معركة الساحل الغربي أطماع دولية للسيطرة على البحر الأحمر

 

الثورة/حميد القطواني

هجمة شرسة يتعرض لها الساحل الغربي وتصعيد غير مسبوق من قبل العدوان “الصهيو أمريكي” تحت عناوين ومزاعم واهية غير أن تلك الاعذار تهاوت وتكشفت النوايا الحقيقية عندما رفضت دول العدوان المبادرة الأممية واتضح جلياً أن الأطماع الاستعمارية لدول الاستكبار العالمي باتت حاضرة في السيطرة والسطو على مقدرات الأمة اليمنية الأمر الذي يستوجب على أبناء الشعب اليمني التصدي لهذه الحملة والوقوف بجدية إلى جانب الجيش واللجان الشعبية من خلال التحشيد والعمل بشكل جاد لما يعزز من الصمود والثبات والتحذير من خطورة التقاعس والتقصير في هذا الجانب .
صحيفة “الثورة” التقت بعدد من الناشطين والمثقفين فإلى الحصيلة:

في البداية تحدث الاستاذ فيصل مدهش قائلا: التصعيد العسكري في الساحل الغربي ليس وليد اللحظة بل بدأ منذ أول يوم للعدوان فقد تعرضت جميع مدنه ومراكزه للقصف والتدمير الممنهج تمهيداً لغزوه واحتلاله وما يحدث اليوم من تصعيد وتحديداً باتجاه مدينة الحديدة يأتي امتداداً لأطماع صهيونية “تاريخية ومتجددة” وكذلك اطماع أمريكية في السيطرة على السواحل اليمنية وما دعاية ومزاعم إعادة الشرعية التي وضعتها دول تحالف العدوان إلا غطاء لتحقيق تلك الأهداف ذات الطابع الاستعماري. وأضاف قائلاً: الدفاع عن الساحل الغربي مسؤولية الجميع سياسيين ومثقفين ورجال مال وأعمال وإعلاميين نحن جميعاً يجب أن نشكل جبهة واحدة في الدفاع عن الوطن والوقوف إلى جانب الجيش واللجان الشعبية من خلال التحشيد ورفد الجبهات بالمال والعتاد والرجال بالإضافة إلى زرع الوعي بين أبناء المجتمع وعدم الانجرار وراء الشائعات التي يروج لها إعلام العدو كما لا نغفل دور رجال المال والأعمال في هذا الجانب وأن يقوموا بواجبهم من خلال الدعم السخي للمرابطين في الجبهات ورعاية أسر الشهداء وكذلك الاسهام بشكل فاعل في ترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي فمعركة الساحل الغربي معركة اليمنيين جميعاً فعزتنا وكرامتنا وسيادتنا وعرضنا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمواجهة قوات الغزو والاحتلال والدفاع عن وطننا واجب فمن يفرط في وطنه يفرط في كرامته وعرضه.
بدوره تحدث الدكتور يوسف الحاضري قائلاً:
العدوان لم يحقق أهدافه ولن يحققها على الإطلاق رغم انه انفق 39شهرا من الزمن وتريليونات الدولارات من المال ومئات الآلاف من القتلى والجرحى من المقاتلين كجيوش نظامية أو مرتزقة أو من الجماعات الإرهابية (القاعدة وداعش) والتي أيضا صرح عناصرها في كثير من الأوقات تواجدهم ضمن التحالف على اليمن .. فالعدوان وضع لنفسه 7ايام كأقل مدة و30يوما كأقصى مدة ليحقق أهدافه ومع ذلك نحن نتكلم عن 39شهرا واليمن في تنامي أشياء كثيرة كالقوة الصاروخية والبحرية والجوية والبرية وعملياته العسكرية في نجران وجيزان وعسير وكل الأراضي السعودية والمدن الإماراتية تحت مرمى الصواريخ البالستية المطورة يمنيا والتي نسفت أسطورة (الباتريوت الأمريكي) وغير ذلك … أيضا التلاحم المجتمعي اليمني يزداد يوما بعد يوم في اتجاه عكس ما يريده العدوان والذي كان يتمناه ليحسم معركته عوضا عن الأمن والاستقرار الذي تعيشه المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية التي لم يشهد لها اليمن مثيلاً ولعل اكبر دليل على ذلك مجيء المبعوث الأممي الأخير إلى اليمن 3مرات خلال شهر وبقاءه أياماً عديدة في صنعاء عكس عدن المحتلة من 17دولة تحالف والتي لم يزرها إلا مرة ولم يمكث فيها إلا ساعات معدودة والتي أيضا غير آمنة لمن يطلقون عليهم حكومة شرعية ورئيس شرعي .
التصعيد في الساحل الغربي:
وأضاف قائلاً: قرار ضرب الحديدة ليس وليد اللحظة الحالية وإنما الحديدة مثلها مثل بقية محافظات اليمن قصفت منذ أولى لحظات العدوان ونالت نصيبها من الجرائم التي ارتكبها العدوان بحق الإنسان والمنشآت عوضا عن التأثير الاقتصادي لأبنائها الذين يعيش غالبيتهم على الميناء والاصطياد في البحر وكلاهما حوصرا وقصفا وأصبحا مكانين ذات نسبة خطورة عالية جدا ولكن في الأشهر الأخيرة سعى العدوان إلى أن يرمي بكل ثقلة على معركة الساحل بعد ان عجز عجزا تاماً وفشل فشلا ذريعا في بقية الجبهات الداخلية والخارجية كجبهة ميدي الساحلية وجبهة نهم وتعز ونجران وجيزان ومأرب والجوف ولحج والضالع وغيرها فظن ان المنطقة الساحلية ستكون سهلة خاصة وسيكون تدخل القوات البحرية والبارجات وغيرها مساندا كبيرا ومهبطا لطيران الاباتشي وغير ذلك من حسابات وضعها سعيا منه للسيطرة على آخر منافذ الحياة للإنسان اليمني (ميناء الحديدة) ليخنقه ويدعوه ليستسلم وليس الأمر كما يدعيه أن هناك تهريب أسلحة منه فكيف سيتم تهريب الاسلحة والسفن التجارية تخضع لتفتيش دقيق من قبلهم في ميناء جيبوتي قبل ان تصل إلى الحديدة عوضا عن رفضهم مؤخرا لعرض المبعوث الاممي إلى اليمن والمستند لطرح اللجان المفاوضة اليمنية بان لديهم استعدادا تاماً ليكون للأمم المتحدة إشراف مباشر على الميناء لتفتيش ما يدخل وما يخرج وأيضا اشراف رقابي للأموال التي تأتي من ايراداته بشرط استكمال المبلغ بما يكفي لتسليم رواتب جميع موظفي اليمن من ثروات اليمن التي تقبع تحت الاحتلال كنفط مارب وغاز شبوة وميناء عدن وغيره.
وأردف قائلاً: أيضا يسعى العدوان في معركته في الحديدة إلى تدمير مينائها ان عجز عن احتلالها وسيغلف التدمير هذا بأنها أصبحت ساحة حرب مثلما حصل في الأسابيع الماضية عندما دمر مطار الحديدة وهو يدعي انه يسعى لتحريره فقصفه بأكثر من 252صاروخا قبل ان يعلن فشله في ذلك ولكن النتيجة (مطار مدمر تماما) .
أيضا الهدف الأهم من كل ذلك قد ذكرته في أهداف العدوان عامة وهو بسط السيطرة على آخر جزء من البحر الأحمر لا يخضع للسيطرة الصهيونية وهو الجزء الخاص باليمن وذلك حماية للأمن القومي الخاص بهم فاليمن لم تشكل ولن تشكل أي خطر على أي دولة ولا على أي ملاحة بحرية مهما كانت جنسيتها وتبعيتها لكنها تحمل مشروعا دينيا إنسانيا ضد المغتصبين للأراضي العربية والمنتهكين لكرامة الشعب الفلسطيني والمدنسين للمقدسات الإسلامية في القدس وفلسطين وهم الصهاينة .
أكثر تماسكاً وصبراً
واختتم حديثه قائلاً: أصبح الشارع اليمني أكثر تماسكا وأكثر صبرا وتكافلا وتكاتفا ومعرفة بحقيقة العدوان خاصة بعدما تميز الخبيث منه وخرج من وسطه واتجه ليرهن نفسه مرتزقا منافقا لدول العدوان وهذه من نعم الله أن أخرج من داخله الخبث وجعله واضحا أمامه في جبهة عدوه بعد أن كان يغدر به تباعا وتباعا من الخلف ومن وسطه بصورة مبسطة (أصبح المجتمع اليمني مهيأ لينال استقلاله وحريته والنصر ).
ويجب على الجميع في اليمن ممن يؤمن إيمانا صادقا انه يمني وان تراب اليمن من أساسيات بقائه وسيفديها بروحه وماله وولده أن يترجم هذه العبارات إلى أفعال وتحركات وأعمال وان يكون فعالا في أي مكان يتواجد فيه سواء في العمل الوظيفي أو الخاص أو في الشارع والأسواق ودواوين المقايل والاجتماعات وفي المساجد ومنابرها والمدارس ومناهجها والجامعات وتعاليمها وفي كل مكان وان يكون للجميع بصمة ايجابية يتذكرونها عند حوارهم مع الأجيال القادمة وتتذكرها الأجيال والتاريخ عندما ينقلها لمن يأتي بعدهم وإلا فلا عذر لأحد أمام الله فإنما النصر صبر ساعة وكل الدلالات والعلامات تؤكد أن النصر قاب قوسين أو أدنى.
من جانبه تحدث الأستاذ محمد حمود الجباري قائلاً: كلما تكرر الكلام عن معركة الساحل كلما بدر إلى ذهن كل لبيب العديد من التساؤلات لعل أهمها الزخم الإعلامي المصاحب لهذه المعركة وعن أسباب تأخيرها من جهة دول العدوان لهذا التوقيت طالما وهي بهذه الأهمية وعن أهم دوافعها وأهدافها بعيدا عن النظريات السطحية والساذجة الفاقدة للمنطق العقلانى والتي تطرحها وتروجها ماكينة العدو الإعلامية.
فمنذ متى كانت دول تحالف الشر حريصة على دخول المساعدات الإنسانية وهي من تقصف المنظمات الاغاثية! وتقصف مخيمات النازحين وتغلق حدود ما يسمى المناطق المحررة بوجه النازحين ؟
ومتى كانت مردودات الميناء المالية ذات قيمة أمام مردودات النفط وعشرات الموانئ الأخرى ولو كان النصر يقتصر على الموارد لكانوا الاحق به مقارنة بعائداتهم أمام عائد ذلك الميناء !وهل فشلت صفقات أسلحتهم الخيالية وبوارج حصارهم الحربية أمام السلاح الإيراني المهرب حسب زعمهم أم أنها مبررات وشماعات الفشل؟
بل لقد ظهر خداعهم وتدليسهم للشعب أمام تلك المبررات من خلال رفضهم لقبول مبادرة المبعوث الدولي والتي وافقت عليها حكومة المجلس السياسي بصنعاء بما لا يدع مجالا للشك كذب ادعاءاتهم وزيفها ويثبث قطعيا بأن هناك أهدافاً مبطنة لدول إقليمية واستعمارية فوق مستوى سخافات إعادة الشريعة أو النفوذ الفارسى المزعوم.
وأضاف قائلاً: إن تأخير معركة الساحل لهذا التوقيت كان لانشغاله بالسيطرة على المناطق الأكثر مرونة والتي لا توجد فيها حاضنة لمقاومة المحتل كون السيطرة عليها يأني بأقل الخسائر هذا من جانب أما الجانب الآخر فكانت الأولوية للمناطق التي يخشى من عودة النفوذ الروسي إليها مستغلا انشغال دول التحالف بسير المعارك التي سيغرق بمستنقعاتها مدة غير مضمونة التوقيت.
ولكن بعد السيطرة على تلك المناطق وأهمها مناطق الجنوب وموانئها وجزرها ذات الأهمية للخطوط الملاحية الدولية بعدها بدا التفكير بمعركة الساحل لتكون آخر نقطة تمركز استراتيجي لاكتمال الحلقة المرسومة بعد أن ضمنت ما كانت تخشى فلتانه لدول إقليمية منافسة.
إنشاء النخبة التهامية
وأضاف قائلا: أما أهداف السيطرة عسكريا على الحديدة فهي اكبر من مجرد سيطرة على ميناء أو مدينة وابرز تلك الأهداف هو: إنشاء إقليم تهامة من خلال التواجد العسكري بما يمكن المحتل من تجنيد وتحشيد وتأهيل قوات عسكرية تحت شعار قوات النخبة التهامية أسوة بغيره من الأقاليم لتكون النواة الأولى لتأسيس الإقليم وزرع وصناعة دعاة الأقلمة وكان ذلك واضحا من خلال رفض الدنبوع للمبادرة الأممية بتسليم الحديدة فنيا للأمم المتحدة واشتراط دول التحالف بلسان الدنبوع نفسه التسليم الأمني والعسكري للمدينة وخروج الجيش واللجان الشعبية منها بالكامل لإتاحة المجال بتشكيل قوة تضمن تمرد الإقليم عن الحكومة المركزية ومواجهة الجيش واللجان في حال فشلت خطة الأقلمة كما أرادوها أن تكون وهو ما يبدي لنا انكشاف المخططات الاستعمارية الأخرى من وراء ذلك من خلال التمكين لدويلة الإمارات وحليفتها إسرائيل من السيطرة على الحديدة عبر أذنابها كميناء عدن لما يعزز موقع موانئ وشركات دبي في فرض لوائح ورسوم ملاحية تعزز من دعم موانئها ومواجهة الموانئ الناشئة كميناء جوادر الباكستاني والذي تتبنى إنشاءه وإدارته حكومة الصين حيث سينافس موانئ دبي إن لم يقض عليها مما فرض على موانئ دبي وضع خطتها بالسيطرة على موانئ جنوب القارة الآسيوية ومنها البحران العربي والأحمر قبل حلول عام 2020م إضافة إلى تعويض خسائرها، فالموانئ الإفريقية على الضفة الأخرى للبحر الأحمر والذي وفر الوجود الإسرائيلي ايجاد قاعدة مصالح مشتركة بين النظام الإماراتي والكيان الصهيوني من خلال السيطرة على الضفتين للبحر الأحمر لتحقيق مصالحهما المشتركة حيث أنه بالسيطرة على ميناء الحديدة بالأيادي الإماراتية سيعيد الأمل عند الإسرائيليين بإنشاء وشق القناة البحرية الإسرائيلية من ميناء العقبة عبر صحراء النقب والتي كانت رهن التنفيذ لتنافس بذلك قناة السويس ولكن سبق وأن قام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بإفشال ذلك المشروع مسبقا من خلال توسيع خط قناة السويس مما حطم الحلم الإسرائيلي بإنشاء قناة منافسة ذات مردود تجاري مجد.
مصالح مشتركة
وأردف قائلا: وبالسيطرة على الحديدة ستمكن إسرائيل عبر أدواتها الإماراتية الراعية لهذه المعركة من ضمان نصيبها من السفن الملاحية بأساليب الاحتكار والضغط على شركات وموانئ الملاحة لتشغيل قناتها البحرية مستقبلا بما يعود بمردود تجاري على دخلها القومي ومنافسة بذلك القناة المصرية، إضافة إلى تأمين الملاحة البحرية الواصلة إلى غزة وفلسطين عبر البحر الأحمر والعديد من المصالح التي ستكون بالنسبة لإسرائيل مصالح ذات غاية وجودية ومن خلال ما سبق ذكره فالمحتل والغازي هو المستفيد والخاسر هم أبناء الشعب اليمني كافة وما أحقر أولئك الذين يروجون بأن سقوط الحديدة خسارة على فصيل بعينه معتقدين بكل بجاحة وتبلد بأن الإماراتي سيحررها ليقدمها هدية لهم متناسين لمصير ما قبلها من موانئ ومدن وكيف تدار الآن ومن يديرها.
واختتم حديثه قائلاً: لهذا ومن خلال ما ذكر مسبقا يجب وجوبا قطعياً على كل يمني بمختلف انتمائه وتوجهه الوقوف بجدية واستشعار المسؤولية امام مصالح شعبه وامته الاستراتيجية من خلال الحشد لهذه المعركة المصيرية فالدعم بالمقاتلين والمال ضرورة حتمية ونحن نشاهد كيف يحشد الخصم المأجورين من أصقاع الأرض الذين يقاتلون بلا قضية وإنما لهدف الارتزاق أما نحن فالقضية قضيتنا وقتالنا دفاع وذود عن ذاتنا ووطنا وهذا واجب وكيف لنا ان نبخل بأموالنا على أولئك المرابطين الذين لم يبخلوا بأنفسهم وحياتهم بغية الدفاع عن أمننا وكرامة شعبنا في حين نرى العدو يفتح معركته الاقتصادية ضدنا من خلال تدمير وإغلاق مصادر واردات الشعب وقطع مرتباتهم وتدمير البنية التحتية بهدف تجويع الشعب وإضعاف جبهاتنا في حين يهول إعلاميا عن حجم الواردات من ضرائب وجمارك وبالذات ما هو تحت سيطرة المجلس السياسي كما يبالغ في نشر قضايا الفساد وكلها تصب كحرب إعلامية يهدف منها إلى إضعاف الدافع النفسي لدى كل مقاوم وإيجاد حالة من التذمر داخل أوساط الشعب وهو ما يفرض علينا الوعي بمخططاته وعدم الانجرار وراء تلك الشائعات ومواجهة ذلك الحصار بالبذل والعطاء لدعم الجبهات بالمال الى جانب الرجال توازيا مع معركة التوجيه والتثقيف الإعلامي الصحيح وتحفيز الشعب وتحريض المؤمنين على الوقوف صفاً واحداً أمام ذلك العدو وأذنابه فنحن وأجيالنا من سيخسر إذا تهاونا بذلك وان ننطلق وفق مفهوم أن خسائر الدفاع اقل كلفة من خسائر الاستسلام .

قد يعجبك ايضا