مجزرة الحديدة.. ماذا بعد؟!!

عبدالفتاح علي البنوس
يغرق العدوان في صلفه وإجرامه ويستمرئ في وحشيته وإرهابه ، يقتل بشراهة ، ويفتك بتلذذ متكئا على العصا الأمريكية والتواطؤ الأممي والدولي القذر الذي يمثل الداعم الرئيسي للعدوان للاستمرار في ارتكاب جرائمه الوحشية ، ففي الوقت الذي يعلن فيه رئيس الثورية العليا محمد علي الحوثي عن مبادرة تقضي بإيقاف كافة العمليات البحرية كإثبات لحسن النية وحرصا على تجنيب منطقة البحر الأحمر أي توتر قد يؤثر على حركة الملاحة في باب المندب ، رد العدوان السافل باعتداء سافر على مدينة الحديدة من خلال استهداف سوق السمك ( المحوات ) وبوابة مستشفى الثورة بالحديدة الأمر الذي خلف ما يقارب 55شهيدا وما يزيد عن 130جريحا في واحدة من أبشع المذابح والمجازر البشعة التي ارتكبها حثالة البشرية من بني سعود وآل نهيان وتحالف اليهودة.
هذا الكم الهائل من الشهداء والجرحى من الصيادين ومرتادي سوق السمك والمسعفين والنساء والمارة الذين كان بعضهم بانتظار دخول المستشفى لزيارة أقاربهم والبعض كان عابرا للطريق يكشف للعالم أجمع حقارة ووضاعة العدو السعودي والإماراتي ومن يقف خلفهم ويساندهم ويخلق لدينا قناعة تامة بأنهم لا يؤمنون بالسلام وليست لديهم أدنى رغبة في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويضع نهاية للأزمة اليمنية التي تتعاظم يوما بعد آخر.
مشاهد دموية ، تدمي القلوب وتبكي الأعين وتقشعر من بشاعتها الأبدان لأجساد تناثرت إلى أشلاء متطايرة وصلت إلى مناطق بعيدة عن مسرح الجريمة ، فما الذي ارتكبه الصيادون حتى يتم استهدافهم داخل سوقهم المعروف للقاصي والداني ؟! بأي ذريعة سيتذرعون ؟!! ماذا سيقولون ؟! هل استهدفوا موقعا عسكريا أو نقطة أمنية أو تجمعا للجيش واللجان الشعبية ؟!! وفي أي عرف يتم استهداف سيارة الإسعاف بصورة مباشرة أثناء قيامها بإسعاف الجرحى ؟!! معقول لم تعد طائراتهم تفرق بين الطقم العسكري وسيارة الإسعاف ؟!! إنهم حثالة البشرية ولذلك لا نتوقع منهم إلا مثل هذه الممارسات القذرة والجرائم والمذابح البشعة والتي يحاولون مرارا وتكرارا تبريرها تارة وإنكارها تارات أخرى.
وبعد هذه الجريمة بكل قبحها ووحشيتها لم يعد هناك من مجال لتقديم أي مبادرات أو تنازلات من طرف واحد مهما كانت المبررات ، فالعدو قطع الطريق أمام ذلك ولم يعد من مجال للأخذ والرد حول توقيف ضربات وعمليات أبطالنا المغاوير في الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات وفي مختلف الوحدات البرية والجوية والبحرية والصاروخية ، لن تتوقف ضرباتنا ولن نفرط في دماء شهداء سوق السمك وبوابة مستشفى الثورة بالحديدة ومن سبقهم من شهداء مجازر ومذابح وجرائم قوى العدوان وفي مقدمتهم رئيس الشهداء الرئيس الشهيد صالح علي الصماد طيب الله ثراه ، لن يتوقف البأس اليماني الشديد ، ولن تتوقف قوة الردع اليمنية عن تأديب الغزاة والمحتلين والمعتدين وردعهم والرد على الجرائم والمذابح التي يرتكبونها يوميا على مرأى ومسمع العالم أجمع.
بالمختصر المفيد، مجزرة سوق السمك وبوابة مستشفى الثورة بالحديدة لن تمر مرور الكرام وسيكون الرد عليها مزلزلا ومدمرا وموجعا للعدو السعودي والإماراتي ومن دار في فلكهم ، ولن يكون هنالك أي مبادرات أو تنازلات ، وليذهب المجتمع الدولي بهيئاته ومنظماته إلى الجحيم ، فدماؤنا ليست رخيصة ، ولن نفرط فيها أو نساوم عليها مهما حصل ، وما نزل من السماء (استلقفته )الأرض.

قد يعجبك ايضا