الموت في زمن الكوليرا

سارة المقطري

مرض عضال ألمّ باليمن … كنت قد كتبت منذ أمد عنه وعن تفشيه في اليمن وأشرت حينها إلى خطورة استمرار هذا المرض وعدم وجود الإرادة الحقيقية من المجتمع الدولي لمواجهته حيث سجل في اليمن أكبر تفش له في العالم .
البعض حينها عاتبني لماذا دائما أحمّل المجتمع الدولي مسؤولية ما يحدث في اليمن؟
سأجيب عن أولئك خلال هذا المقال.
لكن اليوم الكوليرا تعاود انتشارها من جديد وكأنها سرطان زرعت في الجسد اليمني فلا نكاد ننفك منه. قد يسال الكثير … ما الذي ارتكبه اليمنيون ليعاقبوا بهذا العقاب؟
سأقول لكم … مشكلة اليمنيين أنهم (جاوروا)السعودية وتعاملوا مع (الجار قبل الدار)واعتبروه اخاً وصديقاً وهذه عادات أهل الكرم والأخلاق
لكن اكتشفوا أن الجار لم يحترم حق الجوار بل كافأهم على كل ذلك بالقتل وتدمير البنية التحتية. ما علاقة ذلك بالكوليرا(قد يسأل البعض) ؟؟!
صرحت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليزا غراندي منذ عدة أيام أن المدنيين معرضون لمخاطر شديدة بسبب الغارات وأن ضربة جوية واحدة أخرى فقط تحديدا في الحديدة قد تسبب وقوع ما لا يمكن إيقافه من تفش لوباء الكوليرا
العدوان لم يكذّب خبراً … أستهدف محطة مياه في محافظة الحديدة لكي يفسح المجال لمرض الكوليرا بالانتشار … فهل عرفتم السبب؟
لذلك لا أوصيك على مثل هكذا جيران (فجيران اليوم قد يكونون أعداء الغد )
أعود هنا للرد على من قال (ما ذنب المجتمع الدولي والأمم المتحدة فيما يجري باليمن؟)
نقول هنا:
الأمم المتحدة مؤسسة عالمية مهمتها حفظ الأمن والاستقرار والسلام بعيدا عن ( القلق والتوتر والتنديد والوعيد ) أو هكذا جاء في ديباجتها فإذا لم تكن قادرة على الحد من كل ما يحدث في اليمن وغيرها من المناطق في العالم فلتترك للشعوب مهمة أخذ حقوقها بيدها … يكفينا ادعاءات ويكفينا سرقة (وشحوتة )( وطلبة الله )تحت اسم الأمم المتحدة من قبل بعض المنظمات التي تستغل وجع اليمنيين لـ(تلهف ) من الأمم المتحدة.

قد يعجبك ايضا