ورائها أمريكا وكولومبيا .. نجاة فنزويلا وامادورو ومرارة أمريكية بطعم العلقم

 

عبد الجبار الحاج
تذوقت أمريكا مرارة الفشل والهزيمة للمرة الألف في محاولة الاغتيال والانقلاب الأخيرة في فنزويلا وعبر أدواتها المعتقة في نظام كولومبيا العميل الذي لم يكن يوما سوى البلد الأكبر لإنتاج وتهريب المخدرات وإيواء وعسكرة عناصر التخريب وتصدير الجرائم لمعظم أمريكا اللاتينية . وكولومبيا هي أكبر قلاع الثورة المضادة في عموم البلدان اللاتينية …
فشلت محاولة اغتيال الرئيس الفنزويلي امادورو وهو يلقي خطابا في عرض عسكري ورسمي وذلك عبر استخدام الطائرات المسيرة التي كشفت التحقيقات الفورية والقبض على عناصر مشاركة في مخطط لايتوقف عند محاولة الاغتيال بل ضمن مخطط لتصفية الرئيس جسديا وتفجير الفوضى من خلال عملية واسعة تسترت وراء إضراب سائقي الشاحنات ..
وتم إسقاط المسيرتين من قبل قناصة الحرس الوطني قبل وصولهما منصة الرئيس نيكولاس امادورو وأصيب سبعة جنود بجروح ..
وأعلن وزير الإعلام في فنزويلا خورخي أن الهجوم هو محاولة اغتيال الرئيس مادورو أثناء إلقائه كلمة بمناسبة الذكرى الـ81 لإنشاء الحرس الوطني، عبر طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات، انفجرت إحداها قرب المنصة الرئاسية. وأسفر الحادث عن إصابة 7 أفراد من الحرس الوطني بجروح طفيفة، ولم يصب الرئيس الفنزويلي بأذى.
أكد وزير الإعلام الفنزويلي خورخي بعد الاعتداء الذي تعرض له مادورو وهو يلقي كلمته خلال العرض، أن الأخير «خرج دون أن يصاب بأي مكروه، وهو في هذه اللحظة يمارس مهامه العادية وعلى اتصال مستمر مع مسؤولين سياسيين ووزراء وقادة عسكريين».
وذكر رودريغيز أن الانفجارات تسببت «ببعض الجروح لسبعة جنود» في الحرس الوطني، وهم الآن يتلقون العلاج.
و في اليوم التالي عبر كلمة متلفزة حيا مادورو الشعب والجيش وأثنى على اليقظة وشدد على تأكيد ثبات مواقفه السياسية والاقتصادية ضدّاً من الإرادة الأمريكية ..
و فور محاولة اغتياله بعدة طائرات مسيرة أعلن مادورو، أن سلطات كولومبيا تقف وراء العملية،و اتهم المعارضة والرئيس الكولومبي، خوان سانتوس، بالوقوف وراء الهجوم، مضيفا أنه يتوقع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المساعدة في التحقيق في محاولة الاغتيال،
… (… نظرا إلى أن بعض مدبري الهجوم عليه يقيمون في الولايات المتحدة، وتحديدا في ولاية فلوريدا ) !
وبحسب مااعلنت الداخلية الفنزويلية عن احتجاز ستة أشخاص متورطين في محاولة اغتيال الرئيس مادورو أمس السبت. فإن الحقائق تزداد جلاء لتكشف التورط الكولمبي وخلفه أمريكا التي تاوي عناصر ضالعة في مخطط ينفذ ويدار من داخل أمريكا ..
وتمثل كولومبيا أحد أعنف الخصوم للحكومة الفنزويلية الحالية بقيادة مادورو، واندلعت أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين خلال ولاية مادورو الأولى حينما أعلنت الحكومة الكولومبية والرئيس خوان سانتوس دعمهما العلني للحركة الاحتجاجية المناهضة للسلطات في كاراكاس، ما دفع خليفة تشافيز لاتهام بوغوتا بنشر قواتها سرا في فنزويلا.
سيناريوهات متكررة لكولمبيا بعد تولي مادورو ولايته الرئاسية الثانية .
.. لكن هذه المرة مع ضغوط دولية مشددة على نظامه، وخاصة من قبل الولايات المتحدة، التي بادرت بفرض عقوبات على كاراكاس، وبتصعيد اكبر نطاقا .. فكولومبيا المجاورة، أصبحت نقطة تمركز للقوى المعارضة للرئيس مادورو.
وعلى مدار الثلاثة الأشهر الماضية تحدث مادورو مرارا عن إعداد حكومة كولومبيا سلسلة عمليات استفزازية تحمل طابعا عسكريا في كل من كولومبيا وفنزويلا والغرض منها إثارة نزاع مسلح بين البلدين، فيما انتقدته كولومبيا بشدة على ما وصفته بقمع المعارضة واتباع سياسات اجتماعية فاشلة.
فكولومبيا آخر قلاع قوى الثورة المضادة في أمريكا اللاتينية ومصدرة لكل مخططات المخابرات الأمريكية في معظم دول أمريكا اللاتينية التي خرجت من تحت هيمنة أمريكا ..
وتمثل في الفترة الحالية حليفا ثابتا وموثوقا به بالنسبة للولايات المتحدة، كما هي منذ نصف قرن تعد حليفا أساسيا للناتو في المنطقة، وتستضيف على أراضيها تدريبات عسكرية تشمل القوات الخاصة التابعة للحلف
كولومبيا مركز للقوى المناهضة لفنزويلا ومادورو ومحطة ومعسكرات تخريب تنطلق نحو فنزويلا ، على غرار ولايتي فلوريدا وميامي الأمريكيتين، اللتين كانتا منذ وقت معين مركزين للجهات المناهضة لكوبا وزعيمها فيدل كاسترو».
وتنفذ كولومبيا سياسات قمعية عنيفة وتبعية أمريكية ولدت رفضا وطنيا واسعا ما نتج عنه تشكل حركة تمرد عمرها ستة عقود لتعيش أطول ثورة وصراعا دمويا يعود إلى ماقبل أكثر من نصف قرن وتعرف حكومة بوغاتو جيدا أن فنزويلا رفضت إيواء أو مجرد دعم هذه الحركة التي صعدت قبل مجيء شافيز بأربعين عاماً تقريبا …
وتصاعدت جراء الجريمة ردود الفعل الدولية على محاولة الاغتيال والانقلاب الفاشلة ضد الرئيس والنظام الفنزويلي المعادي والرافض للهيمنة الأمريكية وهي العملية الإجرامية التي وقعت وبحسب مصادر عدة : اتهم رئيس بوليفيا موراليس الولايات المتحدة و»أعوانها»، بالوقوف وراء محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس السبت….
وكتب الرئيس البوليفي موراليس على «تويتر»: «ندين بشدة هذا العدوان الجديد والهجوم الجبان على الرئيس نيكولاس مادورو والشعب البوليفاري».
وتابع: «بعد فشل محاولاتهم للإطاحة بمادورو بالوسائل الديمقراطية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، ها هي الإمبريالية الأمريكية وأعوانها تعتدي على حياته»، معتبرا أن محاولة اغتيال الزعيم الفنزويلي تعد بمثابة جريمة ضد الإنسانية.)
من جهتها دانت سلطات نيكاراغوا محاولة الاغتيال وقالت خارجيتها في بيان عن الرئيس دانيال أورتيغا: «لقد علمنا للتو عن الهجوم الإرهابي على رئيس فنزويلا، الأخ والرفيق نيكولاس مادورو، الذي نفذته قوى اليمين الخفية، المليئة بالكراهية والخاسرة في كل مكان، والعازمة على مواصلة تخريب أمريكيتنا».
واتهمت حكومة نيكارغوا «الإرهابيين الجبناء والمجرمين» بتنفيذ الهجوم، مشيرة إلى أنهم «لم يستطيعوا ولن يهزمونا، ولن يمروا بفعلتهم».
أما السلطات الكوبية فقد استنكرت محاولة اغتيال مادورو، وقالت الخارجية الكوبية إن «الجنرال العام، السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي راؤول كاسترو ، والرئيس الكوبي ميغيل كانيل يدينان بشدة محاولة اغتيال الرئيس نيكولاس مادورو، ويعربان عن تضامنهما ودعمهما اللامحدود له وللشعب البوليفاري العظيم».
كما دانت الخارجية التركية محاولة الاغتيال الفاشلة، وقالت إنها تلقت نبأ محاولة الاغتيال بحزن، وأعربت عن ارتياحها لعدم إلحاق أي أذى بالرئيس مادورو، وتمنت الشفاء العاجل للعسكريين الـ7 الذين أصيبوا في التفجيرات.
وأكدت وقوف تركيا إلى جانب الشعب الفنزويلي ورئيسه مادورو وأعضاء حكومته في هذه الفترة العصيبة، مشيرة إلى أن إحلال الأمن والاستقرار والرخاء في فنزويلا يحظى بأهمية كبيرة بالنسبة للسلام الإقليمي والعالمي.
وفي إيران ندد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي بمحاولة الاغتيال بشدة واعتبر أنها «تهدف إلى زعزعة الاستقرار والأمن في فنزويلا ويخدم مصالح أعدائها حكومة وشعبا».
إن دائرة التنديد بالجريمة واتساع نبرة وحدة الخطاب المتضامن مع فنزويلا ورئيسها يكشف عن تعاظم مساحة الرفض لسياسات أمريكا وعن سياسات مجنونة ومفضوحة تغرق أمريكا في الفشل والعزلة يوما بعد أخر..
امتد التضامن مع امادوروا ليقوم اللاعب اللاتيني الشهير مارادونا بتقديم التهنئة شخصيا للرئيس الفنزويلي …
كلما نجحنا في إفشال أمريكا في جزء من العالم خسرت أمريكا أجزاء من قوتها نحو الانهيار المحتوم والذي تصنعه الإرادات الشعبية والقادة الشرفاء عبر العالم …

قد يعجبك ايضا