العدوانية وكثرة الحركة عند الأطفال

 

أشكو من طفلي الذي يبلغ من العمر سبع سنوات وأشعر أنه عدواني بعكس أخواته الأربع فهو دوما ما يقوم بضربهن ولا يكاد يجلس أبداً فهو كثير الحركة والشقاوة وإذا وجد طفلا فإنه يقوم بضربه ودوما يشتكي منه الجيران وكل يوم معنا مشكلة بسببه ولا تجده يلعب كالأطفال الآخرين بل يلعب بكل ما هو مؤذ وجارح كالسكين أو المسدسات المختلفة.
الأخصائية وردة عبد الله من دار السلام للأمراض النفسية تقول :
الطفل يولد كما ورد في الحديث الشريف على فطرة الإسلام الإنسانية السوية ولكن أبويه « يكفرانه أو يهودانه أو يمجسانه « والأبوان يمثلان العنوان الأبرز لبيئة الطفل في البدايات الأولى لحياة المولود وعليهما تقع مسؤولية عظيمة في التنشئة المثلى التي تتوقف عليها حياة ابنهما في قادم الأيام .
والنزعات العدوانية في سلوك الطفل تنمو بصورة أكبر عندما يعيش الطفل في مرحلة مبكرة من عمره وسط بيئة عنيفة يسودها الصراع والعنف وخاصة المواجهات المسلحة وغالبا ما يصبح هذا الطفل في قادم الأيام وبسبب هذه البيئة غير السوية عنصراً خطيراً ومهدداً لسلامة المجتمع وآمنه بل وحتى أفراد أسرته .
العنف عند الأطفال هو عبارة عن سلوك عدواني انفعالي ينبع عن ضغوط جسدية داخلية بهدف إلحاق الضرر بأي شخص آخر. وهو أيضا رغبة الطفل في الاعتداء على الآخرين بأي نوع من الممارسات السيئة ضدهم .
كما أن هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى نمو العنف عند الأطفال وزيادة سلوكهم العدواني ومنها عندما يعاني الطفل من التفكك الأسري ومن الحرمان العاطفي كأن يفقد الطفل أمه ويتعرض للمعاملة القاسية فيتولد عنده نوع من الحرمان والذي يتحول إلى سلوك عدواني وحب الانتقام من الجميع وأيضا الأب عندما يضرب ابنه في الشارع أمام أصدقائه وجيرانه فهذا العنف الذي يتلقاه الابن من أبيه يعيش بداخله ويصبح غير قادر على إعطاء الحب والحنان لأبنائه مستقبلا ففاقد الشيء لا يعطيه.
ومن أهم المعالجات لسلوك الأطفال العدواني هو معرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا السلوك العدواني ومعالجتها. وعلى الأسر غرس مفاهيم الحب والتفاهم بين أطفالها وغرس المبادئ الإسلامية وحب الصغير واحترام الكبير. وعلى الآباء أن لا ينتهجوا مبدأ العقاب والضرب والتهديد بكل كبيرة وصغيرة فلا بد من التربية السليمة والتوجيه السوي للأبناء وغرس القيم الحسنة في نفوسهم وعلى المعلم في المدرسة أن يكون له دور في توجيه النشء وتوجيه الأطفال الذين لهم نشاط زائد بممارسة الأنشطة الرياضية والمدرسية المختلفة .

قد يعجبك ايضا