيين الموالين للسعودية ، وما من يوم يمر إلا ونسمع عن اشتباكات ومواجهات مسلحة بين فصائل العملاء المرتزقة يذهب ضحيتها العديد من المواطنين الأبرياء الذين يسقطون نتيجة حالة الفوضى والانفلات الأمني التي تطغى على المناطق والأحياء الواقعة تحت سيطرة هذه الفصائل العميلة الموالية للعدوان ، حيث تحولت تلكم المناطق إلى ساحة للاغتيالات وتصفية الحسابات على مرأى ومسمع قوى العدوان التي تتلذذ بوصول المشهد في تعز إلى هذه الحالة المؤلمة والمحزنة ، قبل يومين قتل مرتزق من قبل مسلحين مجهولين وسط مدينة تعز وأكدت مصادر أمنية وإعلامية عن اغتيال أحد المرتزقة الذي يتبع ما يسمى بالجيش الوطني” من قبل ملثمين مجهولين يستقلون دراجة نارية في شارع جمال وسط المدينة ، وتتبادل هذه الفصائل الاتهامات فيما بينها حول الوقوف خلف الاغتيالات وتتفاقم الأوضاع لتصل إلى وقوع مواجهات مسلحة وتبادل الاعتقالات بين جماعة أبو العباس السلفية ومليشيات الإصلاح دون أن نسمع أي انتقادات أو أصوات تتعالى للتنديد بهذا الوضع المزري والمطالبة بتصفية الحسابات وصراعات النفوذ بعيدا عن الأحياء السكنية والمناطق الحيوية المأهولة بالسكان .
بالمختصر المفيد، هناك قوى محلية موالية للعدوان وأطراف خارجية من مصلحتها ما يحصل في تعز اليوم ، وتسعى جاهدة لأن تستمر حالة الفوضى والانفلات الأمني ، وتعمل على تغذية الصراع ، بهدف تدمير ما تبقى من ممتلكات عامة وخاصة وتحويلها إلى بؤرة للدعشنة والإرهاب والإجرام الذي تسعى لتصديره من تعز إلى مختلف محافظات الجمهورية لتعم الفوضى البلاد ، ليتسنى للسعودية والإمارات تحقيق أهدافهم وتنفيذ أجندة ومخططات أسيادهم ، وهنا يأتي الدور على عقلاء وحكماء وأحرار وشرفاء تعز للوقوف ضد هذا المخطط القذر ،وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مقدرات ما تزال قائمة ، فهذه المليشيات الإجرامية غير مكترثة بالخراب والدمار والضحايا الذين يسقطون جراء صراعاتهم القذرة ، ولا بد أن يتحركوا ويفضحوا مخططات الأعداء ، ويقفوا إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبية في دحر هذه العناصر وتطبيع الأوضاع في الحالمة لتعود الحياة فيها إلى طبيعتها ، لتفادي الانزلاق نحو طريق اللا عودة والتي ستكون فاتورتها باهظة جدا وسيدفع أبناء تعز ثمنها غاليا جدا.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا