باحثة أمريكية بارزة :”الناتو” العربي مصيره الفشل

 

وصفت الباحثة الأمريكية كريستينا لين حلق الناتو العربي المزمع إنشاؤه بالمعادي لإيران، محذّرة من أن هكذا حلف قد يجرّ الشرق الأوسط الى مزيد من الفوضى في الوقت الذي بدأ فيه كل من العراق وسوريا بعملية “التعافي” من التدمير الذي تسبب به داعش وإرهابيون وهابيون تدعمهم السعودية ودول خليجية عربية أخرى”.
وفي مقال نشره موقع “آسيا تايمز”، قالت الباحثة التي عملت سابقًا في الحكومة الأمريكية إن مساعي إدارة دونالد ترامب لإنشاء ” حلف ناتو عربي” بقيادة السعودية تعكس سياسة مُزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط تعتمد بشكل أساس على العسكرة”.
كذلك نبّهت كريستينا لين الى أن “حلف الناتو العربي سيوسّع المساحات غير الخاضعة للحكم في المنطقة مما سيسمح بنمو الإرهابيين بهذه المساحات”، وأضافت “هذه المغامرة بمهاجمة إيران ستلحق ضررًا كبيرًا باستقرار أوروبا بحيث ستؤدي الى موجات جديدة من اللاجئين، ناهيك عن التهديد الذي سيتعرّض له اقتصاد وأمن القارة الآسيوية”.
الكاتبة رأت أن “منطقة جنوب شرق آسيا بدأت من الآن تشهد عملية عودة مقاتلي “داعش” من الشرق الأوسط، وذلك بعدما خاضت التجربة نفسها على مدار عقود مع المقاتلين من تنظيم “القاعدة” الذين عادوا من افغانستان والذين كانت “ترعاهم الولايات المتحدة والسعودية”، ولفتت الى أن “الدول الآسيوية لا تتفق كثيرًا مع المقولة الأمريكية التي تزعم بأن إيران هي الدولة الاولى الراعية للإرهاب في العالم”.
ورأت أنه بالنسبة لآسيا الإرهاب هو ذات طابع وهابي، وهذا ما يجعل من إيران حليفًا طبيعيًا في محاربته، واستشهدت هنا بمقولة رئيس وزراء سينغافورة السابق الراحل “لي كوان يو” التي جاء فيها إن الفكر الوهابي هو السبب الجذري وراء الإرهاب في آسيا.
وأعربت الباحثة الأمريكية عن اعتقادها بأن قيام واشنطن بدعم الرياض ومساعدة الأخيرة على بناء تحالف “بقيادة سعودية وهابية” (في إشارة الى “حلف الناتو العربي”،سيكون على الارجح أمرًا مقلقًا بالنسبة الى الدول الأوروبية والآسيوية.
كما جزمت الكاتبة بأن الصين ستدعم المعسكر الذي يضمّ إيران وسوريا وحزب الله وروسيا في سوريا، وذلك بسبب التهديد المتمثل بما أسمته “تنظيم القاعدة الصيني” الذي يتّخذ من إدلب مقرًا له، موضحة أن الهند أيضًا ترى أن هناك دورًا لإيران بالتصدي للوهابية السعودية التي تنتشر على أراضيها، مشيرة الى أن الصين وروسيا والهند وباكستان ستشارك للمرة الأولى مع أربعة دول في آسيا الوسطى بتدريبات عسكرية تحت رعاية منظمة تعاون شنغهاي، وبيّنت أن هذه التدريبات ستركّز على محاربة الارهاب.
وتوقّعت الكاتبة أن تفشل مساعي الولايات المتحدة لإنشاء التحالف وكذلك محاولات واشنطن تغيير النظام في إيران وتسليح ما يسمّيه الغرب “المتمردين” من أجل تغيير النظام في سوريا.
الباحثة الأمريكية خلصت الى أن على الولايات السماح للمنطقة بأن تستقرّ وتُعيد بناء نفسها وحدها، مُستنتجةً أنه في حال أقدمت واشنطن والرياض بالفعل على إنشاء حلف الناتو العربي المعادي لإيران، فقد تجدان أنهما لن يكونا فقط بمواجهة مع طهران بل مع تحالف من أربعة دول نووية في منطقة يوروآسيا.

قد يعجبك ايضا