الوعي اليمني ومواجهة آلة النفاق العالمي

 

نوال أحمد

معركة اليمنيين هي معركة وعي أمام هذه الحرب الأمريكية السعودية الإماراتية الظالمة ،
التي تحالف كل شذاذ الآفاق من كل العالم على بلادنا وشعبنا العزيز المؤمن الصابر..
اليوم ونحن أمام هذا العدوان الغاشم ، وهذه الهجمة الأمريكية الصهيونية الشرسة ، التي تسعى إلى طمس الثقافة العربية والإسلامية الأصيلة ، والتي تستهدف كل الشعوب العربية بلا استثناء ، والتي تهدف إلى غسل العقول المسلمة ، وتحويلها إلى عقول معبأة بالفكر الوهابي البغيض ، ليتحول الشخص بها إلى شخص مفرغ من كل القيم والمبادئ والأخلاق ، ليسهل على العدو الانقضاض والسيطرة عليه وجعله عبدا مأمورا ، وأداة طيعة تحت أمر أمريكا وإسرائيل.
العدو الأمريكي والإسرائيلي ، ما يريدونه هو الهيمنة والسيطرة على مقدرات الأمة ، وسلبها حريتها وكرامتها ، يسارعان وبكل طاقاتهما ، ومن خلال عملائهما وأوليائهما من الأعراب في النظامين السعودي والإماراتي الخادمين الكبيرين لأمريكا وإسرائيل في المنطقة العربية والإسلامية ..
الذين بدورهم يدجنون الأمة وكل أعمالهم في المنطقة هي لصالح الأمريكي والإسرائيلي، لشرعنة ووجوب الولاء والطاعة للأمريكي والإسرائيلي ..
اليوم وبعد هزيمة قوى العدوان عسكريا وسياسيا ، نراها اليوم تصعد من عدوانيتها بالحرب الفكرية والثقافية ، باستخدام الأبواق المضللة ، سواء في الجانب الإعلامي، أو بتلك الأفواه الشيطانية ، لعلماء الشرك والضلال ، أو بالأقلام المأجورة بالمال الحرام.
هناك هجمة شرسة وكبيرة جدا ، تقوم بها قوى الكفر والطاغوت ، للقوى الإستكبارية في جميع أرجاء المعمورة ، والتي تريد بها ومن خلالها ، تلميع الوجه الخبيث للصهيونية ، تسعى دائما إلى أن تجعل جميع المسلمين في قبضتها ، ليطبعوا مع العدو الصهيوني اليهودي ، كما قرن الشيطان المتمثل بالنظام السعودي ، الذي باع قضية المسلمين ، وتحالف مع بني صهيون ضد العرب والمسلمين وبشكل علني وفاضح ومكشوف أمام شعوب المنطقة بأسرها والشعوب العربية الصامتة والمتخاذلة أمام قضاياها الكبرى ومن أهمها القضية الفلسطينية.
النظام السعودي بقيادة بن سلمان ، يسعى مع العدو الصهيوني إلى جر المنطقة الى الكثير من الصراعات ، والنزاعات ومركز في عدوانيته الظالمة ، بشكل كبير ، على اليمن لأنها تعادي إسرائيل ، وتعارض سياستهم المشؤومة التي أسموها “صفقة القرن” ، التي لم تنجح بسبب صمود الشعب اليمني ومقاومته لعدوانهم العالمي الذي تشرف عليه أمريكا ، وتؤيده إسرائيل ، وتقوم به أياديهم السعودية والإماراتية ، والذي لازال مستمراً وبكل وحشية وإجرام على اليمن ، منذ ثلاثة أعوام ونصف ، من القصف والتدمير والقتل والحصار المطبق والخانق على الشعب اليمني ، لترضى عنهم اليهود والنصارى ليخلو لليهود الجو فيعملون ما يعملونه اليوم ، في غزة من عدوان وانتهاكات بحق الإنسان الغزي في فلسطين ، بدعم من النظام التكفيري المتصهين السعودي .
اليوم نرى أفعال بني سعود وبني زايد في اليمن ، هي ذاتها أفعال اليهود في فلسطين العروبة ..
الشيطان الأكبر أمريكا ، وبالتعاون مع ابن سلمان الأحمق يسعيان لتوفير الغطاء على ما يفعله الكيان الصهيوني بحق فلسطين ، وهم من حرك الصهاينة وفتحوا لهم المجال ليتطاولوا اليوم على الأمة العربية الإسلامية ، وتكون لهم ألسن تنطق وأقلام تكتب ، ولولا هذان النظامان الأحمقان ومن معهم من شرذمة الأعراب ، لماتجرأ الكيان الصهيوني على أن يعمل شيئاً بحق فلسطين وبحق الأمة الإسلامية أجمع.
نحن نمر بأصعب المراحل في تاريخ البشرية ، وهذه المرحلة أصعب من كل المراحل الماضية ، حيث والعدو السعودي يريد أن يعصب على أعين الناس ، فيكون على أعينهم غشاوة لأن لا يبصروا من هو العدو الحقيقي لهذه الأمة .
هناك كم هائل من أصحاب النفوس المريضة ، التي استأجرها العدو السعودي سواء من الكتاب والإعلاميين والشخصيات العلمائية ، وحتى من الفنانيين ليجعلوا منهم لوحة تشكيلية في أن التطبيع مع إسرائيل أمر اعتيادي!
من ينظر إلى هذه الهجمة الكونية ، على اليمن واليمنيين يجدها حربا شاملة ، ليست حرباً عسكرية فقط ، بل شملت الحرب الاقتصادية ، والسياسية ، والنفسية ، حرب تستهدف الإنسان اليمني في وعيه ، وفكرة ، ولذاته وهويته الإيمانية .
هذه المرحلة تتطلب منا جميعا كوننا يمنيين ، وننتمي للإسلام والقرآن والرسول ، ولهذا الوطن الحبيب ، يجب علينا أن نواجههم وبأقوى طاقاتنا للتصدي لمخططاتهم الإجرامية ، والتحرك بمسؤولية في كل المجالات ، الثقافية ، والإعلامية ، بالكلمة والقلم ، وبحمل السلاح والتوجه للجبهات لمساندة المجاهدين ، بالإنفاق ودعم الجبهات.
يجب علينا أن نبذل قصار جهودنا ، في التكثيف من الوعية للآخرين ، كون الوعي هو أقوى الأسلحة التي يخافها الأعداء والتي أفشلت مؤامراتهم ، ومخططاتهم ، وهزمت إعلامهم ، وكسر شوكتهم ، الوعي هو السلاح الذي يحمله الشعب اليمني ،
والذي هزم العدو على مدى هذه الفترة كلها ، بالوعي والتحرك في سبيل الله بثقافة القرآن العالية ، سننتصر ونجعل العدو يغرق ويهلك بإذن الله ، وبالقوة والإرادة والوعي والثبات سننتصر ، ونهزم كل طغاة العالم .

قد يعجبك ايضا