حروب شبكات التواصل الاجتماعي

رضوان جرامه
حروب الشبكات الاجتماعية لا تقل أهمية عن الحروب العسكرية فتأثيرها فتاك وكبير ويمكن ان تؤثر تأثيراً بالغاً على الساحة الدولية حيث لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي مجرد أداة للترفيه والتسلية والتعبير عن الذات عبر التواصل بين الأفراد بل باتت لاعباً رئيسياً وفاعلاً في المتغيرات الدولية، أهمها الجانب السياسي الذي جسده ما سمي بثورات الربيع العربي والتي لعب فيها الفيسبوك دوراً أساسيا و قاد الجماهير إلى الشارع وكذلك أوصل دونالد ترامب إلى الرئاسة ومؤخراً لعب دورا هاماً من قبل تحالف دول العدوان حيث جهز تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي جيوشاً الكترونية في التويتر والفيس بوك وغيرهما من شبكات التواصل الاجتماعي لتلعب دوراً هاماً ومساعداً في الحرب على اليمن من خلال نشر الأكاذيب والشائعات واستمالة وكسب عدد لابأس به من البسطاء وأصحاب الحاجة وكسب وتعاطف الشعوب حيث استخدم تحالف العدوان إضافة إلى تجييش الجيوش الالكترونية برامج روبوتات آلية من شانها ان تقوم بالردود سلباً على منشورات معينه لنشطاء وكتاب مناهضين للعدوان وبعدد مهول جدا من الردود مما يؤدي إلى إضعاف نفسية الطرف الآخر وهذا ما استخدمه تحالف العدوان مؤخرا في غزو الحديدة كحرب نفسية من خلال نشر العديد من المنشورات والشائعات والردود الكاذبة والتي تساعد إعلاميا العدو في غزو الحديدة كل هذه الأكاذيب والشائعات والردود تجعل من مواقع التواصل الاجتماعي أداة للتوظيف وساحة خلفية لحروب موازية. ولاشك ان أهمية مواقع التواصل وتأثيرها كبير جدا وفعال وقد وجدنا ذلك مؤخرا في تصريح الناطق الرسمي لقوات تحالف العدوان تركي المالكي حيث صرح وبشكل يثير السخرية من جانب ومن جانب آخر يوحي إلى مدى الخوف الكبير لدى تحالف العدوان من هذه التقنية حيث أشار في خطابه انه سوف يحاسب كل من وقف ضد تحالف العدوان في وسائل التواصل الاجتماعي وأشار في حديثه إلى نشطاء التواصل الاجتماعي في المناطق التي تحت سيطرة الجيش واللجان وهذا قد يعتبر دليلاً على ان تحالف العدوان يعتمد كثيرا على هذه التقنية في نشر واستقاء المعلومة واذا ما نظرنا إلى العدد الهائل من مستخدمي هذه التقنية والتي تجاوز عدد مستخدميها ملياري مستخدم حسبما تشير إليه تقديرات مكتب تعداد الولايات المتحدة واذا ما نظرنا إلى تعداد سكان العالم اليوم والذي تجاوز 7 مليارت شخص تقريباً فمعنى ذلك ان نسبة من يستخدمون تقنية التواصل الاجتماعي قد تصل إلى ثلث سكان العالم وهذه نسبة عالية جدا يمكن الاستفادة منها لتحقيق أهداف شخصية على مستوى الفرد وأهداف سياسية او اجتماعية او عسكرية على مستوى الدول وهذا ما قام به تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن من خلال إنشاء كتائب وجيوش إلكترونية كما في التويتر والفيسبوك وغيرهما من صفحات وقنوات التواصل الاجتماعي وتمويل تلك الجيوش الالكترونية بأموال ضخمة مهمتها الرئيسية تحسين صورة التحالف ، والمساهمة في تحقيق أهدافه كنصر عسكري او سياسي او معنوي ونشر الشائعات والأكاذيب لتحقيق الأهداف الاستراتيجية وهذا ما سعى ويسعى له تحالف العدوان على اليمن وفي المقابل يجب علينا ان نتنبه كثيرا لهذه التقنية ونستخدمها في ما يفيدنا وللرد على كل الشائعات والأكاذيب خاصة في الظروف التي نمر بها من تكالب العالم اجمع علينا

قد يعجبك ايضا