تربويون: تجاوزنا الكثير من القصور والأخطاء التي حدثت في الأعوام السابقة

> في استطلاع لـ”الثورة” حول سير امتحانات الشهادة العامة والأساسية

> طلاب: أسئلة الرياضيات للثانوية كانت صعبة ونأمل مراعاة الظروف التي نمر بها

الثورة / أسماء البزاز

بالرغم من فشل كل محاولات العدوان لثني أبنائنا عن مواصلة مشوارهم العلمي جسدت المرحلة الأولى من العملية الامتحانية لطلبة الشهادة العامة والأساسية لهذا العام نجاحات مبهرة وتم تفادي الكثير من أخطاء الأعوام السابقة .
استعدادات تجابه التحديات وتوفير مناخ ملائم للعملية الامتحانية ومراعاة أوضاع النازحين باعتبار ذلك ضرورة ملحة.

للعام الرابع من مسيرة الصمود والثبات يخوض طلبة الشهادة العامة والأساسية الامتحانات بكل عزيمة وإصرار على المضي نحو المستقبل رغم كل محاولات العدوان البائسة واليائسة لثنيهم عن مواصلة مشوارهم التعليمي ، بعد أن تعرضت دور التعليم للقصف والاستهداف المباشر وراح العديد من زملائهم ضحايا بلا ذنب ، سوى أنهم من أبناء هذا الوطن المعطاء ، لمسنا ووجدنا هذا العام الهمة الفولاذية حاضرة وبقوة لدى طلاب اليمن لمواصلة مشوارهم التعليمي رغم كل تلك التحديات وظهر ذلك جليا في تهيئة واضحة لخوضهم الامتحانات النهائية للشهادة العامة والأساسية.
وفي مستهل جولتنا الاستطلاعية التقينا بعدد من الطلبة لمعرفة رأيهم وانطباعاتهم حول المرحلة الأولى من الامتحانات النهائية , فكانت البداية مع الطالبة ندى حيدر القديمي -ثانوية عامة -مدرسة شهداء الجوية حيث تقول: لقد أقبلت علينا الامتحانات ونحن ولله الحمد على أتم استعداداتنا وتأهبنا لخوضها ، فقد كانت إجازة شهر رمضان وعيد الفطر المبارك بالنسبة لنا محطة للاستذكار والمراجعة والمتابعة، ولهذا فنحن كنا مستعدات لها من جميع الجوانب هذا عوضا عن توفير الجو الهادئ من قبل الأسرة الكريمة واللجنة الامتحانية في مركزنا الامتحاني وتوفير كل ما يلزم من اجل تحقيق علامات متميزة ومعدل يتوج ويكلل سنواتنا العلمية بنجاح وتفوق.
وقالت: لا توجد قوة في الأرض ممكن أن تعيقنا أو تخيفنا من إكمال تعليمنا ، ونحمد الله انه ومع استهداف المدارس والمنشآت التعليمية منذ أكثر من ثلاث سنوات إلا انه لم يتغيب طالب من أداء الامتحانات إلا من لديهم أعذار خاصة.
الفيزياء والرياضيات
أم الطالبة آمال ـ ثانوية عامة القسم العلمي، أعدت جدولا زمنيا لابنتها لمراجعة المواد الدراسية ليخفف من كثافة المواد – على حد قولها – شاكية من عدم كفاءة المدرسين في الشرح وإعطاء المعلومة مما يؤثر على تحصيل أبنائنا، وشكت أم آمال من سلوك بعض المدرسين والمراقبين داخل لجان الامتحانات من إزعاج وصراخ وإثارة الخوف والقلق لأبسط الأمور الأمر الذي يثير الاضطراب داخل قاعة الاختبار ويشتت أفكار الطلاب في قاعة الامتحان، وهذا ما نرجو التنبه له هذه المرحلة وتجنبه.
ومضت أم آمال بالقول: بالنسبة لنا لم نقصر مع أبنائنا رغم صعوبة الأوضاع ، فعملنا جهدنا وما بوسعنا أملاً في تجاوزهم هذه المرحلة الصعبة وتفوقهم بمعدل متميز يمكنهم من دخول كليات علمية تخدم سوق العمل .
وقالت : الحمدلله عدت المرحلة الأولى من الامتحانات ولا شكوى لابنتي سوى من مادتي الفيزياء والرياضيات هي وزميلاتها.
ويتفق معها الطالب محمد الذيفي من مدرسة الكبسي قائلاً أن مادتي الفيزياء والرياضيات وخصوصاً التفاضل والتكامل كانت أسئلتهما صعبة ومعقدة جدا ولا تراعي الفروق الفردية للطلبة.. داعيا وزارة التربية والتعليم أن تراعي ذلك عند التصحيح نظرا لعدة اعتبارات وصعوبات يمر بها الطلبة.
مشاغل منزلية
ومن مدرسة الوحدة تفيدنا التربوية بشرى السعيدي: ينبغي أن تكون الأسرة والمركز الامتحاني والوزارة عونا لأبنائنا الطلاب لتجاوز هذه المرحلة الهامة من تقييم المستوى التعليمي بتوفير الجو المناسب لخوض الاختبارات لا سدها في وجوههم بإثارة المشاكل العائلية والشجار أو الزوبعة والغش والتجمهر أمام اللجان الامتحانية من دون مسببات أو لأعذار واهية.
تداعيات
ولا يختلف الواقع كثيراً عما يعانيه الطالبان النازحان محمد العشي وعلي العادلي -ثانوية عامة واللذان أجبرتهما الظروف الاقتصادية على العمل لتوفير احتياجات أسرتيهما المعيشية ، لكونهما نازحين من محافظتي تعز وحجة وغيرهم من محافظة الحديدة إلى العاصمة صنعاء، نزوحا من القصف المكثف هناك وبحثا عن ملاذ آمن، حيث أوضحا انه نتيجة للظروف المادية الصعبة صار التعليم بالنسبة لهما “تحصيل حاصل” ورغم ذلك فإنهما يخصصان وقتاً في الليل للمراجعة والمذاكرة، متفائلين بنجاحهما وتفوقهما، معتبرين الامتحانات ناجحة بنسبة تسعين بالمئة ماعدا مادة الرياضيات التي شكوا من صعوبة أسئلتها وكثافتها.
مرحلة السباق
من جانبها أوضحت التربوية اماني الحيدري – وكيلة مدرسة السعيدة أن المدرسة بذلت جهوداً مكثفة لتهيئة الأجواء الامتحانية ولخوض الامتحانات النهائية، وذلك لأهمية هذه المرحلة من حياتهم العلمية ، ورغم الظروف والتحديات الآن أن الإرادة والتصميم لدى أبنائنا الطلاب على تكليل نهاية عامهم الدراسي بالتفوق والنجاح كان هو السباق في مرحلة الاستعداد، وقد اطلعت على استعدادات أولياء الأمور لتهيئة الأجواء المناسبة لأبنائهم الطلاب لخوض الامتحانات النهائية بنجاح ،للوقوف بجانب أبنائنا الطلبة للوصول لأعلى الدرجات والمستويات والأهم منه أن يخرج جيل قد أثمر وترسخت فيه الوطنية وتفانياً في خدمة بلده مهتما بالعلم وإكمال سنين التعليم رغم مختلف الظروف والتحديات التي يمر بها الوطن ككل جراء هذا العدوان الغاشم ، إلا أن ثقتنا بالله ثم بالإرادة والعزيمة أصررنا على مواصلة التعليم الذي فيه مستقبل أجيالنا ولهذا نحن على استعداد كامل للامتحانات بتفاؤل كبير بتحقيق درجات نجاح متقدمة سواء من ناحية التحضير أو الإشراف والمراقبة وتهيئة الأجواء الملائمة لهم.
التأهيل
مدربة الدعم النفسي والتربوي فايزة الحمزي تحدثت عن أهمية الدعم النفسي والتأهيل النفسي للطلبة لإكمال الامتحانات بالنجاح خاصة إثر هذه الأوضاع الأمنية المضطربة التي خلقها العدوان بل انه جعل من دور التعليم هدفا لغاراته.
وأضافت الحمزي: فالدعم له أهمية كبيرة جدا لإحداث تغيير إيجابي لنفسيات الطلاب والطالبات وتعزيز الثقة في أنفسهم وتقبل الدروس والنصائح من قبل المعلم للطالب واحتوائهم وترك آثار إيجابية ويجعلهم مؤهلين لتجاوز هذه العملية الامتحانية بسهولة ونجاح ويسر بالإضافة إلى الاهتمام والعناية بصحتهم ، وتأثير ذلك على تحصيلهم العلمي ، ولهذا نصيحتي للطلاب والطالبات مراعاة تناول وجبة الإفطار يوميا لتمدهم بالطاقة التي تمكنهم من استيعاب الأسئلة بشكل جيد، بالإضافة إلى الاهتمام بتناول المأكولات والفواكه المغذية والغنية بالفيتامينات مثل البرتقال والموالح التي تعتبر غذاء صحياً ومفيداً للغاية والاهتمام بممارسة التمارين الرياضية اليومية التي تحسن من أداء الجسد وتحرق السعرات الحرارية وتجدد نشاطهم للفهم والاستيعاب والحرص على التهوية الجيدة للمنزل والغرف يومياً وعدم إغلاق جميع النوافذ حتى يتجدد الهواء في الغرف وكثرة شرب السوائل والاهتمام بالنظافة الشخصية والهدوء وتجنب القلق أو الاضطراب .
تنظيم وتنسيق
مدير مدرسة عمر بن العاص ناجي المدري أوضح أن أغلب المدارس عملت مراجعة للفصل الدراسي الأول والثاني لطلابهم، وقال: نحن في مدرسة عمرو بن العاص أقمنا ورشة عمل حول كيفية التفوق والنجاح في ظل الظروف الصعبة وكان تفاعل الطلاب متميزاً للغاية وقد استمرت الورشة يومين وفيها تعلم الطلاب كيفية الإجابة النموذجية على أسئلة الامتحان مع مراعاة العامل النفسي للنازحين.

قد يعجبك ايضا