جريمة الخميس المروعة بالحديدة .. وغياب مجلس الأمن عنها

 

عبدالجبار الحاج

في جريمة استهداف الطيران مخازن الصيادين التي نفذها الطيران العدواني في الحديدة يوم أمس الأول وراح ضحيتها 55 شهيدا و170 جريحا بحسب الصليب الاحمر ..
ففي التوقيت تزامنت الجريمة مع اجتماع لمجلس الأمن الذي استمع الى احاطة المبعوث غريفيت حول اليمن ..
وكالعادة لم يأت أي موقف أممي يشير الى العدوان على الشعب اليمني باسمه فلا يزال ما يجري في اليمن وفق منظور الهيئة التابعة للدول الكبرى الواقفة خلف العدوان .. انه ليس سوى صراع وحرب يمنية وما من نص يضع السعودية والامارات ومن خلفها تحت طائلة المسؤولية. .
أعلى ردة فعل صدرت .. هو ما جاء على لسان منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليزا غراندي حسب “فرانس برس”، أن أعمال العنف هذه تثير الصدمة، مشددة على أن “المستشفيات محمية بموجب القانون الإنساني الدولي ولا شيء يمكن أن يبرر خسارة الحياة فيها”. ولا شيء سوى الصدمة وشرح عن وضع مستشفى يشيد بها ..
وما يلفت الانتباه في هذه الجريمة أنه لم يحدث ان سارع متحدث التحالف الى النفي الا مرات معدودة وإلى نفي قوات التحالف العدواني ضلوعها في الجريمة .
فالمتحدث باسم التحالف العربي تركي المالكي، اتهم من جانبه “أنصار الله” باستهداف المدنيين في الحديدة، نافيا أن يكون التحالف وراء الهجوم.!!
وقال المالكي في مؤتمر صحفي: “التحالف يعبر عن استنكاره لاستهداف الميليشيا الحوثية للمدنيين في الحديدة. نتابع أي ادعاءات، وإذا كانت هناك أي مسؤولية نتحملها بشفافية”.!!
بلغ حرص غريفيت في أن جعل الحديدة مركز المسالة كلها وأضاف اليها ميناءي الصليف وراس عيسى ..وقال في مبادرته كلاما يثير الريبة في استنتاج يوحي بترابط ما في نصوص مبادرات تماطرت علينا في توقيت متقارب ومتتال منها ما جاء في مبادرة المجموعة العربية ورحبت بها سبعون شخصية.
وترابط آخر مع مبادرة هدنة صادرة عن الأستاذ محمد علي الحوثي ورحبت بها وزارة الدفاع بصنعاء وفيها ما يشير الى هدنة بحرية وهو نص ورد في احاطة غريفيت . سأتناول ذلك بمقال تفنيدي آخر.
وأما ما ورد في إحاطته إلى مجلس الأمن قال غريفيت:
“بعد التشاور مع الأطراف، أعتزم دعوتها إلى جنيف في السادس من سبتمبر/أيلول لإجراء الجولة الأولى من المشاورات التي ستتيح الفرصة للأطراف، من بين أمور أخرى، لمناقشة إطار عمل المفاوضات، وتدابير بناء الثقة، والخطط المحددة لدفع العملية إلى الأمام. وأطلب دعم المجلس في ذلك.”
دعا غريفيث إلى إبقاء البحر الأحمر خارج النزاع المسلح الذي تشهده اليمن منذ أكثر من “3” سنوات. وهذا هو ما يشير الى محاكاة المعنى في مبادرة رئيس الثورية العليا .
قال غريفيت( إنه استفاد من الجهود السابقة لحل الصراع، كما أنه يسترشد بالمشاورات التي استمرت مئة يوم في الكويت.)!
وأشار المبعوث الدولي إلى اجتماعه في وقت سابق من الأسبوع مع أمير دولة الكويت، وقال إنه رجل كرس حياته من أجل السلام والمصالحة.
وأضاف لا أستطيع أن أتذكر بسهولة، شخصا آخر غيره، نجح في مواجهة تحديات الحرب ثم السلم. يجب أن تكون حياته مصدر إلهام لنا.
ولخصها بالبنود التالية :
( أولا: دعم جهوده لبدء المشاورات اليمنية في سبتمبر/أيلول في جنيف.
ثانيا: دعم تهدئة الصراع في الحديدة، وإبقاء البحر الأحمر خارج الصراع.
ثالثا: دعم التدابير التي من شأنها إعادة الأمل لشعب اليمن.
رابعا: الانضمام إليه في الاعتراف بالشجاعة الفائقة لمنظمات الإغاثة الدولية.
وفي الختام شدد المبعوث الدولي على أهمية وحدة مجلس الأمن لحل الصراع في اليمن.).
الواقع أن الموقف الطبيعي انه كان يتوجب اصدار موقف من صنعاء عن رفض الذهاب الى جنيف بتفاوض يحصر الحرب الظالمة والاحتلال بنزاع يمني- يمني , والواضح ان الوجهة التفاوضية من جانب صنعاء ما برحت تسير بلا اهداف ومحددات وطنية فتراها تمضي عن عدم ادراك لمخاطر المسار او عن قصد يتوخى الذهاب الى تسوية يمنية محضة ترفع عن العدوان مسؤولية جرائمه واحتلاله وهو خطر عظيم على كل يمني ..
وكنت انتظر من الأستاذ محمد علي أن يعلن سحب مبادرته لان بقاءها مع انها تضمنت واشترطت التزام التحالف العدواني بتوقيت مقترح, وبالتالي وجب اعلانه سحبها والغاءها .
من وجهة نظر شعبية يمنية كان أحرى وأشرف وأصدق ألف مرة ان ترفضوا ما صدر عن مجلس الامن واحاطات غريفيت وخارطته عبر جنيف من ان نتلظى وراء مظاهرات التنديد التي شهدتها صنعاء امس الجمعة اليوم التالي للجريمة الكبرى ..

قد يعجبك ايضا