السقاف: تمكنا من إنجاح الامتحانات الوزارية بتماسك جميع الأيادي الوطنية رغم أنف العدوان

نائب رئيس اللجنة العليا للامتحانات- وكيل وزارة التربية لقطاع المناهج والتوجيه الدكتور محمد السقاف لـ”الٹورة”:

¶ امتحان تكميلي للطلبة النازحين و(دور ثان) للأساسية .. وآلية جديدة ودقيقة للتصحيح
ضبط (804) مخالفات وحرمان مرتكبيها من الامتحانات نهائياً
استعداد مبكر للعام الدراسي الجديد.. ولا تبديل أو تعديل في المناهج
حوار/
نجلاء الشيباني
تنوعت الصعاب وتعددت ولكنها فشلت في الوقوف بوجه الإرادة الصلبة والروح الوطنية العالية بدت جلية للجميع بنجاح العملية الامتحانية ابتداء بوزارة التربية وانتهاء بالطلبة الذين أعلنوا تحديهم ورغبتهم الجامحة في إتمام تعليمهم رغم كل الظروف القاسية المحيطة بهم جراء العدوان والحصار، فما هي الآلية التي سارت بها الاختبارات الوزارية وكيف تجري عملية التصحيح ومتى يتم إعلان النتائج وغيرها من التفاصيل تجدونها في الحوار الذي أجرته “الثورة” مع الدكتور محمد لطف السقاف- نائب رئيس اللجنة العليا للامتحانات- وكيل قطاع المناهج والتوجيه في وزارة التربية والتعليم.. إلى التفاصيل:
بداية دكتور محمد.. الجميع يعرف ماهية الصعوبات التي تواجهها بلادنا في الوقت الراهن؟ كيف استطعتم تجاوزها؟
– هناك العديد من الصعوبات التي واجهتنا في هذه المرحلة واستطعنا أن نتجاوزها بعون من الله وبتكاتف الجميع سأقدم على ذكرها وأما في ما يخص المميزات التي تميزت بها العملية الامتحانية هذا العام فهي عديدة أبرزها تلافي الأخطاء في أرقام الجلوس من حيث الصورة والأرقام والأسماء وتحسين جودة الطباعة وقمنا بإنجاز ما يقارب (452) ألف رقم جلوس في عشرة أيام بزمن قياسي بالإضافة إلى قيامنا بتوزيعها للطلاب خلال العشرة الأيام متحدين بذلك كل الصعوبات التي فرضتها علينا قوى العدوان السعودي الأمريكي.
وأيضا من ضمن الأشياء التي تميز بها هذا العام عن الأعوام السابقة هو الإعداد للأسئلة الامتحانية المقدمة للطلاب لمرحلة الثانوية العامة والأساسية خالية تماما من الأخطاء سواء اللغوية أو العلمية وهذا يعتبر نوعا من التميز في العمل وأيضا هذا العام قمنا بتقليل النفقات رغم أن ذلك يؤدي إلى تدني الجودة لكننا تداركنا هذه المشكلة بموازنة بلغت (350 مليون ريال ) وكانت شبه كافية رغم وجود بعض الشكاوى من الملاحظين إلا أن الأمور سارت على أكمل وجه حيث أن الملاحظين اعتبروا بأن تجاوز هذا التقليل يعتبر نوعا من الجهود المبذولة للوقوف في وجه العدوان.
ومن ضمن الأشياء التي تميز بها هذا العام أيضا أن مقدري الجهود أعطوا الأولوية للأشخاص الذين هم معلمون في الأصل والتزموا بعملهم في المدارس ولم ينقطعوا خلال العام الدراسي.
والأشخاص الذين شاركوا في عملية الاختبارات أشرفوا في المراكز الامتحانية من سابق وهذا أمر هام.. فالمقدرون للدرجات لدينا الآن (4200) مصحح على مستوى الجمهورية ولجنة النظام الثانوية والكنترول الرئيسي (700 مصحح أو مقدر) ومركز أمانة العاصمة لدينا أكثر من (500 مصحح)، في تعز (350) مصححاً، في إب (400 مصحح ثانوية و500 أساسي) ولدينا الكثير من المقدرين في المحافظات وسيتم صرف مبالغ لهم خلال الشهرين القادمين إذا التزم المانحون بوعودهم مع الوزارة بتقديم (900 ألف دولار) من منظمة اليونيسف ونحن بدورنا نستطيع أن نطمئن المقدرين والمصححين بأننا سوف نضمن لهم صرف مستحقاتهم.
وفيما يخص المراكز الامتحانية في الجمهورية هل بالإمكان أن نتعرف على أعدادها؟
– بلغ عدد مراكز الاختبارات (3373) مركزاً امتحانياً ولدينا (469 ألفاً و198) طالباً وطالبة موزعون في هذه المراكز وكنا نوزع ونوصل المظاريف لهذه المراكز في وقتها المناسب الساعة الثامنة والنصف صباحاً وقتها تفتح مظاريف أسئلة الامتحان في جميع المراكز، وهذا عمل جبار ويشكر عليه العاملون على هذه المراكز وعلى الجهود المبذولة التي قاموا بها واثبتوا بذلك أنهم صادقون وبعيدون عن كل الانتماءات مما ساعد على إنجاح سير العملية التعليمية والامتحانات.
هناك مخالفات تتكرر في كل عام تقريبا فهل كانت لديكم آلية معينة للتعامل مع تلك المخالفات؟
– تعاملنا بحزم مع كل التجاوزات التي حدثت في الميدان وقمنا بكشف ما يقارب (804) حالات ومن ضمنها (500) حالة انتحال شخصية وقد تم حرمان أصحاب هذه المخالفات من الاختبارات بصورة نهائية، وهذا يدل على قوة الإشراف كما ضبطنا (30) حالة غش جماعي و(50) حالة غش فردي وقمنا بعمل محاضر لها ورصدنا (150) حالة غش بالتلفونات، وهؤلاء قمنا بمصادرة أجهزتهم لآخر يوم امتحاني ثم سلمت لهم في نهاية الاختبارات وقمنا بإثبات ذلك في محضر رسمي وسوف يتم حرمان الطالب من المادة التي ضبط فيها وهو يغش.
هناك بعض الشكاوى من طلبة المرحلة الأساسية مفادها بأنهم لم يكملوا دراسة المنهج بسبب غياب المعلمين، كيف تتعاملون مع هذه المشكلة؟
– بالنسبة لطلاب المرحلة الأساسية سوف يتم إعلان نتائجهم خلال شهر ونصف تقريبا وقد راعينا هذه الأمور في وضع أسئلة الامتحانات حيث أننا قمنا بوضع امتحان يراعي الفروق الفردية للطلاب والطلبة الراسبين في مادة أو مادتين من الأساسي سوف يتم إعادة الامتحان لهم (يعتبر اكمال) وإذا توفق الطالب في المادتين سوف ينجح وسينقل للمرحلة الثانوية أما إذا أخفق الطالب في أكثر من مادتين فإنه سيعيد العام الدراسي بالكامل ويعتبر رسوباً.
وجاءت هذه الفكرة من منطلق أن لا يظل الطالب في الصف التاسع بدون دراسة وينتظر العام القادم لكي يتم امتحان المادتين المتبقيتين عليه وهذا يجعل الطالب متفرغاً طوال العام ويمكن أن يتطرف أو أن ينقاد لأي طريق سلبي ولهذا وجه وزير التربية والتعليم بمنح طلبة الصف التاسع الذين أخفقوا في مادتين فرصة لإعادتها.. وسيتم ذلك بعد إعلان النتائج للصف التاسع بعشرين يوما.
بالنسبة للطلاب في المرحلة الثانوية، كيف تعاملتم مع مشكلة عدم إكمال المناهج في المدارس الحكومية؟
– العام الماضي كانت هذه الإشكالية متواجدة بصورة كبيرة لكن هذا العام نؤكد أننا قمنا بإنجاز 80 % من المنهج الدراسي في المدارس الحكومية و100 % في المدارس الأهلية والخاصة ومع هذا نحن نعترف بأن هناك جانباً من القصور بما يتعلق بإكمال المنهج وهذا الأمر سوف تتم مراعاته أثناء التصحيح ونطمئن الطلاب بأننا سنراعي هذا الجانب وكذلك سنراعي استهداف العدوان الغاشم للأماكن القريبة من المراكز الامتحانية وما حصل من إضراب في بعض المدارس وعدم توفر الكتاب المدرسي وهذا أيضا سوف نراعيه أثناء عملية التصحيح.
هذا العام اضطر الكثير من أبناء الحديدة للنزوح فكيف يتم التعامل مع الطلبة النازحين هذا العام؟
– وزارة التربية والتعليم أتاحت فرصة لإجراء امتحانات تكميلية للطلاب النازحين من الحديدة ولذلك فقد تم إنشاء ثلاثة مراكز امتحانية الأول في أمانة العاصمة والمركز الثاني في مدينة زبيد والمركز الثالث في مديرية الميناء وعدد الطلاب النازحين في الحديدة حوالي (2100) طالب وطالبة لم يتمكنوا من إتمام الامتحانات جراء ظروف الحرب والنزوح ولهذا سيتم إجراء امتحان تكميلي لهم ابتداء من يوم 31 /7 /2017م كنوع من التعويض لهم عن معاناتهم وحتى لا يضيع عليهم العام الدراسي بالكامل.
هناك طلاب أيضا بداخل الحديدة لم يتمكنوا من خوض كل الامتحانات لسبب أو لآخر فكيف ستتعاملون معهم؟
– الطلاب الذين لم يدخلوا الامتحانات في الحديدة ولديهم ظروف خاصة كمرض أو غيره سوف يدخلون ضمن فئة النازحين في الامتحانات، أي أن الطالب الغائب عن الامتحانات في الحديدة من حقه أن يدخل الاختبارات التكميلية لأنه في بعض حالات النزوح الداخلي بالنسبة لطلبة الحديدة ولديهم مادة أو مادتان وشكل لهم مركزان امتحانان في زبيد والمنار وكذلك ستتم مراعاتهم في عملية التصحيح نتيجة للظروف القاهرة التي مروا بها.
هناك مراكز امتحانية قريبة من خط النار أوجدت بيئة جغرافية صعبة، كيف تمكنتم من التعامل مع تلك الإشكالية؟
– لدينا (190) مركزا اختباريا مجاورة للمواجهات والاشتباكات وكنا نجد صعوبة في ايصال المظاريف الخاصة بأسئلة الامتحانات وأحيانا كنا نستخدم الدراجات النارية وأحيانا نسير على الأقدام من أجل ايصال هذه الأسئلة والمظاريف للمراكز الامتحانية وأخيرا نزلنا إلى منطقة صرواح وكان هذا آخر مركز امتحاني تم تسليم أسئلة الامتحانات فيه وهناك الختام للامتحانات الوطنية وهذا كان نصراً كبيراً لإتمام عملية الامتحانات باعتبار العملية التعليمية حجر الزاوية في النهوض والتقدم، وعملت قوى العدوان جاهدة على تعطيلها باستهداف المنشآت والمعلمين والطلبة، لكن بفضل الله والمجاهدين الذين ضحوا بدمائهم الزكية وطهروا بلادنا من الغزاة والمحتلين وهيأوا لطلابنا وبلادنا الأجواء المناسبة لإجراء الامتحانات، ولهذا أعلنا من مدينة صرواح مدينة المطار نهاية الامتحانات لعام (2017 – 2018م) وهذا نصر عظيم للعملية التعليمية في اليمن.
الغش هو المشكلة الأكبر التي تعاني منها الوزارة كل عام، هل بالإمكان أن نتعرف على الآلية المتبعة هذا العام للتعامل مع حالات الغش؟
– تم تكثيف عملية الإشراف بأكثر من 40 ألف مراقب يشرفون على 30 ألف مركز امتحاني هذا العدد ضخم جدا ومع هذا الغش ظاهرة عالمية لكن نستطيع أن نجزم بأن امتحانات هذا العام سارت بصورة مشرفة أفضل من الأعوام السابقة والغش فيها قليل مقارنة بالعام الماضي نحن لا ننكر بأن هناك حالات غش حدثت لكن كانت الإجراءات صارمة وحالات الغش الجماعي تم حرمان الطلبة بالكامل من الامتحانات كانت الإجراءات صارمة في المراكز التي حدث فيها غش (إب وحجة والمحويت وعمران) وهؤلاء الطلاب سوف يحرمون من الامتحانات وتتم إعادتهم للامتحان في العام القادم.
دكتور محمد بالنسبة للمنهج الدراسي وطباعته هل هناك أي جديد؟
– المنهج الدراسي هو ذاته منهج العام الماضي ولا يوجد أي تغيير، لدينا 70 مليون كتاب مدرسي يطبع سنويا وهذا العام تمت طباعة 30 مليون كتاب ولن يأتي العام الدراسي القادم إلا وقد طبعنا 10 ملايين كتاب بإذن الله تعالى، ومن خلالكم هنا نناشد الجهات المختصة في الحكومة بتوفير موازنة للطباعة لنتمكن من توفير الكتاب المدرسي وحاليا نعتمد على المخزون الاستراتيجي للمخازن هو الذي يغطي العام القادم ونرجو من أولياء الأمور والطلبة ارجاع المناهج للمدارس والقضاء على ظاهرة بيع الكتب المدرسية في الأسواق ليكون لدينا مخزون كافٍ ومطابع لكتاب حددت قسماً تجارياً في المحافظات وبإمكان ولي أمر الطالب شراء الكتاب بأسعار رمزية وسيتم تحديد نقاط البيع لهذه الكتب لاحقا.
وأيضا لدينا موقع الكتروني يوجد فيه المنهج الدراسي ولا توجد فيه صعوبة كبيرة بالنسبة لحصول أولياء الأمور على المنهج منها فبزيارة وحدة لموقع الوزارة الالكتروني يستطيع ولي أمر الطالب تنزيل المنهج وبصورة مجانية وكذلك قمنا بتوزيع (500) حقيبة للمدارس بها سيدي يوجد فيه المنهج كاملا وبإمكان ولي الأمر أخذ السيدي ونسخ المنهج وإعادته للمدرسة.
هناك العديد من الأعمال التي يتوجب عليكم كوزارة التربية والتعليم القيام بها في الأيام القادمة والتي تحمل العديد من الصعوبات فهل يمكننا أن نتعرف على أبزر تلك المعوقات؟
– مما لا شك فيه أننا نعاني العديد من المعوقات ومن أبرز هذه المصاعب استهداف العدوان السعودي الأمريكي الغاشم للمدارس لدينا أكثر من (2500 مدرسة) تم تدميرها تدميراً كلياً وغيرها الكثير تضررت وهي بحاجة إلى ترميم ولا يكاد يمر يوم إلا ونسمع ونرى مدرسة دمرت أو تأثرت نتيجة قصف جوي قريب للمدرسة أو نزوح أهال لهذه المدارس والكتاب المدرسي هو التحدي الأكبر ولدينا خطة لطباعة الكتاب لكن العائق هو الجانب المادي.
ولدينا أكبر عائق وهو العدوان الغاشم السعودي الأمريكي الذي لا يريد أن تتم العملية الامتحانية والتعليمية في بلادنا، وعدم توفير المرتبات للمعلمين هذه أيضا من ضمن عوائق وضعها العدوان لإيقاف سير العملية التعليمية.
هناك أقاويل تتحدث عن منهج دراسي جديد هذا العام، ما صحة ذلك ؟
– نحن قمنا بتعديل وتطوير للمنهج السابق من الصف الأول إلى الصف السادس أساسي فقط ولم نقم بتغيير المنهج كما يشاع فقد حذفنا الأشياء التي لها علاقة بالتطرف والمذهبية وصححنا الأخطاء اللغوية والطباعية وسيعرض هذا الأمر على اللجنة العليا للمناهج وليس تغيير المنهج وإنما تطوير ومن خلال استضافة الخبراء والمختصين وتربويين عاملين في الميدان ومركز البحوث وسيكون ذلك عبر منظومة تربوية متكاملة، وهنا نطمئن الجميع بأن المنهج لن يكون فيه أي تغيير وإنما تصحيح للاخطاء اللغوية فقط وسيتم إنزاله إلى الميدان قريبا ً ولكن العائق الوحيد هو الجانب المادي وسنحتفظ بالمنهج السابق حتى يتم توفير الميزانية لطباعة المنهج المعدل .
آلية تصحيح الامتحانات هذا العام ،هل تمر بنفس الآلية للأعوام السابقة أم أن هناك جديداً؟
– بالطبع هناك جديد فكل ورقة امتحانية يشرف عليها 9 أشخاص من المصححين وكل مصحح لا يسمح له الا بتصحيح سؤال واحد فقط لتحري الدقة.
كما أننا قمنا باختبار المصححين المؤهلين والأكفاء ومن ضمن الشروط أن المصحح معلم للمادة نفسها ولديه خبرة في مجال التصحيح وقد بدأنا بتصحيح أوراق الصف التاسع وإن شاء الله سوف نبدأ في تصحيح امتحانات الثانوية العامة من يوم السبت القادم .
العام الدراسي 2018 – 2019م على الأبواب كيف هي استعدادات الوزارة لاستقبال هذا العام ؟
– يجب علينا أن نبني خططاً واستراتيجيات من أجل سير العملية التعليمية ومن أبرز ما توفر خطة طوارئ على مستوى كل مركز ومديرية، ونحن نعمل حالياً لإعداد خطة لمواجهة العدوان ..وبما يضمن إتمام العملية التعليمية بدون منغصات.

قد يعجبك ايضا