نازحو الحديدة في عدن .. كالمستجير من الرمضاء بالنار

 

*هجوم إرهابي على مخيم النازحين في الشيخ عثمان يسفر عن سقوط ضحايا

الثورة/ محمد الفائق

كالمُستَجيرِ مِنَ الرَّمضاءِ بالنّارِ، وصف قريب لما يتعرض له نازحو محافظة الحديدة في عدن، بعد أن تركوا قراهم ومنازلهم ومزارعهم ،نتيجة التصعيد العسكري الأخير لقوى العدوان في الساحل الغربي، متجهين إلى ما كانوا يعتقدون أنها جنة الأمان، كما روجت لها قنوات ووسائل إعلام الغزاة والمرتزقة ، إلا أنه تأكد لأولئك النازحين أنها أضغاث أحلام وسراب أمنيات، فالحياة في محافظة عدن كما تؤكده الوقائع والأحداث أشبه بتنور النار فمن لم تلفحه لهبها ، يعميه رذاذ رمادها، جراء جرائم القتل والاغتيالات والتصفيات الجسدية والاعتقالات والاغتصابات والاختطافات وغيرها من الجرائم الوحشية التي تقوم بها الفصائل الموالية للغزاة الإماراتيين والسعوديين.
مقتل وجرح 7 من النازحين
نازحو محافظة الحديدة في عدن لم يكونوا بمأمن أو بعيدين عن الجرائم التي تعيش على وقعها محافظة عدن كل يوم ، حيث شن مسلحون موالون للغزاة الإماراتيين الاثنين الماضي هجوماً إرهابياً على مخيم النازحين، في منطقة الشيخ عثمان أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 7 من النازحين .
وأفادت مصادر محلية ونشطاء في عدن أن مسلحين هاجموا مخيماً للنازحين في منطقة الشيخ عثمان بإلقاء قنبلة يدوية فجر يوم الاثنين الماضي ولاذوا بالفرار، وأسفرت عن سقوط 7 من نازحي محافظة الحديدة، بين قتيل وجريح.
المصادر أشارت إلى أن المسلحين يعتقد أنهم تابعون للإمارات في ظل حملة التحريض العنصري والمناطقي الذي يتعرض له نازحو الحديدة.
وأوضحت المصادر أن قوات ما يسمى الحزام الأمني الموالية للغزاة الإماراتيين منعت آلاف النازحين القادمين من الحديدة من دخول عدن بحجة أنهم شماليون فيما يتعرض من تمكن منهم من الدخول لممارسات عنصرية ومناطقية وتحريض ممنهج.
إلى ذلك أدان محافظ عدن طارق سلام الهجوم الإرهابي الذي استهدف منطقة مخيم النازحين في جولة القاهرة بمديرية الشيخ عثمان بعدن.
وأكد محافظ عدن في بيان أن هذه الأعمال تأتي في إطار مسلسل الإرهاب الذي يسعى المحتل الإماراتي لتنفيذه في محافظة عدن على حساب حياة المدنيين وأمن المحافظة واستقرارها .
إدانة واستنكار
وكان عدد من النشطاء والصحفيين في عدن دعوا الأجهزة الأمنية في محافظة عدن إلى التحقيق في جريمة مقتل وإصابة عدد من النازحين من أبناء محافظة الحديدة في منطقة الشيخ عثمان فجر الاثنين الماضي .
كما أدانوا استهداف النازحين أو العمالة من المحافظات الشمالية المتواجدة في المحافظات الجنوبية ، مؤكدين أن على السلطات الأمنية بعدن التحقيق في الحادثة وملاحقة مرتكبي الجريمة.
وطالبوا بضرورة الاهتمام بالنازحين وتوفير مخيمات نزوح تتوفر بها مقومات الحياة من طب وتعليم وتغذية ..
مؤكدين أن ترك النازحين يواجهون مصيرهم أمر مرفوض وتتحمل مسؤولية ذلك حكومة الفار هادي.
مقتل 5 من المجندين
وعلى صعيد ما تشهده محافظة عدن من جرائم واغتيالات وسفك للدماء ، قتل خمسة مجندين أمس الثلاثاء على يد مجهولين بمدينة عدن .
مصادر محلية أوضحت أن عناصر مسلحة يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة، نفذوا هجوما على طقم عسكري أثناء قيامه بمهمة أمنية وسط مدينة عدن وأسفر الهجوم عن مقتل خمسة مجندين ممن كانوا على متن الطقم الذي يتبع ما يسمى بقوات الحزام الأمني، فيما لاذ المسلحون بالفرار.
وقال شهود عيان في عدن أن طقماً أمنياً تعرض لهجوم مسلح من قبل عناصر مجهولة أطلقوا النار بكثافة على الطقم الذي انحرف بعد إصابة سائقه ليدهس اثنين من المواطنين ما أدى لمقتل أحدهما وإصابة الآخر، ومقتل 5 من المجندين.
حماية أئمة المساجد
وكان نشطاء نشروا في مواقع التواصل الاجتماعي صورة تظهر المخاطر التي تتهدد أئمة المساجد في عدن الذين يتعرضون لعمليات اغتيال منظمة طال معظمها أئمة من التيار السلفي.
و تظهر الصورة وقوف شخص مسلح عكس اتجاه القبلة إلى جانب إمام أحد المساجد في عدن بينما كان إمام المسجد يؤم المصلين الذين تناقصت أعدادهم بشكل ملحوظ بسبب غياب الأمن وعودة عمليات الاغتيال بوتيرة أكبر من السابق.
اغتيال ضابط أمن وشيخ سلفي وإمام مسجد
كما شهدت عدن الأسبوع الجاري حادثتي اغتيال جديدتين طالت مسؤولاً أمنياً وشيخا سلفيا وإمام مسجد في ظل عودة مخيفة لموجة الاغتيالات التي تستهدف الشخصيات الدينية والسياسية والأمنية الرافضة لوجود المحتل الإماراتي.
وأفادت مصادر إعلامية في عدن أن القيادي أبو مشعل الكازمي نائب مدير أمن عدن أصيب بجروح بليغة إثر محاولة اغتيال.
وأوضحت المصادر أن مسلحين مجهولين ألقوا قنبلة يدوية على القيادي الكازمي المعروف بمعارضته لقوات الغزاة أدت لإصابته بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى أحد مستشفيات مدينة عدن وهو في وضع حرج للغاية.
كما أطق مسلحون على متن سيارة (هايلوكس) النار على الشيخ محمد راغب بازرعة إمام وخطيب جامع عبدالله عزام بالمعلا أثناء تواجده أمام المسجد عقب صلاة المغرب ولاذوا بالفرار، فيما فارق الشيخ بازرعة الحياة فوراً.
ووفقا لإعلاميين فإن جرائم الاغتيالات عادت بقوة إلى مدينة عدن، حيث شهدت المدينة خلال 48 ساعة ، ست عمليات اغتيال طالت مسؤول أمن السجن المركزي في المنصورة سيف علي الضالعي أعقبها عملية اغتيال طالت ناشطاً يدعى عنتر قاسم ثابت الذي تعرض لعديد من الطلقات النارية أثناء قيادته سيارته بالقرب من سوق القات بالمنصورة وتوفي على إثرها في الحال.
ونجا الشيخ علي باوزير إمام مسجد العادل بحي إنماء بعدن من عملية اغتيال إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته لكنه لم يكن متواجداً فيها، ويوم الثلاثاء الماضي شهدت عدن ثلاث عمليات اغتيال طالت إحداها قياديا سلفيا في مديرية المعلا بالتزامن مع عملية اغتيال أخرى تعرض لها قيادي إصلاحي في مديرية المنصورة وفي وقت لاحق من مساء الثلاثاء الفائت لقي عاقل حارة مصرعه بعملية اغتيال منفصلة بمديرية الشيخ عثمان بعدن .

قد يعجبك ايضا