حاكم دبي يوجه انتقادات حادة لسياسات “بن زايد” و”بن سلمان”

لتدخلها في القضايا الخارجية على حساب أوطانهم:

 

وجه نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ “محمد بن راشد آل مكتوم”، انتقادات مبطنة حملت تعبيرات لاذعة لما اعتبره تدخلا في القضايا الخارجية على حساب الاهتمام بقضايا الداخل في العالم العربي.
وندد “بن راشد” في عدة تغريدات نشرها على حسابه الشخصي بـ”تويتر”، السبت الماضي، بالسياسة التي وصفها بأنها مفسدة للأخلاق، مؤكدا أن “العطاء كل العطاء أن تركز على ما هو داخل الوطن بدلا من خارجه”.
وقال “بن راشد” في تغريدة: “علمتني الحياة أن الخوض الكثير في السياسة في عالمنا العربي هو مضيعة للوقت… ومَفسدة للأخلاق… ومَهلكة للموارد… من يريد خلق إنجاز لشعبه فالوطن هو الميدان… والتاريخ هو الشاهد… إما إنجازات عظيمة تتحدث عن نفسها أو خطب فارغة لا قيمة لكلماتها ولا صفحاتها”.
وأضاف: “لدينا فائض من السياسيين في العالم العربي، ولدينا نقص في الإداريين. أزمتنا أزمة إدارة وليست موارد… انظر للصين واليابان لا يملكان موارد طبيعية أين وصلوا… وانظر لدول تملك النفط والغاز والماء والبشر، ولا تملك مصيرها التنموي… ولا تملك حتى توفير خدمات أساسية كالطرق والكهرباء لشعوبها”.
وانتقد حاكم دبي التدخل السياسي في مجالات العمل المختلفة في الدول العربية، قائلا: “في عالمنا العربي… السياسي هو من يدير الاقتصاد، ويدير التعليم، ويدير الإعلام، ويدير حتى الرياضة! (مع أن) وظيفة السياسي الحقيقية هي تسهيل حياة الاقتصادي والأكاديمي ورجل الأعمال والإعلامي وغيرهم”.
وأضاف: وظيفة السياسي تسهيل حياة الشعوب، وحل الأزمات بدلا من افتعالها ..وبناء المنجزات بدلا من هدمها
ورأى مراقبون أن التغريدات تشير إلى امتعاض “بن راشد” من السياسات التي يتبعها كل من ولي عهد أبو ظبي “محمد بن زايد”، وولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية، والتي أثرت على الأداء الداخلي للاقتصاد في كل من الإمارات والسعودية.
وتتزايد الانتقادات لتنامي الدور الخارجي لأبوظبي، والتدخل في الصومال وإثيوبيا وجيبوتي وليبيا ومصر وغيرها من الدول التي تضربها موجات العنف، ناهيك عن الحرب التي تشنها ضد اليمن بمعية السعودية وما تمارسه من احتلال سافر للجنوب اليمني.
ووفق صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإن حكام أبوظبي لم يتشاوروا مع حكام الإمارات الآخرين قبل المشاركة في حرب اليمن، كما تحدثت الصحيفة عن وجود توتر بين الإمارات، وأن جنود الإمارات الأصغر، كالفجيرة، هم أغلب قتلى الحرب اليمنية.
ويبدو أن التوسع “الإمبراطوري” لأبوظبي، ولعبها دورا محوريا في أغلب النزاعات العربية، بعد أن كانت البلد الذي يحاول جمع كلمة العرب ووقف الخلافات بينهم، وجرّها وراءها الإمارات الست الأخرى بالقوة، لا يمكن أن يستمرّ، وقد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، بحسب “القدس العربي”.
وتتهم تقارير حقوقية، الإمارات بتوظيف ميليشيات تدافع عن مصالحها في اليمن، فضلا عن بناء سجون تشهد انتهاكات بشعة، بالإضافة إلى تورطها في دعم الجنرال “خليفة حفتر” في ليبيا، وتزويده بالسلاح، ومساندة الانقلاب العسكري في مصر منتصف 2013م، وفي تركيا منتصف 2016م.

قد يعجبك ايضا