آمال معجم: تحالف العدوان فاقم معاناة أبناء الحديدة وأجبر الكثير منهم على النزوح

مدير مكتب وزارة حقوق الإنسان بالحديدة آمال معجم لـ “الٹورة “:

أكثر من 1018 مدنياً أغلبهم نساء وأطفال استشهدوا نتيجة غارات العدوان السعودي الأمريكي على الأحياء السكنية
50 ألف صياد تم حرمانهم من مزاولة مهنة الصيد بسبب الاستهداف المباشر لهم من قوى العدوان
لقاء /
غمدان أبوعلي
قالت مدير مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الحديدة الأستاذة آمال معجم إن استمرار العدوان السعودي على اليمن وفرض الحصار الخانق يدل على بجاحة العدوان ومن تحالف معه ومخالفته لجميع القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان .
وأضافت معجم إن الضحايا المدنيين بمحافظة الحديدة والذين تم استهدافهم من قبل طيران وبوارج العدوان السعودي الأمريكي في تزايد مستمر وأمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية ومجلس الأمن.
وأشارت في لقاء مع صحيفة “الثورة” إلى أن عدد الضحايا من المدنيين في محافظة الحديدة بلغ خلال الـ 3 السنوات الماضية أكثر من 1018 شهيداً و720 جريحاً والعدد قابل للزيادة بسبب إمعان العدوان في استهداف المدنيين والأطفال والنساء..
معجم تطرقت في اللقاء إلى الكثير من الملفات والقضايا .. نتابع :
في البداية حدثينا عن الدور والمهام التي يقوم بها مكتب وزارة حقوق الإنسان بالحديدة؟
– حقيقة نرحب بصحيفة ” الثورة ” في مكتبنا للإطلاع على المهام التي يقوم بها المكتب ؛ حيث يقوم مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الحديدة بالعديد من الأدوار والمهام في سبيل رصد وتوثيق انتهاكات وجرائم العدوان السعودي الأمريكي على المدنيين من سكان المحافظة منذ بدء العدوان على بلادنا إلى جانب ذلك يقوم مكتب وزارة حقوق الإنسان بالمحافظة بمتابعة القضايا الأخرى وهي الانتهاكات والجرائم التي تحدث في مديريات محافظة الحديدة حيث نحاول النزول إلى مكان وقوع الجريمة أو الحدث واخذ كافة الأدلة والإثباتات والأوليات للقضية وإيصالها إلى الجهات القضائية والمحاكم ومتابعة القضية حتى يتم انصاف المجني عليه.. وأيضاً يحرص مكتب وزارة حقوق الإنسان بمحافظة الحديدة على النزول إلى السجون والاطلاع على أوضاع السجناء واحتياجاتهم وإيصالها إلى الجهات المختصة والسعي لدى أهل الخير للإفراج عن المعسرين من السجناء والذين انتهت فترة محكوميتهم وظلوا في السجون رغم انتهاء فترة احتجازهم وتقديم العون القضائي وأيضا يسعى المكتب إلى إبرام الصلح بين الأطراف المتخاصمة وإيجاد حلول للقضايا التي تحتاج إلى صلح إلى جانب ذلك نسعى إلى تقديم المساعدات للمحتاجين والمتضررين من العدوان وإحالة بعض القضايا والحالات إلى فرع اتحاد نساء اليمن فرع الحديدة فيما يخص قضايا النساء وإذا كانت القضايا تتعلق بالأطفال فيتم أحالتها إلى حماية الطفولة بمكتب الشئون الاجتماعية والعمل ومنظمة اليونيسيف.
كما يقوم مكتب وزارة حقوق الإنسان بمحافظة الحديدة بدور كبير في الاستماع إلى شكاوى النازحين والأسر الأشد فقراً والمتضررين من العدوان من الصيادين الذين فقدوا مصدر رزقهم بسبب العدوان الذي يستهدفهم في عرض البحر ومناصرة قضاياهم وكذلك زيارة مراكز الغسيل الكلوي ومراكز الأورام السرطانية ودار العجزة والاطلاع على احتياجاتهم وهذه الجهود التي يقوم بها أعضاء المكتب في المحافظة جهود ذاتية بدون أي موازنة تشغيلية للمكتب أو دعم من السلطة المحلية للأسف الشديد..
كم بلغ عدد الضحايا المدنيين الذين استهدفهم طيران العدوان السعودي بمحافظة الحديدة خلال الثلاث السنوات الماضية؟
– الضحايا المدنيون يتم استهدافهم بشكل يومي من قبل طيران وبوارج العدوان السعودي الأمريكي، وهم في تزايد مستمر وأمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية ومجلس الأمن حيث بلغ عدد الضحايا المدنيين الذين استهدفهم طيران العدوان السعودي الأمريكي بمحافظة الحديدة خلال الـ 3 السنوات الماضية أكثر من 1018 شهيداً و720 جريحاً والعدد قابل للزيادة بسبب إمعان العدوان في استهداف المدنيين والأطفال والنساء..
برأيكم لماذا يتعمد طيران العدوان استهداف الصيادين في عرض البحر أثناء ممارستهم لمهنة الصيد؟ وكم بلغ حجم خسائر القطاع السمكي؟
– منذ بدء العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا أمعن طيران العدوان السعودي الأمريكي على ارتكاب الكثير من الجرائم بحق المدنيين واستهداف الصيادين بشكل مباشر ومتعمد في عرض البحر أثناء ممارستهم لمهنة الصيد والتدمير لقواربهم والتهجير ومنعهم من ممارسهم عملهم وحرمهم من مصدر رزقهم لكي يحول كافة المياه الإقليمية الواقعة قبالة سواحل الحديدة تحت سيطرته وتحويلها إلى مناطق عسكرية محظور الاصطياد فيها وهو ما أدى إلى توقف مصادر دخلهم الوحيد وحرمانهم من توفير لقمة العيش لأسرهم والذي انعكس سلباً على استقرارهم المعيشي ليقعوا فريسة سهلة أمام الجوع الذي أنهكهم وحول حياتهم إلى جحيم..
والملفت للنظر أن طيران العدوان لم يكتف بتجويع سكان قرى الصيادين بل تعمد إلى تهجيرهم من مساكنهم وقراهم باستمرار ورغم تفشي المجاعة في أوساط السكان إلا أن مأساة أبناء الحديدة أوسع من تلك المعاناة فإلى جانب مأساة المجاعة بدت تظهر مأساة الجوع والفقر في معظم مديريات المحافظة جراء الحصار والعدوان..
كما أن العدوان وبواسطة بوارجه البحرية المنتشرة على المياه الإقليمية حرم أكثر من 50 ألف صياد في محافظة الحديدة من ممارسة أعمالهم على امتداد شواطئ البحر الأحمر ورغم فداحة تلك الجرائم إلا أن العدوان لازال يمارس أبشع الجرائم الإنسانية أمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي من خلال استهداف البنى التحتية للصيادين واستهداف قواربهم في البحر وقتل كل من فيها يضاف إلى أن أزمة المشتقات النفطية الناتجة من الحصار كان لها دور كبير في إعاقة نشاط الصيد والسماح لسفن الجرف المصرية للاصطياد في المياه الإقليمية وتدمير ما تبقى من البيئة البحرية أثناء عملية الصيد التي تقوم بها السفن المصرية والتي تبعد 8 أميال من سواحل الحديدة..
أما عن الخسائر التي تعرض لها القطاع السمكي في المحافظة فقد بلغت أكثر من 4 مليارات وخمسمائة ألف دولار جراء العدوان البربري الغاشم على بلادنا..
هل فاقم العدوان السعودي الأمريكي من معاناة سكان محافظة الحديدة؟ وماذا عن النازحين في المحافظة؟
– نعم فاقم العدوان السعودي الأمريكي من معاناة المواطنين بمحافظة الحديدة حيث تسبب العدوان في فرض الحصار على بلادنا ونقص الأدوية وحرمان الموظفين من رواتبهم واحتجاز ناقلات النفط والمواد الغذائية ومنع السفن من الدخول لميناء الحديدة وتدمير المنشآت التعليمية والصحية..
أما بالنسبة لمعاناة النازحين فهي حرب أخرى تشنها قوى التحالف بحق المواطنين بحيث شردتهم من منازلهم وأجبرتهم على النزوح وترك منازلهم والبحث عن أماكن أمانة وعدم حصولهم على الاحتياجات الأساسية فوضع النازحين اليوم محزن جداً.
الزيارة الأخيرة لوزيرة حقوق الإنسان إلى المحافظة وتفقدها لعدد من المرافق الصحية والخدمية هل كانت مثمرة وايجابية؟
– بالتأكيد زيارة وزيرة حقوق الإنسان لمحافظة الحديدة كانت مثمرة وقد قامت بزيارات متعددة إلى المرافق السمكية ومنها ميناء الاصطياد والتقت بالصيادين المتضررين من العدوان وقامت بتقديم سليل غذائية لأسر شهداء الصيادين والعائدين إلى أهاليهم بعد أن تم احتجازهم في السجون السعودية.. كما قامت معالي الوزيرة بزيارة مركز الغسيل الكلوي ومركز الأورام السرطانية ومعرفة الصعوبات التي تواجه المركز والرفع بالاحتياجات للمجلس السياسي الأعلى للنظر فيها..
هل لديكم راصدون أو مندوبون لتوثيق الجرائم الإنسانية التي يرتكبها طيران العدوان في مختلف مديريات المحافظة؟
– نعم لدينا راصدون ومندوبون في كل مديرية من مديريات محافظة الحديدة ويعملون معنا في رصد جرائم وانتهاكات العدوان السعودي الأمريكي وبشكل طوعي منذ بداية هذا العام 2018 م بسبب عدم وجود ميزانية تشغيلية ولكن نلاقي صعوبات في الحصول على المعلومات بسبب رفض بعض المسئولين في المديريات..
من يتحمل مسؤولية استمرار تلك الجرائم الإنسانية التي ترتكبها دول العدوان بحق المدنيين؟
– الضمير الإنساني والمجتمع الدولي هو الذي يتحمل مسؤولية استمرار تلك الجرائم الإنسانية التي ترتكبها دول العدوان بحق المدنيين اليمنيين ولن تسقط تلك الجرائم من المسؤولية والعقاب مهما كان حجمها..
ما هي رسالتكم الأخيرة ولمن تودون أن توجهونها؟
– رسالتنا الأخيرة أنه يجب علينا أن نتماسك وان نكون يداً واحدة ضد هذا العدوان الذي يريد أن يدمر بلادنا ويستولي على مقدرات الوطن وان نرفع أصواتنا ونسمع العالم بشكوانا ومعاناتنا وأن ندافع عن بلادنا وأنفسنا كون ذلك حقاُ كفلته كل الدساتير والأديان السماوية، وأوجهها أيضاً للضمير الإنساني والمجتمع الدولي الذي لم يقم بأي دور لوقف العدوان على بلادنا.

قد يعجبك ايضا